مناورة إسرائيلية كبيرة لمواجهة حرب مباغتة
أنهى الجيش الإسرائيلي يوم أمس مناورة متعددة الأذرع واسعة النطاق استهدفت الاستعداد لحرب مباغتة. وشاركت في المناورة قوات كبيرة من سلاحَي البحرية والطيران إلى جانب وحدات من القوات الخاصة. وبحسب البيان الرسمي الإسرائيلي، فإن المناورة بدأت يوم الأحد الماضي، واستمرت أربعة أيام جرى خلالها فحص الترابط بين الأذرع والأسلحة المختلفة. وبديهي أن المناورة جرت في ظل القلق الإسرائيلي مما يجري في سوريا من ناحية، وتقليص ميزانية الدفاع الإسرائيلية من ناحية أخرى.
وقد أنهى سلاح الجو مناورته الموسعة والمتعددة الأذرع في الشمال في ظل تحذير قائد سلاح الجو الإسرائيلي الجنرال أمير إيشل مؤخراً من أن الحرب يمكن أن تنشب بغتة. وجرت المناورة في ظل ما يصفه الجيش الإسرائيلي بأشد عملية تقشف من الناحية المالية. وحاولت قيادة الجيش التأكيد أن توقيت المناورة مقرر منذ وقت طويل، ولا صلة له مباشرة بالتطورات الأمنية الأخيرة، خصوصاً التوتر في هضبة الجولان والغارات على مواقع قرب دمشق.
وكان مخططاً لهذه المناورة أن تشمل فرقة من قيادة الجبهة الوسطى ومناورات لسلاحَي الجو والبحرية. وأكد بيان صادر عن قيادة الجيش الإسرائيلي أن المناورة شهدت «الفحص والتدرب على الترابط بين الأذرع والأسلحة في سيناريوهات قتالية مختلفة ومعقدة».
وأفاد موقع «يديعوت» الإلكتروني بأن هذه المناورة تجري سنوياً، وأنها في العام الماضي شملت تدريب القوات على سيناريوهات مشابهة.
وأن الغاية من المناورة فحص قدرات العمل المتعدد الأذرع التي لا تتم في جبهة واحدة، وإنما خلف خطوط الجبهة. وشملت المناورات إشراكاً لعموم القوات البحرية، وإسناداً للقوات البرية. وشدد ضابط كبير في سلاح البحرية على أن «المناورة هي جزء من استعداداتنا الشاملة».
وبحسب ضابط بحري آخر، فإن الجنود المشاركين في المناورة تعاملوا مع سيناريوهات عرضت عليهم بشكل مفاجئ. وأن القصد كان، في ما يتعلق بسلاح البحرية، فحص كيف يمكن للقوات البحرية أن تنخرط بأكبر قدر في قدرة الحسم العسكرية.
وخلال الأسبوع الماضي، قام الجيش الإسرائيلي، في إطار المناورة، بإغلاق محاور حركة رئيسية في شمال فلسطين، وأحس الناس بحركة كبيرة للطائرات وللآليات العسكرية. ومع ذلك، شدد الجيش الإسرائيلي على أن المناورة نفسها «مقررة كجزء من لائحة المناورات السنوية، وهي ذات أهمية كبيرة للحفاظ على جاهزية القوات النظامية والاحتياطية».
وإلى جانب هذه المناورة، أجريت هذا الأسبوع أيضاً مناورة خاصة بالقوات الجوية. وأبلغ قائد كبير في سلاح الجو الإسرائيلي صحيفة «هآرتس»، قبل بدء المناورة، انه في إطارها سيتدرب الطيارون على «كل الجبهات»، لأن الجيش يفهم أن «المحور المسمى إيران ــــ حزب الله ــــ سوريا لا يزال مهماً وموجوداً، ونحن نستعد لمعاني سيناريو قتال متعدد الجبهات».
وشاركت في المناورة أيضاً قوات كبيرة من الخدمة الاحتياطية رفض الجيش الإسرائيلي الإفصاح عن حجمها. ولكن بيان الجيش أشار إلى أن «القوات النظامية التي شاركت في المناورة عادت إلى نشاطها الجاري، كما أن جنود الاحتياط عادوا إلى بيوتهم».
وأكدت جهات في المؤسسة العسكرية أن مجرد إجراء هذه المناورة في ظل تقليصات الميزانية يشهد على أهميتها وإسهامها في مواجهة السيناريوهات المستقبلية التي تواجه الجيش الإسرائيلي.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون قد أعلن في دورة تخريج ضباط أمس الأول، أن «الحرب هي مملكة انعدام اليقين. وفي هذه الأيام، يتعامل الجيش الإسرائيلي، داخلياً وخارجياً، قريباً وبعيداً، مع عدد لا بأس به من جبهات انعدام اليقين. لدينا جبهة كهذه على حدود لبنان، حيث أن حزب الله يواصل التسلح والاستعداد للحظة المواجهة لإلحاق الأذى بمواطنينا. ولدينا جبهة كهذه في سوريا، حيث الحرب الأهلية تواصل جباية أثمان باهظة من الأرواح، وهي حرب تقترب لحدودنا، وتضع أمامنا اختباراً مركباً وكثير المعاني».
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد