روسيا تعارض أي مبادرة تحد من سيادة سورية
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن عرقلة الولايات المتحدة إصدار بيان بمجلس الأمن الدولي لإدانة العمل الإرهابي في دمشق أمس تؤكد أنها تكيل بمكيالين حيال الإرهاب مذكرا بأن جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي بلا استثناء كانوا يعتمدون حتى وقت قريب موقف الإدانة الحازمة لأي أعمال إرهابية بغض النظر عن مرتكبيها ومكان ارتكابها ومهما تكن مبرراتها.
وأعرب لافروف بعد اختتام مباحثاته مع نظيره الصيني يانغ جيه تشي في موسكو اليوم عن إحباط روسيا من الموقف الأمريكي المعرقل لإدانة التفجيرات الإرهابية في دمشق وقال إن "ذلك مثير للإحباط لأن جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي بلا استثناء كانوا حتى وقت قريب منحازين لموقف التنديد بأي هجمات مهما كانت دوافعها " لافتا إلى أن التفجير الإرهابي وقع بالقرب من مبنى السفارة الروسية في دمشق وألحق أضرارا بالمبنى وأوقع عددا كبيرا جدا من الضحايا بين السوريين.
وأوضح وزير الخارجية الروسي أن جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي كانوا على استعداد لتأييد الاقتراح الروسي بإدانة مدبري الهجوم ومنفذيه إلا أنه فشل بسبب عدم استعداد الجانب الأمريكي لذلك واصفا رفض الشركاء الأمريكيين بأنه ليس أول حالة يبحثون فيها عن صياغة تبرر من يحارب النظام السوري .
واستذكر لافروف أن الجانب الروسي لم يتردد باستنكار العمل الإرهابي في بنغازي الذي أسفر عن مقتل دبلوماسيين أمريكيين في العام الماضي دون ربطه بأي شيء آخر بما في ذلك الأحداث التي أدت بليبيا إلى حالتها الراهنة.
وأوضح لافروف أن روسيا ترى بالموقف الأمريكي تطبيقا لمعايير مزدوجة وتوجها خطرا لابتعاد الأمريكيين عن المبدأ الأساسي لإدانة الإرهاب بأشكاله والذي يضمن وحدة المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب معربا عن أمله في أن تقيم واشنطن ذلك الموقف بشكل موضوعي.
وأعرب لافروف عن أمل روسيا بأن تأخذ واشنطن ذلك الموقف بجدية وتنظر في أسباب اتخاذ ممثليها في مجلس الأمن موقفا غير مفهوم وغير مقبول.
وبهذا الخصوص أعلن وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي أن بلاده تستنكر التفجيرات في دمشق بدون قيد وشرط وستؤيد النهج غير المتحيز حيال الأزمة في سورية داعيا الأطراف المعنية كافة إلى الاسترشاد ببيان جنيف الصادر في 30 حزيران العام الفائت.
وحول الأزمة في سورية جدد وزير خارجية روسيا الاتحادية موقف روسيا والصين الداعي إلى احترام أحكام ميثاق هيئة الأمم المتحدة وعدم السماح بالتدخل العسكري واستخدام القوة بحل الأزمة في سورية والبرنامج النووي الايراني وكذلك الوضع حول افغانستان.
وأكد الوزير الروسي أن مواقف روسيا والصين موحدة وتطرحانها في المحادثات الجارية في المحافل المعنية بشأن وضع الأمور في الشرق الاوسط وشمال افريقيا ومنها الأزمة في سورية والوضع حول افغانستان والبرنامج النووي الايراني وغيرها من نقاط الازمات وقال "نحن نسير في جميع هذه الحالات على هدى المبادئ القاضية بضرورة الالتزام بالقانون الدولي واحترام احكام ميثاق هيئة الأمم المتحدة وعدم السماح بالتدخل الخارجي في النزاعات الداخلية أو استخدام القوة العسكرية فيها واعتماد الأساليب السياسية والدبلوماسية حصرا في تسوية الأزمات.
من جهة أخرى، أكدت وزارة الخارجية الروسية اليوم معارضة روسيا لكل المبادرات التي تحد من سيادة الحكومة السورية بما فيها إقامة ما يسمى "المناطق والممرات الإنسانية".
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها اليوم نشر على موقعها الالكتروني "نعارض بحزم الخطوات الرامية إلى تسييس التعاون الإ نساني الدولي في سورية اصطناعيا بما في ذلك إنشاء ما يسمى "المناطق والممرات الإنسانية" وكذلك المبادرات التي تحد من سيادة الحكومة السورية".
وشددت الخارجية الروسية على أن منتدى جنيف الإنساني يمثل "محفلا غير مسيس" لبحث الجانب الإنساني للأزمة في سورية و هو يسمح بتعبئة الجهود الدولية و تعزيز التعاون بين الوكالات الإنسانية الدولية والحكومة السورية من أجل تحسين الوضع الإنساني في البلاد.
وفي هذا الصدد نوهت الخارجية الروسية بـ "الموقف البناء" للحكومة السورية في تعاونها مع الهيئات الإنسانية الأممية المعنية وغيرها من المنظمات بما فيها اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
كما أكدت أن موسكو ستواصل تقديم المساعدات الإنسانية إلى سورية على أساس ثنائي وفي إطار الوكالات الدولية على حد سواء.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد