أمريكا وإسرائيل وصناعة الفوضى الخلاقة في آسيا الوسطى
الجمل : تعاني الهند من انقسام واضح في تركيبتها السكانية، وبرغم تعدد اللغات والأثنيات، إلا أن الانقسام الديني في الهند يتمثل في ثنائية الانتماء بين الهندوس ( يبلغ عددهم 750 مليون) والمسلمين (يبلغ عددهم 250 مليون)..
على خلفية الصراع في مدينة أيوديا .. أصبحت الهند من أكثر مناطق التوتر الإسلامي الهندوسي ( يوجد بمدينة أيوديا المسجد البابري، والذي تم تشيده قبل مئات السنوات خلال فترة الحكم الإسلامي الأول للهند، ويعتقد الهندوس بأن هذا المسجد قد تم بناءه في موقع كان فيه معبد الإله الهندوسي رام.. وكلما حانت الذكرى السنوية الهندوسية للاحتفال بالإله رام .. يتزايد إحساس الـ 750 مليون هندوسي بضرورة هدم المسجد وإعادة معبد الإله رام، وفي نفس الوقت تتزايد مشاعر الـ 250 مسلماً بضرورة الدفاع عن المسجد التاريخي الإسلامي الهام .. بينما تقف الحكومات الهندية برغم هندوسيتها مع القانون الهندي .. الذي يمنع هدم الآثار.. وتقوم بإغلاق الطرقات وإعلان حالة الطوارئ في منطقة أيوديا.. وبرغم ذلك يأتى كل عام آلاف الهندوس بملابسهم الحمراء من أجل الهدم ويقف آلاف المسلمين المتشددين بجلابيبهم البيضاء من أجل الدفاع وتقف قوات الأمن الهندسية في النصف.. وبرغم ذلك يموت المئات سنوياً ..
على هذه الخلفية الدينية نشأت حالة من العنف الرمزي والمادي وهناك تعاون كبير هندي إسرائيلي .. في كافة المجالات في شبه القارة الهندية، وقد استغلت الإدارة الاستعمارية البريطانية ذلك وقامت بتقسيم شبه القارة الهندية بحيث سمحت بانقسام باكستان كدولة للمسلمين، والهند للهندوس. وبرغم ذلك أصبح المسلمين الذين يعيشون داخل الهند أمام تحدي الصراع الديني مع الأغلبية الهندوسية.
كذلك، بالنسبة لإقليم كشمير.. (كشمير أغلبية سكانها من المسلمين، يريدون الانضمام لباكستان، ولكن عند لحظة الاستقلال أعلن حاكمها الهندوسي آنذاك انضمام المحافظة إلى الهند.. ، وأصبحت باكستان تطالب بالأقليم على أساس اعتبارات الأغلبية السكانية المسلحة، بينما ترى الحكومات الهندية بالتمسك بقرار حاكم كشمير لأنه قرار سياسي ملزم بحسب الدستور.. ومن ثم نشأت الحركة الإسلامية المتطرفة في كشمير والتي تقاتل الهندوس) .
االآن على خلفية كل خبرة الصراعات الماضية وتزايد الحرب الباردة بين الهند والباكستان، حدث سباق تسلح في منطقة شبة القارة الهندية، والآن أصبحت الهند دولة قوية، وباكستان أيضاً دولة نووية.
أمريكا وإسرائيل، برغم تعاون باكستان معهما .. في كل شيء .. إلا أنهما لن يسمحا بأي حال من الأحوال لأي دولة إسلامية أن تحوز على أسلحة الدمار الشامل..
خلال الشهر الماضي، حدث اتفاق تعاون نووي هندي أمريكي بعد زيارة بوش ورامسفيلد للهند.
لقد استطاعت إسرائيل إقناع الهند بالتعاون في مجال الحرب ضد الحركات الإسلامية على أساس أن إسرائيل تواجه الحركات الإسلامية ( الجهاد، حماس، حزب الله .. الخ) والهند تواجه الحركات الإسلامية في كشمير.
الآن تحاول أمريكا ضم الهند إلى التحالف الشامل في الحرب ضد الإرهاب وذلك من أجل الاستفادة القصوى من قدرات الجيش الهندي، (يبلغ قوامه 2 مليون جندي) ودعمه لكي يخوض حروب بالوكالة في شبه القارة الهندية ومنطقة الشرق الأوسط تحت شعار الحرب ضد الإرهاب..
التفجيرات التي تحدث في الهند، برغم الإدعاءات التي تحدد بأن الحركات الكشميرية وباكستان ومسلمي الهند هي المسؤولة عنها.. إلا أن هناك هدفاً أكبر.. يتمثل في استيعاب الـ (كراهية الهندوسية) ضد الإسلام.. وبالتالي فإن إسرائيل والولايات المتحدة تعملان بأقصى مايمكن من أجل فتح المزيد من صناديق الشر..
في منطقة الشرق الأوسط وجنوب وجنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى وذلك .. وصولاً إلى ما أسماه مهندس حرب العراق في الإدارة الأمريكية بول وولفويتز بـ (الفوضى الخلاقة) .
الجمل : قسم الترجمة والدراسات
إضافة تعليق جديد