أوباما يتطـرّف في الانحياز لإسـرائيل

24-07-2008

أوباما يتطـرّف في الانحياز لإسـرائيل

أوباما يضع إكليلاً من الورد عند النصب التذكاري في القدس المحتلة أمس.بدا المرشح الديموقراطي للرئاسة الاميركية باراك أوباما أمس، ابعد ما يكون عن خط الاعتدال والتغيير الذي يدعي انه يمثله، إذ كشف في القدس المحتلة وسديروت، عن تحيز سياسي جديد حيال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يسبغه تملق إضافي لقادة إسرائيل، التي رأى فيها »معجزة«، فيما لم يعر عملية السلام ما يزعم من اهتمام، وكاد يتجاهل حتى القيادة الفلسطينية التي التقاها بشكل خاطف في رام الله.
وفي مستوطنة سديروت، أمام قطاع غزة المحاصر الذي فقد خلال الأشهر الماضية المئات من أطفاله ونسائه في مجازر إسرائيلية، قال أوباما انه يؤيد »حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها«، مبررا في هذا السياق العدوان الاسرائيلي الأخير على لبنان، الذي اعتبر انه »حق إسرائيلي من اجل تحرير جنديين.. أي دولة كانت لتقوم بالمثل«.
وبرغم ان المرشح الديموقراطي اعتبر ان هناك »نافذة« مفتوحة في مفاوضات السلام، مجددا التعهد بالعمل فورا من اجل التوصل الى تسوية، شدد على انه لم يغير موقفه »وما زلت اقول ان القدس ستكون عاصمة اسرائيل. قلت ذلك سابقا وها انا أكرره. لكنني قلت ايضا انها مسألة مرتبطة بالوضع النهائي« للأراضي الفلسطينية.

ونفى أوباما أيضا »المخاوف« من انه قد يضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات. وقال انه لا يعتقد أن القادة الاسرائيليين خرجوا من اجتماعاتهم معه »بأي شعور بأنني سأضغط عليهم للقبول بأي نوع من التنازلات التي ستعرّض أمنهم للخطر«.
وأعلن سيناتور ايلينوي، الذي يبدأ اليوم زيارة إلى ألمانيا من المتوقع ان يركز فيها على الوضع في أفغانستان، رفضه التفاوض المباشر مع حركة حماس، التي تمثل انتخابيا غالبية الشعب الفلسطيني. وقال »من الصعب بالنسبة الى اسرائيل التفاوض مع مجموعة لا تعترف بحقها في الوجود.. ولا تمثل أمة«.
ولم يوفر السيناتور الأسود فرصة الانقضاض على إيران وبرنامجها النووي امام أعين وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ووزير الدفاع ايهود باراك. وقال إن »إيران مع سلاح نووي ستشــكل تهديدا كبيرا وعلى العالم ان يمنعها«. وأضاف إن »إيران النووية ستغير قواعد اللعبة والمعطيات ليس فقط في الشرق الأوسط.. بل في العالم أجمع«.
واعتبر المرشح الرئاسي ان »ذلك سيكون من أهم التهديدات بالنسبة الى إسرائيل والولايات المتحدة على حد سواء. إنها مسألة سنعمل عليها كثيرا«، مؤكدا بشكل قاطع أنه لن يرفع اي خيار عن الطاولة للتعامل مع طهران، برغم انه قال ان ادارته ستقدم للإيرانيين »حوافز كبيرة.. في موازاة عقوبات شديدة أيضا«. وانتقد ايضا إيران لـ»إعادة تسليح حزب الله«، ونظام طهران »الذي يرعى الإرهاب«.
وكان المرشح الديموقراطي اعلن فور وصوله، تأييده للغارة الإسرائيلية العام الماضي على منشأة سورية. وقال »اعتقد انه كان ثمة ما يكفي من الأدلة« على ان سوريا كانت في صدد بناء مفاعل نووي وفق النموذج الكوري الشمالي، مضيفا »كان هناك قلق حول أهداف هذا الموقع«. وتابع ان »الإسرائيليين يعيشون في بيئة معادية جدا، وأناس كثيرون يعلنون ان اسرائيل هي العدو«.
وقد بدأ أوباما نهاره الاسرائيلي بامتياز في القدس المحتلة حيث التقى بوزير الدفاع ايهود باراك وزعيم المعارضة بنيامين نتانياهو في احد فنادق المدينة. وقال »الأهم لدي هو مشاطرة العلاقات التاريخية والفريدة بين إسرائيل والولايات المتحدة، وهي من النوع الذي يتعذر كسره.. هذه هي العلاقات التي أصررت عليها طوال حياتي المهنية ولا أنوي مواصلتها فحسب، بل أيضا تعزيزها«.
وفي مقر الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في القدس المحتلة، قال المرشح الديموقراطي »خلال السنوات الستين منذ إنشاء دولة اسرائيل، كنتم (بيريز) مشاركين بعمق في هذه المعجزة ونحن ممتنون جدا ليس فقط كأميركيين، بل كمواطنين في هذا العالم للخدمة التي أديتموها«. وأكد »التمسك الدائم بأمن إسرائيل والأمل بأن أكون شريكا فعالا أكنت سيناتورا او رئيسا لإحلال سلام دائم«.
وزار اوباما الذي ارتدى بزة قاتمة واعتمر قلنسوة بيضاء، صباحا، نصب ياد فاشيم لضحايا المحرقة النازية في القدس المحتلة، كما جرت العادة في زيارات القادة والشخصيات الأجانب. وكتب في سجل الزوار في المتحف »ليأت أولادنا إلى هنا ويعرفوا هذا التاريخ حتى يمكنهم ضم صوتهم لشعار: لن يحدث ثانية«. كما التقى مساء رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت.
وتحاشى اوباما القيام بزيارة تحظى بتغطية إعلامية للضفة الغربية المحتلة. ولم يدل بأي تصريحات بعد اجتماع استمر لأقل من ساعة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض. وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة ان عباس وضع أوباما في صورة الوضع الداخلي الفلــسطيني، وسيـر المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي.
من جانبهما، قللت حركتا حماس والجهاد الإسلامي من أهمية الزيارة وقالتا إنها تأتي في سياق انتخابي. واعتبر المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري، ان »اعلان أوباما دعمه لاعتبار القدس عاصمة دولة إسرائيل واعترافه بأن إسرائيل وطن قومي لليهود.. هذه المواقف تؤكد أنه لا يوجد أمل لأي تغير للسياسة الأميركية الخارجية تجاه الصراع العربي الإسرائيلي«.
ووافقه الرأي القيادي في الجهاد نافذ عزام، الذي قال إنه لا يوجد تفاؤل بزيارة أي مبعوث أو مسؤول أميركي للأراضي الفلسطينية. وأوضح »نحن لا نرحب بها«، معتبرا أن اوباما »أعلن مواقف منحازة لإسرائيل طوال الوقت«.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...