«حركة حزم» تنضمّ إلى الإسلاميين
بعد ساعات من خلع عباءتها العلمانية والانضواء تحت جناح «الجبهة الشامية» ذات الطابع الإسلامي غير المتجانس، كان المؤسس الأول لـ «حركة حزم» اللواء سليم إدريس يعلن عن نيته تشكيل «جيش وطني» جديد.
وفيما لم تتضح تداعيات الخطوة التي اتخذتها «حزم» على صعيد القتال بينها وبين «جبهة النصرة»، كانت الأخيرة تتورط في اشتباك نادر مع حاجز تابع إلى «أحرار الشام» في ريف إدلب، بينما كانت الغوطة الشرقية تشهد المزيد من الاغتيالات على خلفية التطورات الأخيرة التي حدثت فيها.
وتجددت الاشتباكات، أمس الأول، بين «حركة حزم» من جهة و «جبهة النصرة» من جهة ثانية، خاصةً في دارة عزة بريف حلب، الأمر الذي طرح تساؤلات بشأن جدوى انضمامها إلى «الجبهة الشامية»، وعما إذا كان هذا الانضمام كافياً لحمايتها من براثن «النصرة» التي سبق أن انقضّت على «جبهة ثوار سوريا» وقضت على تواجدها في الريف الإدلبي.
وإذا كانت خطوة «حزم» تعتبر إعلاناً واضحاً بالتخلي عن ظاهرها العلماني، وارتداء اللبوس الإسلامي، ما يشكل صفعة جديدة للجهود التي بذلتها دول عدة، على رأسها الولايات المتحدة، لتشكيل «فصائل معتدلة» في سوريا، فإنها من جهة أخرى تشير إلى أن «الجبهة الشامية»، المشكَّلة من أكبر فصائل حلب وأهمها «الجبهة الإسلامية» و «الزنكي» و «جيش المجاهدين»، قد ضاقت ذرعاً بـ «جبهة النصرة» وقتالها للفصائل الأخرى، لذلك كان إعلان «الجبهة الشامية» قبولها انضمام «حزم» إليها بمثابة إنذار مبطن موجه إلى «جبهة النصرة» بأن «حزم» أصبحت في حمايتها.
وبينما كانت «حزم» تغيّر جلدها، كان مؤسسها «وزير الدفاع في حكومة الائتلاف السوري» المعارضة اللواء المنشق سليم إدريس، يعلن في مفارقة غريبة عن تأسيس ما أسماه «جيش وطني»، داعياً الفصائل والتشكيلات إلى الانضمام إليه. وقال إدريس إن «الجيش» الذي ينوي تشكيله سيكون تعداده قرابة 60 ألف مسلح، و «سيضمّ كل القوى الثورية العسكرية السورية، ويعمل وفق الأنظمة والقوانين الدولية»، مشيراً إلى أن «آليات التنفيذ للجيش الوطني جاهزة، وأن الخطوات التنظيمية الأولى تم الانتهاء منها».
في غضون ذلك، كانت «جبهة النصرة» تحصل على مبايعة من «جند الشام» في الغوطة الشرقية، بينما كان «المكتب الإعلامي لولاية دمشق»، التابع إلى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» - «داعش»، ينشر صوراً لأحد فصائل وادي بردى بريف دمشق وهو يبايعه، في حين كانت كتيبة «مغاوير الإسلام» في ريف إدلب تعلن بيعتها لـ «أحرار الشام». وهو ما يثير الكثير من الشكوك في شأن قدرة إدريس على تشكيل «جيشه» الجديد، خصوصاً في ظل نجاح الفصائل الإسلامية في استقطاب غالبية المسلحين، وكان آخرهم «حركة حزم» التي أسسها إدريس بنفسه.
وما يعزّز من ذلك، أن محافظة درعا شهدت منذ يومين الإعلان عن ولادة فصيل جديد، هو «جيش الجهاد» الذي يُعتقد أنّه يحمل فكراً قريباً من فكر «داعش»، لاسيما أن إحدى أهم الكتائب المشاركة في تشكيله هي «سرايا الجهاد» بقيادة أبو مصعب الفنوصي، التي تسربت معلومات منذ أشهر بأن في عنقها بيعة سرية للتنظيم الأكثر تشدداً. وكان لافتاً أن يسارع «الأمير الشرعي في جبهة النصرة» أبو عبد الرحمن الشامي إلى وصف هذا الفصيل بأنه «مشبوه».
من جهة أخرى، حدث توتر علني نادر بين «جبهة النصرة» من جهة وبين «أحرار الشام» من جهة ثانية، عندما أقدم عناصر من الأولى على قتل أبو عمار الفقيه، المعروف بلقب أبو أسيد الجزراوي وهو يمني واسمه الحقيقي ياسر الفقيه، وذلك بسبب خلاف على نصب حاجز تابع إلى «النصرة» على طريق مدينة بنش في ريف إدلب. ورغم أنه جرى احتواء الموقف بسرعة، عبر الإعلان عن اتفاق الطرفين على تشكيل «محكمة شرعية» للنظر في قضية مقتل الجزراوي، وتسليم كافة المتهمين بقتله، إلا أن هذه الحادثة تعتبر مؤشراً جديداً على وجود توتر مكتوم بين الطرفين، خاصة أن حوادث الاعتداء بينهما أخذت تتكرر في الآونة الأخيرة.
وفي ريف إدلب أيضاً، وتحديداً في بلدة تحتايا في الريف الجنوبي، حدثت اشتباكات بين «جبهة النصرة» وبين «ألوية الأنصار»، سقط جراءها أحد أمراء «النصرة» ويُدعى أبو معاذ الجزائري قتيلاً.
أما في ريف دمشق، فقد كانت الغوطة الشرقية على موعد مع أحداث أمنية جديدة، على خلفية التطوّرات التي تتفاعل فيها منذ أسبوعين نتيجة المستجدات الأخيرة، سواء لجهة اختلاف الفصائل على الموقف من المصالحة مع الجيش السوري، أو لجهة الخشية من عودة «الدولة الإسلامية» إلى المنطقة.
وفي هذا السياق أعلن عن محاولة اغتيال تعرّض لها قائد «كتائب الشام» أبو نعيم يعقوب، وإصابته بجروح خطيرة جراءها. ومن المعلوم أن يعقوب، بالإضافة إلى أبو أيمن مفيد، يُعتبر من أبرز المطلوبين لـ «جبهة النصرة» بسبب انخراطه في المفاوضات مع الجيش السوري بخصوص المصالحة. وأعلن «جيش الإسلام» عن تمكنه من قتل اثنين من قيادات «الدولة الإسلامية» في الغوطة، هما أبو أيهم وأبو عبيدة جهاد الخولي، والأخير معروف بأنه مسؤول ملف الاغتيالات في الغوطة، بحسب ما قال «جيش الإسلام» الذي اتهمهما بارتكاب عملية اغتيال اثنين من قادته في وقت سابق.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد