بكين

تسعى الصين لشراء 850 ألف برميل يومياً من النفط العراقي، وهو ما يعادل 30 في المئة من صادرات البلاد النفطية المتوقعة لعام 2014. واستطاعت الشركات الصينية، بفضل توافر السيولة المالية والمرونة في العمل في مواجهة تصاعد العنف في العراق، تحقيق زيادات سريعة في الإنتاج أفضل من الشركات الغربية. كذلك فإن استغلال الاحتياطيات يمثّل استراتيجية حتمية، لذا فإن بكين على استعداد لقبول شروط أصعب وأرباح أقل من الشركات الغربية، وحتى من الشركات الروسية.

 (أ ف ب)

يمكنك، يا عزيزي المواطن الصغير، أن تحصل على بعض العزاء؛ فالهاتف الخلوي للزعيمة الألمانية، أنجيلا ميركل، هو، أيضاً، مراقب 24 على 24، مثل هاتفك الخلوي بالضبط! واطمئن؛ فلا يوجد مخلوق في هذا العالم ليس تحت المراقبة الحيوية: بفضل هاتفك الذكي وحاسوبك وإيميلاتك وحسابك على الفايسبوك والتويتر، يتعرّف «الأخ الأميركي الأكبر» على اهتماماتك وأفكارك ونزعاتك ومزاجك وأمراضك وأطبائك وأصدقائك وصديقاتك ومشاعرك ومغازلاتك وهفواتك وحركة تنقلك اليومية، منذ لحظة استيقاظك حتى لحظة منامك، كلا؛ ففي أثناء نومك العميق، هناك مَن يسهر على ما يردك من رسائل خلوية وحاسوبية.

رسّخ مسار الأحداث في سوريا منذ أكثر من سنتين حقيقة مركزية سوريا في هذا الفضاء الجيوسياسي، الذي يتجاوز حدودها الحالية _ بلاد الشام أو سوريا الطبيعية _ إلى كل المشرق كمفهوم يفرض نفسه على المشهد الإقليمي والدولي بقوة الواقع التاريخي. وقوامه الترابط البنيوي بين مكوناته ضمن نسق عام من التداخلات والتفاعلات بين كياناته، ينتقل معه الحديث عن المصير المشترك من مستوى المخيال الرومانسي للخطاب القومي، إلى الواقع الذي يتجسد في تأثير الحدث السوري على كل كيانات المشرق بطريقة تتجلى معه عبثية ولاموضوعية نظريات «النأي بالنفس» وسط هذه المشهدية الدرامية.

دخلت المفاوضات بين موسكو وواشنطن بشأن إصدار مجلس الأمن الدولي قرار تطبيق الاتفاق بينهما بشأن إزالة الأسلحة الكيميائية السورية، نفقاً مسدوداً، مع تمسك كل طرف برأيه، فيما حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، من أي تدخل عسكري في سوريا، معتبراً أنه سيكون بمثابة «عدوان» ينتهك القانون الدولي ويزعزع الوضع في المنطقة، وأن «المتشددين» قد يوسعون هجماتهم إلى خارج سوريا والشرق الأوسط.

مضى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خطوة إضافية الى الأمام في دفاعه عن موقف موسكو من الازمة السورية، وخصوصاً التسوية الكيميائية الاخيرة، في اطار التجاذب المستمر بينه وبين الاميركيين. لكن المفاجأة التي ألقاها الرئيس الروسي هذه المرة كانت أكثر بلاغة، اذ ربط بين الترسانة الكيميائية السورية والسلاح النووي الإسرائيلي، مطلقاً دعوة لنزع السلاح النووي من منطقة الشرق الاوسط.