«خريطة طريق» الإحتلال التركي لمدينة منبج
في تطور جديد، قد يكون أولى خطوات تنفيذ «خريطة الطريق» التي اتفقت عليها أنقرة وواشنطن في شأن مدينة منبج في شمال سوريا، قال الجيش التركي اليوم، إن «قوّات تركية وأميركية بدأت دوريات مستقلة في شمال سوريا»، وذلك على طول الخط الفاصل بين المناطق التي تسيطر عليها أنقرة وحلفائها، ومدينة منبج التي تقول أنقرة إن المقاتلين الأكراد يتمركزون فيها. وقالت القوات المسلحة التركية عبر حسابها على موقع «تويتر»، إنه «بالنسبة إلى خريطة الطريق الخاصة بمنبج ومبادئ السلامة التي سبق الاتفاق عليها، فقد بدأت أنشطة دوريات مستقلة لجنود من القوات المسلحة التركية والقوات المسلحة الأميركية على الخط بين المنطقة (الخاضعة لسيطرة تركيا) ومنبج».
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن اليوم بدء تسيير دوريات للجيش التركي في منطقة منبج شمال سوريا. جاء ذلك في كلمة ألقاها أمام حشد جماهيري في ولاية صامسون، شمال تركيا، في إطار الاستعدادات لخوض الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في 24 حزيران/ يونيو الجاري. كما أكد أردوغان أن انسحاب العناصر الكردية من منطقة منبج «تم عبر الطرق الدبلوماسية».
وفي السياق، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، إن «ثمة مخططاً واضحاً يحاك ضد تركيا، من خلال تأسيس دولة إرهابية على حدودها الجنوبية، والرئيس أردوغان أكبر عائق أمام تنفيذه». تأتي هذه التصاريح في إطار الحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، والذي يعمل على استثمار معارك أنقرة ضد المقاتلين الأكراد في سوريا والعراق، لمصلحة الحملة الانتخابية للحزب.
في سياق متصل، أكد قائد مجلس منبج العسكري الذي يسيطر على المدينة أن القوات التركية بدأت الدوريات. وقال محمد أبو عادل لوكالة «رويترز»، إن «قوات تابعة للمجلس ولقوات التحالف تقوم بدوريات في الجانب الذي تقع فيه منبج»، مضيفاً أن «قوات تركية وحلفاءها من المعارضة السورية، يقومون بدوريات على الجانب الآخر». من جهته، أشار وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى أن «وحدات عسكرية واستخباراتية من الجانبين (التركي والأميركي) ستقومان بالأعمال التحضيرية»، تمهيداً لتطبيق كامل خريطة الطريق المتفق عليها. وقال جاويش أوغلو إن «جنودنا بدأوا بتسيير دوريات ما بين منطقة درع الفرات ومنبج، وخلال هذه المرحلة سيتم إخراج العناصر الكردية من الأخيرة، وستدخلها قواتنا تدريجاً». وتابع: «سنتولى المراقبة في المدينة، وعقب ذلك سنواصل أعمالنا الرامية لتحقيق الاستقرار فيها». كما أضاف: «يمكننا القول إن تطبيق الخريطة بدأ... إن شاء الله سنطبقها في منبج بأسرع وقت، وثم ننتقل إلى مدن أخرى».
في الجنوب، عاد الجيش السوري إلى حشد المزيد من قواته في المنطقة، استعداداً لشن هجوم مرتقب، بهدف استعادة السيطرة على مدينة درعا وريفها. وشوهدت اليوم، أرتال عسكرية متجهة نحو المنطقة الجنوبية، وتحديداً ريف درعا الشمالي، والشمالي الشرقي والغربي. كما علمت «الأخبار» من مصادر مطّلعة، أن «الجيش السوري أمهل المسلحين في الجنوب إلى يوم الخميس المقبل (21 من الشهر الجاري) لكي يحسموا خيارهم، فإما الذهاب إلى التفاوض وتبعا لذلك تسليم المنطقة ودخول الجيش إليها، أو المعركة والقتال». ونقلت المصادر أن «المنطقة الجنوبية، تشهد حراكاً عسكرياً استثنائياً اليوم، بعد هدوء حذر شهدته الأيام الماضية، بعد انهيار الاتفاق الذي حكي عنه حول الجنوب، فاليوم تشهد المنطقة حركة تحشيد عسكرية على الطرفين».
الأخبار
إضافة تعليق جديد