آثار واسعة للتقلّب في الكوكب

يثير الانقلاب المتوقّع للحقل المغناطيسي للأرض أسئلة مهمة، لعل أبرزها: ماذا يعني انقلاب مغناطيسيّة الأرض بالنسبة الى من يعيش عليها؟

يحاول كثيرون من منظّري قرب نهاية العالم الاتّكاء على ذلك الموضوع، وهو جزء من ظواهر علميّة جيولوجيّة طبيعيّة، ليبنوا عليها مقولات واهية عن قرب دمار الحياة على الأرض. هل هناك فعليّاً نتائج دراماتيكية لظاهرة انقلاب مغناطيس الأرض؟

يستنتج بعض العلماء الإجابة من محــــــفوظات الأحافير الجيولوجية التي تشمل مئات من حوادث الانقــلاب المغناطيسي للأرض في الماضي السحيق. ولـــم يجــــدوا رابطاً بين انقلاب مغناطيس الأرض من جهة وانقراض الأنواع من الجهة الثانيّة. وليس هناك من آثار تذكر لذلك الأمر، لا في بنية الأرض الفلكية والجيولوجية ولا حتى البيولوجية.

نجاة الكائنات الحيّة

ولا تظهر الدلائل الأحفوريّة تغييراً يذكر في حياة النبات والحـيوان، بالاتـــصال مع تلك الظاهرة المغناطيسيّة. وتشير الصخور الرســـوبيّة في أعماق المحيطات، إلى عــــدم وجـــود تغيير في النشاطات الجليـــديّة خلال فــــترات الانقلاب المغناطيسي.

ويعـــتبر ذلك دليلاً جيولوجيّاً على أن انقلاب محور الحقل المغناطيسي للأرض لا علاقة له بمـــحور دوران الأرض، وهــــو الذي يـــؤدي إلـــى تغيير فــي خريطة توزيع الكتل الجليدية والمحيطات المتجمدة.

وينذر المتشائمون بأن عملية انقلاب المحور المغــناطيسي تترافق مع فترة من انعدام الدفاع المــغناطيسي بوجه العواصف الشمسية، ما يعني أن تمطر الشمس الأرض بالأشعة والجزيئات المشحونة القاتلة. لكن العلماء لم يجدوا دليلاً يثبت صدقية ذلك الافتراض. وأثناء مرحلة الانقلاب المغناطيسي، يضعف الحقل ويقوى ويتشوّه ويتغيّر، إلاّ أنه لا ينعدم أبداً. ولا شك في أن ضعف الحقل المغناطيسي يؤدّي إلى اقتراب الشحنات الشمسية أكثر من سطح الأرض، إلا أن غلاف الأرض الغازي يبقى كفيلاً بدرء خطرها.

وبما أن انقلاب مغناطيسيّة الأرض يجري خلال مئات بل آلاف السنين، ربما تأثّرت بعض الكائنات الحيّة به، خصوصاً تلك التي تسترشد بالحقل المغناطيسي أثناء طيرانها. كذلك من الممكن أن يحدث شيء من التأقلّم مع التغيير المغناطيسي البطيء.

فـــي المقابــل، ربمــا تأثّرت نُظُم الاتـصـــال والإنــــترنـت والـ«جي .بي .إس»، بطــريـــقـة جدّية أثـناء ذلك الانـقلاب.

المصدر: الحياة