أصغر معلمة لغة في دمشق تروي حكاية طموحها
بين الأربع والخمس سنوات، بدأت “جنى عرقسوسي”، المعلمة الصغيرة كما لقبتها وزارة التربية، بتنمية مهاراتها، حيث كانت حينها تتعلم اللغة الإنكليزية عن طريق الفيديوهات والأفلام الكرتونية والدورات التي بلغ عددها 16 دورة تعليمية إلى أن تمكنت منها، واتخذت حينها من أخيها الصغير ودميتها ومرآتها صفاً وتلاميذاً.
ففي حديث مع المعلمة “جنى”، طالبة الصف الثاني الثانوي، روت الفتاة حكاية بداياتها كمعلمة، قائلة: “بدأ الأمر بطريقة جدية في المرحلة الإعدادية حين قمت بتدريس أخي درس نظامي ضمن منهاج مدرسته”.
وأضافت “تأثرت بعمل أمي كمدرّسة في معهد تعليمي، وتطور الأمر إلى بقائي الدائم معها، كما قدمت محاضرات في المهرجانات التي ينظمها المعهد”، لافتة إلى أن أول محاضرة قدمتها كان عمرها 10 سنوات كانت بعنوان what children want from their parents”.
وتابعت “بدأ المعهد بعدها بتقديم ميزات خاصة بي، بدأت بالمهرجانات، ومن خلال علاقتي الجيدة مع المعلمين كنت أحضر دروس عندهم لأستفيد من خبراتهم إلى أن بدأت بمساعدتهم بالتدريس”.
“وعرض علي المعهد أن أقوم بدورة tesol وهي لتعلم كيفية تعليم اللغة الانكليزية لغير الناطقين بها، وكنت في المرتبة الأولى وبدأت بعدها بالتدريس”، تروي المعلمة الصغيرة.وعن تنظيم وقتها، تقول “جنى”: إنها “استبقت المراحل، فتعلمت اللغة الإنكليزية في وقت فراغي ما عاد بالنفع عليها لاحقاً”، علماً أنها تمارس الرياضة وتدرس وتدرّس في آن واحد دون أي خلل في تنظيم وقتها.
وأشارت “جنى” إلى أنها “تلعب ضمن نادي ناشئات الوحدة كاحتراف، وتقوم بالتدريس أيضاً كاحتراف وتتابع واجباتها المدرسية وهي ضمن المتفوقين في مدرستها بشهادة الإدارة”، لافتة إلى أنه “بتنظيم الوقت يمكن إنجاز الكثير، حتى ما يعتبر رفاهيات من ناحية الخروج مع الأصدقاء”.
ومن جهة أخرى، لم يقتصر أمر إبداع “عرقسوسي” على اللغة الإنكليزية بل تعداه أيضاً إلى اللغة العربية التي من خلالها شاركت بمسابقة للشعر وأخدت المركز الأول على مدينة دمشق والمركز الرابع على سوريا”.
وترى “جنى” أنه من الرائع والممتع رؤية ثمرة التعب على عمل الطلاب من خلال نتائجهم في نهاية المستويات، وتقول “إنها لم تواجه صعوبات لأنها أدرجت ضمن المستويات خطوة بخطوة مازرع في نفسها ثقة كبيرة وأزاح كل عقبات الخوف من الوقوف أمام الطلاب”.
وتابعت أنها “تحلت بالثقة بنفسها أيضاً حين كانت تقدم فيديوهات توعوية أمام الكاميرا باللغة الإنكليزية، من خلال مقابلة تلفزيونية مع والديها بجهد مشترك في الكتابة والتصوير والإخراج ماقوّى ثقتها بنفسها أكثر فأكثر”.
وبالعودة إلى ما تقوم به “جنى” حالياً في الصف وبين التلاميذ تقول المعلمة “أحاول دائماً أن أكسب محبتهم كي أنجح بإعطاء أي درس وكي أجذب انتباههم كي يتقبلوا مني المعلومات بحب دون تلقين وكي يقبلوا هم على التعلم .”
وتضيف أن “عملها كمعلمة سهل لها طريقة التواصل مع معلميها في المدرسة حيث أصبحت تشعر بما يشعرون به خلال محاولاتهم لإيصال المعلومة وضبط الصف”.
وختمت الفتاة المعلمة في حديثها عن الأهداف والطموحات التي تكبر مع عمر صاحبها ومراحله، فمن أبرز طموحاتها أن تكون مقدمة برامج اجتماعية باللغة الإنكليزية وهذا ما سعت إليه منذ طفولتها.
ووجهت المعلمة الصغيرة نصيحتها للأمهات والآباء بأن يكونوا موجودين في حياة أولادهم ويوجهونهم للأمور الأساسية المطلوب منهم إتقانها، من خلال تعلم اللغات والعمل على الحاسوب كي يتمكنوا من بناء شخصيات مستقلة ويبدعون في المجالات التي يتميزون بها.
يذكر أن وزارة التربية كرمت مؤخراً الطالبة جنى عرقسوسي كأفضل معلمة صغيرة، وهي طالبة في الصف الثاني الثانوي العلمي في ثانوية زكي الأرسوزي في دمشق، فيما أشادت مديرة مدرستها بتفوقها ومبادراتها.
الخبر
إضافة تعليق جديد