هل ستخسر سوريا بعد فوز روحاني؟

16-06-2013

هل ستخسر سوريا بعد فوز روحاني؟


وصف الشيخ حسن روحاني انتخابه رئيسا لإيران بأنه انتصار للاعتدال والحكمة على التطرف. ودعا روحاني الدول الكبرى إلى معاملة إيران باحترام والاعتراف بحقوقها.
وفي أول بيان بعد تأكيد انتخابه رئيسا للبلاد، اعتبر روحاني الانتخابات "ملحمة عظيمة تستدعي احترام العالم للشعب الإيراني".
وقد فاز روحاني بحوالي 50.68 في المئة من أصوات الناخبين الذين تجاوزت نسبة إقبالهم، كما قالت وزارة الداخلية الإيرانية، 72 في المئة في الانتخابات التي أجريت الجمعة.
وفي البيان الذي تلي عبر التليفزيون والإذاعة الرسميين، قال روحاني إن "هذا الانتصار هو انتصار الذكاء والاعتدال والتقدم على التطرف".
وقال "على الساحة الدولية ومع الفرصة التي انتجتها هذه الملحمة الشعبية، أدعو من يتغنون بالديموقراطية والتفاهم والحوار الحر لأن يتحدثوا باحترام إلى الشعب الإيراني ويعترفوا بحقوق الجمهورية الإسلامية حتى يتلقوا ردا ملائما".
ووصفت هذه الدعوة بأنها إشارة إلى المفاوضات بين إيران والدول الكبرى بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وكان روحاني أمينا عاما لمجلس الأمن القومي الإيراني وكبير ومفاوضي بلاده في المباحثات بشأن البرنامج المثير للجدل.
وعبر الرئيس المنتخب عن اعتقاده بأن "الوجود القوي للشعب سيجلب الهدوء والاستقرار والأمل في المجال الاقتصادي".
وتربط روحاني بمرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي علاقات جيدة.
ويعتقد على نطاق واسع بأن للمرشد الكلمة الحاسمة في القضايا الحيوية التي تتعلق بالسياسة الخارجية والبرنامج النووي الإيراني. وعبر روحاني عن "امتنانه للمرشد الأعلى" واعتبر نفسه "ابنه الأصغر.

 

هل ستخسر سوريا بعد فوز روحاني؟

* لن يكون أمام الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني الكثير من الوقت ليبدأ مواجهة الكثير من التحديات والضغوط الدولية.

ويواجه روحاني أمرا دقيقا لم يجربه غيره وهو أنه يبدأ ولايته الأولى وبلاده تعيش أكبر مدى للعزلة وكذلك ضغوطا غير مسبوقة بشأن الحرب في سوريا التي دخلت عامها الثالث.

فما الذي سيفعله روحاني بشأن سوريا؟ هل سنشهد فترة جديدة في العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والعسكرية بين إيران وحليفها التقليدي سوريا؟

إيديولوجيا الوسط المعتدل

وفي الوقت الذي عبر فيه زعماء من الغرب عن آمال متصاعدة في أن يقود انتخاب روحاني إلى تغيير في تلك السياسة، من الضروري أن نبقى عقلانيين تجاه الإيديولوجيا التي تقود الوسط المعتدل في إيران وصلاحيات الرئيس وهيكلة السياسة الإيرانية وأهداف سياستها الخارجية؟

وأولا من الضروري التذكير بأنّ تعامل السياسة الوسط المعتدل في إيران مع سوريا تستند إلى مبادئ عامة تمس توازن القوة والمعطى الديني والجيو-سياسي وليس من منطلق حقوق الإنسان.

ورغم أن روحاني دعا إلى حوار بناء مع الخارج واعتمد لهجة لينة، على خلاف لهجة المحافظين وآخرهم سلفه أحمدينجاد، إلا أنه لم يدع الأسد إلى التنحي كما لم يضغط من أجل تعليق ووقف دعم طهران لدمشق.

ومن منطلق عقيدة الوسط في إيران، يعد سحب الدعم من دمشق إضعافا لسياسة طهران الخارجية وإضرارا بما يعتبره هذا التيار إضفاء للتوازن في العلاقات الدولية في المنطقة وهو ما يؤدي حكما إلى إضعاف سلطته.

كما يكتسي ذلك أهمية بالغة عندما نتذكر أن تيار الوسط يرى في عدة ظروف تحيط بالمنطقة تهديد وجود لإيران من خلال احتضان عدة دول في المنطقة من ضمنها المملكة العربية السعودية وقطر والبحرين قواعد عسكرية أمريكية.

كما أن دور المرشد الأعلى الذي يقود السياسة الخارجية يجعل من دور الرئيس ضعيفا حيث أنه لا يسيطر على تفاصيل تلك السياسة رغم أنه بإمكانه في نهاية الأمر الإدلاء برايه علنا مع ما يثير ذلك من نقاشات تقتضي بدورها توافقا داخليا بشأنها.

والأهم من ذلك أن المرشد الأعلى شدد عدة مرات على أنّ بقاء بشار الأسد يعد أمرا حيويا بالنسبة إلى طهران معتبرا أنّ النظام السوري مستهدف من قبل إسرائيل ومجموعات إرهابية ومؤامرات خارجية.

العلويون والإخوان

يضاف إلى ذلك معطى إيديولوجي وديني على درجة قصوى من الأهمية وهو أنّ السياسة الخارجية الإيرانية تعترف أنّها صمّام أمان للقيم الإسلامية-ولاسيما الشيعية.

وتعد النخبة العلوية الحاكمة في سوريا موقعا متقدما لتلك السياسة وتعزيزها وتحقيق أهداف السياسة الخارجية الإيرانية. ومن غير المرجح أنّ تغير إيران-في ظل حكم روحاني- سياستها إزاء سوريا سواء بدفع الأسد إلى التنحي أو تعليق ووقف الدعم له، حيث أن ذلك يعد إضعافا لإيران بغض الطرف عن هوية حاكمها.

حكم رجال الدين

وأخذا بعين الاعتبار ان حكام دول الربيع العربي ولاسيما في مصر وتونس، حيث توجد حكومات ذات مرجعية دينية سنية، سيكون الشرق الأوسط مقبلا على تحول استراتيجي كبير ستكون إيران الخاسرين فيه مقابل صعود مصالح دول الخليج ولاسيما المملكة العربية السعودية.

ويمكن القول بالتالي إنّه من غير المرجح أن يتغير الموقف الإيراني من الملف السوري بهدف استمرار المحافظة على ما تعتبره إيران توازنا في القوى الدولية والإقليمية ومصالحها السياسة والاقتصادية واستمرار حكم رجال الدين فيها.

* بقلم رئيس المجلس الأمريكي الدولي مجيد رافيزاده - CNN

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...