«ضيعة ضايعة» في مواجهة مسبقة لأي ضغط محتمل

15-02-2010

«ضيعة ضايعة» في مواجهة مسبقة لأي ضغط محتمل

أكثر ما يثير الانتباه في الأخبار الواردة من مواقع تصوير الجزء الثاني من مسلسل «ضيعة ضايعة»، إشارة الفنان نضال سيجري إلى أن مخرج العمل الليث حجو اختار نهاية الجزء هذا على نحو لا يمكن الاستمرار بعدها بجزء إضافي من العمل.
بدا أن حجو يستبق أي احتمال ضغط إنتاجي، وربما جماهيري، لتنفيذ جزء ثالث من المسلسل، فيجعل الجزء الثاني منه جزءا أخيراً، من دون أن ينتظر رد الفعل الجماهيري على ما أنجزه في الجزء الجديد. أثناء تصوير «ضيعة ضايعة».
يكتشف المراقب لسير العمل في الجزء الحالي أن ما يُنجز هو تتمة لحلقات الجزء الأول من المسلسل، لا جزء ثان منه. لا نتكلم هنا فقط عن حفاظ أسرة العمل على مكونات الجزء الأول الأساسية التي اعتادها الناس وأحبوها، كالحفاظ على جغرافيا المكان والشخصيات التمثيلية ووجوه الفنانين و«ريكورات» العمل ومنطقه وأسلوب التنفيذ، وإنما نتكلم عن إحساس مشترك لأسرة العمل بأنهم يواصلون حلقات الجزء الأول وأن ما ينجزونه اليوم هو تتمة لذلك الجزء.
يأتي إذا «القسم الثاني من الجزء الأول» لـ«ضيعة ضايعة» مشروطاً بنصوص حلقات إضافية محكمة، مع التذكير بأن الجزء الأول من المسلسل تم تصويره ولم يكن منجزا من حلقاته الكثير، وكان الكاتب ممدوح حمادة يكتب النص أثناء التصوير في وقت كان الممثلون يعيدون بناء النص وشخصياتهم أمام الكاميرا بما يتكامل مع ما يكتبه السيناريست حمادة. حين انتهت حلقات الجزء الأول من المسلسل أراد فريق «ضيعة ضايعة» أن يتوقف عند هذا الحد من الحلقات، لكن ليس لأن الورق المكتوب بين أيديهم انتهى، بمعنى أن أسرة العمل كان باستطاعتها إنجاز المزيد من الحلقات وهو الأمر الذي عادت لتفعله الآن، بالتالي ما ينجز اليوم هو امتداد للجزء الأول وإن كان مطلوباً منه أن يشكل خطوة متقدمة عنه على صعيد معالجة موضوعاته ومعاصرتها.
تدفع نقطة ثانية نحو تأكيد تسمية ما أنجز بـ«القسم الثاني من الجزء الأول» من مسلسل «ضيعة ضايعة»، وهي الحالة الجماعية التي تميزت بها أسرة العمل سواء أثناء التصوير أو خارجه، في حواراتهم العامة والشخصية. لقد اعتدنا أيضاً في تجارب الأجزاء الدرامية أن يحاول كل من صناعها شد أسباب النجاح باتجاهه، وجميعنا نذكر كيف أن أعمالا تدهورت فنياً للسبب السابق ومنها على سبيل المثال الخط البياني الفني المتأرجح بقسوة، الذي عانى منه مسلسل «بقعة ضوء» الشهير. وهو الأمر الذي يبدو صناع «ضيعة ضايعة» محصنين منه، أقله حتى الساعة، فما زال الجميع يتكلم بروح الجماعة.
يفترض اليوم أن يكون فريق مسلسل «ضيعة ضايعة» قد أنهى تصوير مشاهد الجزء الثاني منه في قرية السمرا في مدينة اللاذقية السورية، وقد بدأ المخرج الليث حجو بالاستعداد للبدء بمونتاج المسلسل تحضيراً لعرضه حيث الاستحقاق الحقيقي لصناعه، ولاسيما لمخرجه حجو قد عرف عنه، دون معظم المخرجين السوريين، استعداده الجلوس في منزله عاما وعامين من دون عمل على القيام بإخراج نص غير مقتنع به، ما يبشر بإعلاء القيمة الفنية على أي اعتبارات تجارية أخرى.

ماهر منصور

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...