أعلام المقاومة وصور نصرالله تملأ فراغ الشارع وجيوب التجار
الجمل ـ حلب ـ باسل ديوب: نانسي عجرم !؟ يتعجب أحمد الصوص البائع في مكتبة الجماهير في حلب من السؤال عن مبيعات صور نانسي عجرم ، " منذ أسبوع لم يطلب أحد صورة واحدة لها ، ولا لغيرها من الفنانين، الآن صور حسن نصر الله هي التي تباع فقط . في السابق، لم يكن يمر يوم من دون أن نبيع صورا لها، الآن اختلف الأمر،فقد لاحظنا الطلب الكبير على صور السيد حسن نصر الله ، وسرعان ما قامت المطابع الموردة لنا في باب النصر بطبع أكثر من عشرة نماذج لصور السيد نصر الله "
الصور هنا لا تهتم بوضعيات أو لوك جديد أو غيره ، فالسيد نصر الله بنفس العباءة والعمامة السوداء والغرة المنسدلة منها، ووضعية السيد حسن هي وضعية ثابتة في زمن متحول، وضعية الخطيب الذي يلهب حماس الجمهور ، لكن ضرورات التسويق اقتضت إدخال عناصر جذب أخرى تتساوق مع نبض الشارع، فالصورة التي انتشرت طويلاً للسيد نصر الله ، هي التي تجمعه مع صورتي الرئيسين حافظ الأسد وبشار الأسد، إضافة إلى صورة أخرى يرفع فيها رشاش الكلاشينكوف مع جملة : جبروتهم تحت قدميك.
أما الآن فصور السيد تعج بالتعبئة والتحريض وتتنوع خلفياتها تبعاً لإبداع المصمم.
السيد يمد ذراعيه نحو الأعلى بجبروت وتحدٍ كبير ، وفي الأسفل مقاوم يحمل قاذفه الصاروخي على كتفه، فيما البارجة الصهيونية "ساعر" تحترق ،وقد جنحت في طريقها للغرق ،وفوقها " إن تنصروا الله ينصركم " ، في صورة ثانية توظف الطفولة بنجاح في بيئة محافظة، فالفتاة بلباسها الشرعي تضرع إلى الله : يا رب انصرهم بنصرك ، تنسيق الصور لا يتم بخلفية جهادية أو سوية ثقافية يعتد بها ، فإحدى الصور، لكي تخرج مقولتها موزونة، يحور الكاتب فيها نفديك إلى نفداك لكي تسقيم مع والله يرعاك فاعتمد جملة "بالروح نفداك والباري يرعاك" في صورة أخرى ينتشر المقاومون ، و التعليق في الصورة هو : "يا ليتنا كنا معكم
فنفوز فوزاً عظيماً"
لكن المسألة مهما حملت بعداً وجدانياً إلا أنها تبقى خاضعة لآلية العرض والطلب فالصورة الملونة كانت تباع بعشر ليرات في الأيام العادية ، لكن صور السيد اليوم تباع بخمس وعشرين ليرة ، نحرج البائع بسؤالنا طالما الطلب كبير لماذا زيادة السعر، واستغلال عواطف الناس ومشاعرهم الوطنية ؟؟
يسارع البائع لتكذيب السعر الذي يبيع به ابنه... لا بل نبيعها بعشر أو خمسة عشرة ليرة ، ونعطي مجاناً صورة لمن يشتري علماً لحزب الله أو سورية أو لبنان .
صور الفنانين والفنانات زبائنها محصورون بالمراهقات والمراهقين وقلة من السائقين، أما الآن فالسائقين هم الأكثر طلباً لصور السيد حسن مع وجود ملحوظ لجميع الشرائح العمرية، نساء ورجالا، شباناً وشابات ،وأطفالا حتى.كثيراً ما ترى في شوارع حلب سيارات التاكسي والسوزوكات تحديداً ترفع علم المقاومة أكثر من غيرها ، ومنهم من يبالغ فيضع أكثر من علم .
أعلام دول الفرق المشاركة في كأس العالم اختفت من شرفات المنازل ورفرفت محلها أعلام حزب الله
هاشم أسعد / مهندس يقول :" في حي الجابرية الذي أسكنه وبالقرب من منزلي رفعت 7 أعلام لحزب الله على بيوت مواطنين من خلفية مسيحية .المقاومة تحظى بشبه إجماع هنا "
"مصطفى كحاط" / سائق يضع علمين سوريين وعلمين لحزب الله ويصر على أن يرفع بيده شارة النصر قبل التقاط الصورة لسيارته
" اذكر اسمي في الصحيفة أنا أحب نصر الله بطل العرب ثم يردد رشاً ودراكا ً شتائم موزونة ومقفاة على الحكام العرب المتخاذلين "
في منتدى الشام كما كل المقاهي يندر أن ترى طاولة واحدة لا يدور الحديث فيها ولو لدقائق عن المواجهات الدائرة في الجنوب اللبناني، وتعج الجلسة بالتحليلات والآراء المتضاربة عما تحمله الأيام القادمة، " عمر " مل من الحديث والنقاش الحاد ، فخرج يبحث عن طاولة يدور عليها حديث آخرغير حديث الحرب على لبنان ، ولكنه لم يجد سوى طاولة واحدة يجلس عليها صديقه "رشاد " بمفرده ، فيما يتذكر محمد عبد الكريم العلم الذي اشتراه البارحة ويغادر المقهى مسرعاً إلى البيت لرفعه على الشرفة .
الجمل
إضافة تعليق جديد