«إسرائيل» تدخل على خط التوتر الأميركي الإيراني الروسي وتهدد حزب اللـه
دخلت «إسرائيل» أمس على خط التوتر الأميركي الروسي الإيراني المتصاعد في شرق سورية، عبر التحرش بحزب اللـه اللبناني. ومع تصاعد الصراع لتحديد مصير درعا، القنيطرة، دير الزور، والرقة، تزايد اهتمام «إسرائيل» بالمجريات الميدانية والدبلوماسية حول سورية.
وذكر قائد القوات الجوية في جيش الاحتلال الميجر جنرال عامير إيشل أن إسرائيل ستستخدم كل قوتها من البداية حال نشوب أي حرب جديدة مع حزب اللـه، وذلك في تحذير شديد اللهجة بعد عشر سنوات من آخر صراع بين الجانبين.
وأضاف إيشل في مؤتمر هرتزليا السنوي للأمن قرب تل أبيب: إن التحسينات التي طرأت كماً وكيفاً على القوات الجوية الإسرائيلية منذ حرب لبنان عام 2006 تعني أن بإمكانها، في يومين أو ثلاثة فقط، شن نفس عدد الضربات الجوية التي شنتها في الحرب التي استمرت 34 يوماً. وقال «إذا نشبت الحرب في الشمال فعلينا استخدام كل قوتنا من البداية» مشيراً إلى احتمال ممارسة ضغوط دولية لوقف إطلاق النار بسرعة قبل أن تتمكن إسرائيل من تحقيق كل أهدافها الإستراتيجية.
ونصح إيشل سكان جنوب لبنان معقل حزب اللـه بترك منازلهم إذا نشب صراع جديد، قائلاً: إن الجماعة المدعومة من إيران تتخذ من منازل المدنيين «قواعد لإطلاق القذائف والصواريخ». وأودت حرب لبنان بحياة نحو 1200 لبناني أغلبهم مدنيون و160 إسرائيلياً أغلبهم من الجنود كما تشرد مليون شخص في لبنان وما يصل إلى 500 ألف شخص في إسرائيل بسبب الحرب.
وكثيراً ما تحدث الساسة والجنرالات في إسرائيل عن نية لقصف لبنان بعنف إذا نشبت الحرب في مسعى واضح لردع حزب اللـه.
وقال إيشل في 2014: إن إسرائيل ستشن، في حال نشوب أي صراع آخر، هجمات أعنف 15 مرة على لبنان مما حدث في 2006.
ولفت إيشل في مؤتمر «هرتزليا» أمس، إلى أن «الكثير من العناصر المشغولة بتحقيق أهدافها» في الحرب الأهلية السورية ترغب في منع أي أعمال عسكرية جديدة في لبنان الذي تقول إسرائيل إن حزب اللـه يملك ترسانة من مئة ألف صاروخ فيه.
من جهة أخرى، أشار إيشل إلى أن «سماوات الشرق الأوسط أكثر ازدحاما بكثير مما كانت عليه وهناك لاعبون كثيرون» معتبراً أن ذلك يدعو الطائرات الإسرائيلية للعمل بـ«دقة شديدة» لتفادي «الأخطاء»، وهي تنفذ ضرباتها على ما تقول إنه قوافل أسلحة تعبر من سورية إلى حزب اللـه في لبنان.
وقال المسؤول العسكري الإسرائيلي إن مثل هذه الضربات تكون رادعة لحزب اللـه الذي يملك قدرات صاروخية قد تجعل قواعد القوات الجوية وباقي الجيش الإسرائيلي معرضة للهجمات في حال نشوب أي حرب مع لبنان في المستقبل.
يأتي ذلك وسط قلق إسرائيلي أردني من تعاظم الوجود الإيراني في جنوب سورية. وذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن الطرفين الإسرائيلي والأردني كثفا تنسيق أنشطتهما الدبلوماسية رداً على التطورات الأخيرة في سورية، حيث يشن الجيش السوري وحلفاءه حملة لاستعادة السيطرة على درعا وصولاً إلى الحدود السورية الأردنية. كما يخشى البلدان من أن تستغل إيران النجاحات الأخيرة للجيش السوري لتنشر قوات من الحرس الثوري الإيراني وميليشيات أخرى، ولاسيما حزب الله، قرب الحدود السورية مع الأردن وإسرائيل.
وتعتبر الصحيفة أن السنوات الماضية شهدت تقارباً بين تل أبيب وعمان على خلفية تصعيد التوترات بالشرق الأوسط، مشيرة في هذا الخصوص إلى تقارير في صحف أميركية وعربية حول قيام إسرائيل بتزويد الأردن بمعلومات استطلاعية وتقديم الدعم الأمني لتعزيز الاستقرار في هذه البلاد والتصدي لخطرين، هما الهجمات الإرهابية من جانب تنظيم «داعش» وتنامي النفوذ الإيراني بالمنطقة.
وأعادت «هآرتس» إلى الأذهان أن العديد من المسؤولين الإسرائيليين الكبار قد عبروا عن مخاوفهم من انعكاس الزعزعة المحتملة للاستقرار بالأردن بشكل سلبي على الوضع الأمني داخل إسرائيل.
وذكرت الصحيفة في هذا السياق أن رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية غادي أيزنكوت تعهد، خلال اجتماع مغلق في آذار الماضي، بتقديم أي دعم يحتاج إليه الأردن في هذا المجال.
كما استشهدت «هآرتس» بما كشفته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية قبل عامين، عن إرسال إسرائيل لمروحيات هجومية قديمة من طراز «كوبرا» إلى الأردن، بعد أن تخلى الجيش الإسرائيلي عن سربين من تلك المروحيات في قوامه.
وكالات
إضافة تعليق جديد