إلى مكتب عنبر من باب توما بعد ظهر يوم دافىء يشبه الى حد ما الوصف في القصص الروسية. يقف رجال بملابس سوداء عند مداخل الحارة المؤدية الى المكتب- البيت- صبايا و شباب يقومون
-1- أذهلتني صورة كاريكاتورية كبيرة التهمت غلاف »شارلي ابدو« الطليعية لما تثيره من قسوة وفجاجة. لقد صورت رجلاً نحيلاً جاحظ العينين ومتدلي اللسان وقد التفت حول رقبته حبال المشنقة وعلى قفا بنطاله الممزق جملة مفزعة:»نهاية الطبقة الوسطى«
ـ 1 ـ لا أدري ما الذي حدا بـ(أندريه لافونتين)، رئيس تحرير صحيفة (اللوموند) الفرنسية، المحال على التقاعد منذ أكثر من عشرين عاماً، إلى تسمية كتابه الجديد الذي يقع في 660 صفحة من الحجم الكبير: «ومن بعدهم الطوفان!»، فلم يعرف عن السيد (لافونتين) الخفة الثورية،
ـ 1 ـ شيء لاقدرة لي على مقاومته ولا على التحرر من سحره هو غلاف كتاب جديد. وكما تبهرك امرأة جميلة، في اللقاء الأول، بمكياجها الصارخ، وفتحات ثوبها التي تكشف عن زوايا خبيّة في جسدها اللدن، فكذلك يبهرك الكتاب،
1 ـ كان من المفترض أن يمثل الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي رشق الرئيس بوش «قيصر العالم» بفردتي «قندرته» أمام المحكمة في 19 شباط الجاري، ولكن «أسباباً مجهولة» لم يكشف عنها استدعت تأجيل المحكمة الى أجل غير مسمّى.
ـ 1 ـ قد يتعذر عليّ اطلاق العنان لقلمي، في مثل الظروف الاستثنائية الداكنة التي نعيشها اليوم، ونحن نشاهد مظاهر العهر السياسي والأخلاقي التي يجابه بها المجتمع الدولي «المتحضر» ما يجري في غزة، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قتل وتجويع ومحاصرة.
ـ 1 ـ تحاول المحافظة على رباطة جأشك، وأن تتمسك باتزانك، وأن تحتكم إلى المنطق، وأن تضع الوقائع أمامك، وأن تناقش الاحتمالات الساخنة والباردة، وأن تستعرض موازين القوى الإقليمية والدولية، وأن «تغامر» باستنتاج متواضع،
ـ 1 ـ أذكر، هذه الليلة المستوحشة، وأنا مسمر وراء مكتبي، والكآبة الثلجية تجمدني، وتسلمني إلى ذهول، ما قاله حكيم يوناني قديم: «الموت هو الروتين الذي لا يطرأ عليه تعديل». المفارقة الكبرى في الموت هو أننا نعرف أنه ينتظرنا وراء منعطف ما، ولكننا ما إن نعلم أن أحد معارفنا قد لاقاه، على هذا النحو
ـ1ـ ها قد مضى وقت طويل، وأنا أتحاشى مقهى كلوني ومطعم لوبروكوف والمزروعين في شارع السان جرمان دوبري في باريس، لا لأنني لا أستملح أجواءهما الشابة الصاخبة، ولا لأنني على عداوة مع من يتردد عليهما، وانما لأنهما مرتبطان بذكريات مريرة،
1 حينما يغزوك الاكتئاب، من حيث لا تدري، ويستبد بك القرف من حيث لا تتوقع، لا ترى بلسماً يريحك إلا بالاستنقاع في كتاب، كنت اقتنيته، ثم أرجأت قراءته بدافع السأم، تحاول أن تتجاهل، وأن تتناسى ما أنت غارق فيه من فجور سياسي وفسق أخلاقي،