أشباه الأجبان والألبان مالهم وما عليهم

د.لؤي اللبان:

منذ صدور قرار السماح لمنتجي مشتقات الألبان بأنتاج مايسمى أشباه الأجبان والألبان كثر الجديث عنها وتنوعت الأراء حولها لذلك نود أن نوضح بعض الحقائق عن هذه القضية:

1- هذه الأشباه موجودة في الأسواق منذ 10 سنوات وأظن أنها دخلت بيوت معظم السوريين بسبب رخص ثمنها النسبي حتى أنني أعتقد أنها كانت تباع على أنها منتجات حقيقية وبسعر مرتفع . هذه المنتجات كانت تغش بالسر وجاء هذا القرار ليعطيها فرصة الغش في العلن.

2- أشباه الأجبان موجودة في أسواق أخرى تحت مايسمى Imitation cheese أو Fake cheese حتى أن شركات كبيرة مثل Kraft تصنع منها وخاصة الجبنة الأمريكية الصقراء أو الشيدر والموتزيريلا وغيرها حيث يستخدم جزء من الحليب السائل مع أضافة الكازئين ( وهو الجزء الذي يتجبن بالحليب) وبعض المستحلبات والزيوت النباتية والتي غالبا" يستعمل زيت الذرة أو الكانولا وهي زيوت جيدة بشكل عام.

3- في حالتنا وأنا أعرف الكثير من المنتجين الذين يزودون السوق بهذه المنتجات فيستعملون الحليب المجفف الخالي من الدسم كونه رخيص الثمن مقارنة مع الحليب الكامل ويتم أستيراده من دول مثل الصين وغيرها والتي لها منتجات تصدر خصيصا" للسوق السورية لأسباب كثيرة.  يمكن أن يكون الحليب أيضا" منخفض بمحتوى البروتين وهنا تبدأ عملية الغش بأضافة مادة الميلامين وهي نفس المادة التي تصنع منها أطباق الميلامين المعروفة وهي مادة نتروجينية تشبه السماد الازوتي ولها تأثير  سلبي كبير على الصحة وخاصة على صحة الكلى. 

*التصنيع

يتم حل الحليب المجفف بالماء ولرفع كثاقة الحليب يتم أضافة النشاء ( وهو مادة غاشة لكثير من المنتجات) ويتم أضافة الزيوت لرفع نسبة الدسم فيه وهنا الطامة الكبرى حيث يضاف زيت النخيل أو زيت القطن أو أي زيت أخر رخيص الثمن فيؤدي ذلك الى تلون الحليب باللون الاحمر أو الآصفر وهنا تضاف مادة مبيضة حيث يستخدم السبيداج لتبييض الحليب. عندما كنا صغارا" وكنا نشتري الحليب أو اللبن الرائب كانت القشطة التي تظهر على السطح لها طعم محبب بسبب أنها دسم طبيعية أما الأن فلها طعم غير مقبول على الأطلاق وضار  على الأغلب. عند تجبين هذا المزيج يتم أضافة كميات أضافية من النشاء ونضغط في قوالب ويتم أضافة كميات من الملح . هذه الجبنة لا تتحمل الغلي كونها مصنعة من النشاء والزيوت كما أنها لا تسيخ عند تعرضها للحرترة بسبب أنها لا تحوي بروتين أو كازئين بنسبة مقبولة.


بالنسبة للمشاكل الصحية التي يمكن أن تسببها أشباه الأجبان والألبان فهي بأختصار:

1- يعتبر زيت النخيل ضارا" أذا تم تناوله بكميات كبيرة لأنه يحوي ضعف الدسم المشبعة الموجودة في زيت الزيتون ولكن المنتج عندنا يبحث دائما" عن مزيد من الارباح بحيث يمكنه أستخدام الدهون أو الدسم المتحولة أو الأنتقالية أو المهدرجة التي دخلت أسواقنا وبيوتنا لرخص ثمنها مع المشاكل الصحية التي تسببها من أمراض مزمنة كثيرة مثل السكري وأمراض القلب الوعائية والسرطانات والعفم والاجهاض .
 2- بسبب أستخدام الزيوت الضارة مثل زيت النخيل الغني بالدهون المشبعة التي ترفع الكوليستيرول والشحوم الثلاثية 

3-أنخفاض القيمة الغذائية للأجبان المقلدة أو أشباه الأجبان وخاصة أنخفاض مستويات البروتين والكربوهيدرات (سكر الحليب) وبعض الفيتامينات مثل فيتامين A وبعض المعادن .

4-أمكانية أستخدام الميلامين لغش الحليب لرفع مستوى البروتين في الاجبان وهذه المادة مسرطنة بأمتياز

5-أستخدام الملح بشكل كبير لزيادة أمتصاص الماء مما يساعد في حدوث أمراض أرتفاع الضغط الشرياني ومضاعفاتها

6-أستخدام بعض المواد الكيميائية لاعطاء اللون الابيض للاجبان بعد تلونها باللون الاصفر بسبب زيت النخيل حيث يمكن استخدام مواد تستخدم بالدهانات للتبييض وهي مواد مسرطنة

7- بعض المواد التي تمت أضافتها يمكن أن تنافس بعض الفيتامينات والمعادن الهامة على مواقع الامتصاص مثل الحديد والكالسيوم والفوسفور وبذلك يمكن أن تسبب مشاكل عند بعض الفئات العمرية مثل الاطفال والنساء الحوامل مثل فقر الدم 

8- مايدعو للقلق هو تغيير النظام الغذائي الصحي للسوريين والذي كنا نتباهى به أمام الاخرين وحتى في البلدان المتقدمة بحيث تكون سابقة للسمح بأنتاج منتجات أخرى لا تغطي الاحتياجات الغذائية للمواطن وقد بدأنا نرى حالات من التقزم على بعض الاطفال نتيجة سوء التغذية وتغير العادات الغذائية .

9- بالنسبة للمرضى الذين يعانون من السكري أو أمراض القلب الوعائية وجهلهم بهذه المنتجات يمكن أن يعرضهم ذلك لمضاعفات كثيرة.

10- أخشى أن تختفي كل المتجات الجيدة من السوق وتصبح هذه المتجات هي السائدة ليس بسبب رخص ثمنها وأنما بسبب هامش الربح الكبير بالنسبة للمنتجين وتجار الجملة والمفرق فكما يقولون أن العملة السيئة تطرد العملة الجيدة من السوق.