«المقاوم» وثائقيٌّ «فوري» عن القنطار

18-07-2008

«المقاوم» وثائقيٌّ «فوري» عن القنطار

لم يكن باستطاعة أيّ من الفضائيات العربية إغفالُ نقلِ التفاصيل المتعلقة بعملية الإفراج عن الأسرى اللبنانيين الخمسة وعن جثامين الشهداء المقاومين. ولم يكن مفاجئاً أن تسلكَ الفضائية السورية، سلوكَ أهل البيت، في تغطيتها الإعلامية للحدث؛ حيث واكب بثّها على مدار الساعة تنفيذ عملية التبادل، وتخللته مداخلات لسياسيين وإعلاميين ومثقفين (عرب وسوريين).
إلا أنَّ ما بدا خطوة متقدّمة في أداء التلفزيون السوري، بالأمس الأول، هو تفوقه على نفسه في إنجاز فيلم وثائقي عن الأسير المحرَّر سمير القنطار. فقد بدأ العمل على هذا الفيلم منذ فترة طويلة، واستمرَّ حتى الساعات الأخيرة من عملية التبادل، ليدخل الفيلم بعدها غرفة المونتاج، ويعرض مباشرة على قناتي التلفزيون السوري (الفضائية والأولى)، عقب انتهاء الأمين العام لحزب الله من إلقاء كلمته في حفل استقبال الأسرى، الحادية عشرة ليلاً تقريباً.
الفيلم الذي أعطي له عنوان: »المقاوم«، وأعدَّه الزميل سمير الشيباني، وأخرجته الزميلة سهير سرميني؛ خصّص للحديث عن حياة الأسير سمير القنطار منذ طفولته. ثم انخراطه في صفوف المقاومة الفلسطينية، وتفاصيل عملية »نهاريا«، وأسر القنطار، وسنوات اعتقاله الطويلة، انتهاءً بعملية التبادل التي جرت بالأمس الأول. وقد تخلل سردَ الحكاية شهادات من والدة سمير وأخيه في لبنان، وشهادةٌ من فلسطين من والدة سمير بالتبني السيدة الفلسطينية أم جبر، بالإضافة إلى شهادات عدد من الأسرى الفلسطينيين والسوريين المحررين سابقاً، ممن عرفوا سمير في المعتقل.
وقد يقول قائل إن الفيلم بمضمونه هذا، لم يأت بجديد. فهذه معلومات متداولة عن الأسير الأشهر، رغم الجهد الإعدادي الواضح في الفيلم. إلا ان ميزة هذا الفيلم الوثائقي، الأول عن القنطار، ان أصحابه صبروا ليجدوا خاتمته في يوم الاستقبال امس، فعُرض الفيلم متضمّناً مشاهِدَ عملية الإفراج عن سمير ورفاقه، وحصل بذلك على نهايته السعيدة.
مخرجة الفيلم سهير سرميني، وفي اتصال مع »السفير« قالت: »كان مقرّراً منذ بداية إنتاجه ألا ينتهي العمل في هذا الفيلم إلا مع ساعات عملية التبادل الأخيرة، للاستفادة من المشاهد المتعلقة بعملية الإفراج عن سمير ورفاقه الأسرى. لذلك كنا في غرفة المونتاج عين على الفيلم وعين على عملية التبادل في لبنان«.
ولا تخفي المخرجة سرميني سعيها لالتقاط مشاهد بعينها من عملية الإفراج، كانت قد رسمتها مخيلتها من قبل؛ فـ»من الطبيعي أن أنتظر مشاهد بعينها، كالإطلالة الإعلامية الأولى لسمير محرّراً، ولكني كنت مشغولة أيضاً بالبحث عن مشهد عناق سمير لوالدته، (بدت الأم محوراً أساسياً في حكاية الفيلم) ليكون مشهد الختام في الفيلم«.
تدافعُ المستقبلين لمعانقة سمير القنطار حالَ دون التقاط مشهدٍ تلفزيوني للعناق المنشود . لكنَّ المخرجة سرميني استطاعت التقاط »مشهد بديل لعناق سمير وأخيه بسام«، فأجرت تعديلاً بسيطاً لما خططت له في مشهد الختام، بـ»تقطيعه إلى لقطات متداخلة لانتظار الأم في قريتها عبيه في جبل لبنان، ولقطات لسمير خلال عملية الإفراج عنه، انتهاءً بمشهد عناقه لأخيه بسام«.
على صعيد الصورة، وبالإضافة إلى ما تمَّ تصويره من مشاهد في لبنان وفلسطين، اتكأ الفيلم، على الأرشيف الوثائقي للأماكن والأحداث التي تضمَّنها، كما عمدت المخرجة سرميني إلى توظيف مشاهد درامية توحي بأحداثٍ ذُكرت في الفيلم، ولم يجرِ تصويرها وأرشفتها من قبل، كمشاهد التعذيب.

ماهر منصور

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...