أهرون ميلر: نحن محامون لطرف واحد هو إسرائيل

19-04-2008

أهرون ميلر: نحن محامون لطرف واحد هو إسرائيل

اعترف الدبلوماسي الاميركي السابق أهرون ميلر أنه كثيرا ما شعر خلال خدمته في وزارة الخارجية الأميركية بأنه يخدم أساسا المصلحة الإسرائيلية المباشرة.
وقد خدم ميلر، وهو ابن لمليونير يهودي، في طواقم السلام الأميركية التي أدارت المفاوضات بين إسرائيل والعرب في عهود العديد من الرؤساء الأميركيين وآخرهم جورج بوش الابن.
ويلحظ المعلق السياسي في صحيفة «هآرتس» عكيفا ألدار أن أهرون ميلر، في كتابه الجديد «أرض موعودة جدا»، يشير إلى تفوق اليهود في أميركا على غيرهم من الفئات الدينية أو العرقية في كل ما يتعلق بالسياسة الخارجية. ويتهم ميلر، الذي يحمل شهادة الدكتوراه في التاريخ، في هذا الكتاب الإدارات الأميركية المتعاقبة، جمهورية وديموقراطية على حد سواء، في السنوات الخمس عشرة الأخيرة بانتهاج سياسة غير متوازنة تجاه الصراع العربي الإسرائيلي.
ورغم أن رئيس طاقم السلام الأميركي السابق دينيس روس وضع كتابا عن مساعي السلام الأميركية في المنطقة إلا أنه تجاهل فيه على وجه الخصوص أثر السياسة الداخلية الأميركية ودور اللوبي الإسرائيلي «إيباك». بل إن روس نفى أن تكون الجالية اليهودية قد فرضت على الإدارات الأميركية أي موقف بشأن العملية السلمية.
ويتحفظ ميلر، وفق «هآرتس» على نفي روس هذا. وهو يشير في كتابه إلى «أننا كنا حساسين لأفكار الموالين لإسرائيل في كل مرة درسنا فيها أفكارا لا تروق للإسرائيليين، وقد فرضنا رقابة على أنفسنا. اما حقيقة أن بعضنا كان يهوديا فهي أقل قيمة من الأجواء الموالية لإسرائيل التي تنامت في عهد كلينتون. فالتعاطف مع إسرائيل أضر بقدرة المسؤولين على إظهار الحزم إزاء سياسة الاستيطان، أو تبني مبادرات أميركية مستقلة، خصوصا إزاء التسوية النهائية، لدرجة أننا تأخرنا عن موعد القطار».
وكتب ميلر بعد استقالته من الخدمة الدبلوماسية الأميركية في أيار 2005 مقالة في صحيفة «واشنطن بوست» بعنوان «محامون عن إسرائيل». وقد اعترف ميلر آنذاك وفي العديد من المناسبات لاحقا بأن «الطاقم الصغير الذي عملت فيه، في عهد كلينتون، بما في ذلك أنا شخصيا، كنا محامين لجانب واحد فقط وهو إسرائيل».
وقد استخدم البروفسوران ستيفان والت وجون مارشهايمر اعترافات ميلر هذه في مقالتهما عن «اللوبي الإسرائيلي» التي سرعان ما تحولت إلى كتاب هو بمثابة لائحة اتهام ضد النفوذ اليهودي في السياسة الأميركية إزاء الشرق الأوسط.
ويعتبر عكيفا ألدار أن كتاب ميلر الجديد الذي يلعب جيمي كارتر وهنري كيسنجر وجيمس بيكر أدوار البطولة فيه سيغدو حديث اليوم في أميركا. فالكتاب يعالج دور اليهود ونفوذهم في تحديد السياسة الأميركية. وينقل ميلر في الكتاب عن المدير العام لـ«الرابطة ضد التشهير» إيف فوكسمان اعترافه بأن «الطائفة اليهودية تريد استخدام قوتها ونفوذها، ولكننا لا نحب أن يتحدث الناس عن ذلك».
ويقترح ميلر في كتابه عدم تجاهل أهمية السياسة الداخلية الأميركية في كل ما يتعلق بالسياسة الخارجية الأميركية إزاء الشرق الأوسط. وهو يقول إن «الوقت حان للكف عن التظاهر بأن السياسة الداخلية لا تؤثر على تفكيرنا إزاء المسألة العربية الإسرائيلية وعلينا أن نفتح الأمر لنقاش صادق وواضح. فهذا هو السبيل الوحيد لمواجهة نظريات مؤامرة عديمة الأساس». ويقصد ميلر بنظريات المؤامرة التي تقال عن العدد الكبير لليهود في الطاقم الشرق أوسطي للإدارة الأميركية وقضية ولاء هؤلاء المزدوج لكل من إسرائيل وأميركا.
ويورد ميلر أمثلة على اختلال التوازن المرة التي صاغ فيها وزير الخارجية الأسبق كولن باول تصريحا يحمل فيه إسرائيل مسؤولية العمل على وقف العنف. ولكن في اللحظة الأخيرة قرر مجلس الأمن القومي ومكتب نائب الرئيس ديك تشيني وأد هذا التصريح قبل نشره. ويكتب ميلر أن مسؤولا كبيرا سمع باول يطلق شتيمة ويتذمر من «أنهم يفرضون علي في أي اتجاه يجب أن أبول ومتى أقضي حاجتي».
عموما فإن ميلر ليس ضد العلاقة الخاصة بين إسرائيل وأميركا ولكنه يطالب القادة الأميركيين بالتصرف بمسؤولية إزاء إسرائيل و«بدلا من الدفاع عن طرف، الدفاع عن طرفين».

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...