«نشاز» عرض إيمائي كوميدي على مسرح الحمراء
اختار فريق العرض المسرحي «نشاز» التوجه نحو الإيماء لغة لمسرحيتهم الجديدة نشاز. ويبدو أن هذه التجربة بجوهرها المختلف عن بقية العروض تستحق التوقف والمتابعة.
عرض نشاز حكاية جارين أحدهما منظم بشكل مبالغ فيه والآخر فوضوي.. تبدأ الأحداث بقدوم فتاة جميلة للسكن في الحي نفسه، يعجبان بها؛ الأمر الذي يقود الى تنافسهما للفوز بقلبها يسفر ذلك عن نشوء صراع محموم بينهما ضمن سلسلة من المفارقات الكوميدية.
استمر العرض الذي قدم على خشبة الحمراء مدة /55/ دقيقة وتابع الجمهور باهتمام ما يجري؛ لكن رنات الموبايل ما زالت تشوش الكثير من عروضنا ويبدو أننا سنحتاج الى دورات تدريبية خاصة لأمثال هؤلاء المزعجين.
بعد نهاية العرض تحدث الفنان نضال سيجري مدير المسرح القومي لتشرين مذكراً بضرورة النقد وضرورة الابتعاد عن التجريح فالنقد المسرحي يتضمن أن يكتب صاحبه لماذا أحب هذا العرض أو ذاك، ولماذا لم يحبه.
ورأى أننا بحاجة لأمثال هذه العروض الايمائية التي اشتغلها في أول التسعينيات عماد عطواني وبعده سامر عمران.. وطبعاً الايماء المسرحي نوع صعب وفيه مغامرة خطيرة على الخشبة.
وحين يقرر فريق العرض الدخول في الايماء فهذا بحد ذاته خطوة جريئة لا سيما اننا شعب ذاكرتنا كلامية «حكي». لقد وفق العرض في دخوله للكوميديا التي قاربت «الفارس» أحياناً. هو عرض يشبهنا لأنه ذهب للأبسط واليومي في حياتنا، وشخصياً أشجع هذه العروض لتصير جزءاً لا يتجزأ من حياتنا المسرحية.
ونحن كإدارة لم نستطع تلبية كل طلبات هذا العرض لذلك «أنصحنا» بتلبية كل الطلبات في مرات قادمة..
دخل الحوار مخرج العرض رأفت الزاقوت وأحد ممثليه وقال: «كان الفنان نضال سيجري المحرك الأساسي لهذا العرض وقد مهد الطريق لوصول العرض الى مرحلة الانجاز وحول ملاحظة الاستاذ الفنان أسعد فضة المتعلقة بإمكانية عرض العمل على خشبة القباني قال الزاقوت: في الحمراء يمكننا التحكم أكثر بموضوع الإضاءة وتوزيعها بين النور والعتمة وهذا النوع الايمائي يحتاج أكثر من غيره لدقة الاضاءة وتوفرها الصحيح.
«وكان الفنان فضة قد أبدى إعجابه بهذا العرض وشاركه في هذا الرأي المخرج غسان جباعي»..
مازن منى مصمم الايماء وممثل في العرض قال: «كل ما كنت أفكر فيه قبل بدء العرض هو كيف سأقدم أفضل ما لدي في الشخصية». «مجد نعيم» ممثلة: «عبرت عن سعادتها بالعمل في الايماء وأشعر أن جسدي يعيش في حالة معينة وهي بالتأكيد لحظات ممتعة».
ثائر العكل» مؤلف هذا العمل!.. اخترت حكاية من بيئتنا وعبرنا عنها كوميدياً فخلقت حالة التناقض بين الشخصيتين التي وصلت الى حد المبالغة خدمة لدراما العرض.. وفعلاً وصل الصراع الى الخلاف والشجار وإحداث مفارقات طريفة.
لم أتوقف عن تعديل الكثير من التفاصيل وما زالت الرؤية تحتمل التعديل وطبعاً برفقة فريق العمل لا سيما مخرجه رأفت الزاقوت.
وبعد ذلك تمدد الحديث عن المسرح والأجور وضرورة خلق حوافز جديدة فأعلمنا الفنان سيجري إنه بصدد تقديم اقتراح متعلق بأجور الممثلين فحواه الأجر التصاعدي للممثل. وتمنى ان يحظى هذا الاقتراح بالقبول.. وعن جمهورنا السوري ذكر اننا لم نتعود بعد الحضور الى المسرح بشكل تلقائي فما زال كثيرون ينتظرون الدعوة الشخصية والالحاح في هذه الدعوة ليحضروا.
وعن بعض النجوم الذين يحملون أحكامهم النهائية السلبية عن عروض القومي وهم لم يحضروا عرضاً منذ خمس سنين ذكر سيجري أنه سيتحدث في مرات قادمة عن الأسماء الشخصية لهؤلاء النجوم لا سيما أنهم غائبون عن المسرح فكيف يعرفون مستويات العروض؟..
مخرج العرض الزاقوت: ذكرنا بضرورة «توريط» العديد من خريجي المعهد وعشاقه بالعمل في المسرح رغم غياب الحوافز والمغريات بالقياس الى التلفزيون..
من الضروري ان نذكر أن الممثلين الثلاثة قد أجادوا فيما قدموه وكانوا يعملون بحس تمثيلي موحد قوامه الاحساس الصادق، وكانت صورة الكوميدي الانكليزي /مستر بن/ في ذهني طوال العرض.
نشاز عرض إيمائي ناجح حتى لو لم يعجب بعض
نشاز
اخراج وتمثيل: رأفت الزاقوت
تصميم إيماء وتمثيل: مازن منى
تمثيل: مجد نعيم
تأليف: ثائر العكل
مساعد مخرج: رامي عيسى
تصميم الاضاءة: نصر الله سفر
الأفيش والبروشور: عماد جلول
تقنيات: بسام حميدي
إضاءة: أحمد إدلبي
صوت: فؤاد عضيمي
فوتوغراف: أنور أندراوس
منصة: يوسف النوري
مصطفى علوش
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد