المركزي بعد إيقاف تعاملاته بالدولار: تحسّن ملحوظ في تعاملات اليورو بالعمليات التجارية في سورية
عاد مصرف سورية المركزي لشرح أبرز إجراءاته في آخر تقاريره الأسبوعية المعلنة والممتدّة من 30 - 6 وحتى 6-7- 2012 مايشير إلى رغبة المصرف في ترسيخ وتثبيت ما حصل في الأذهان، حيث أشار المصرف المركزي إلى قيامه منذ بداية شهر أيلول الماضي إلى تحريك سعر صرف الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية بما يتناسب مع تحركات أسعار صرف العملات العالمية المكونة لوحدة حقوق السحب الخاصة، والتي تم ربط الليرة السورية بها منذ مطلع 2007 ، وبشكل يعكس حركة العرض والطلب المحلي على العملات الأجنبية، ويرى مصرف سورية المركزي أن هذا القرار جاء عقب العقوبات الأمريكية الأخيرة التي أدت إلى عرقلة حركة التحويلات بالدولار الأمريكي ولجوء سورية إلى الاستعاضة عن الدولار الأمريكي بالعملات الأخرى، وذلك بعد أن عمد مصرف سورية المركزي إلى تثبيت سعر صرف الليرة مقابل الدولار منذ بداية الأزمة وحتى بداية شهر أيلول الماضي لتأمين استقرار سعر الصرف وكفاية الاحتياطيات الأجنبية، حيث يضمن قرار مصرف سورية المركزي بتحريك سعر صرف الليرة مقابل الدولار استقراراً أكبر في سعر صرف الليرة مقابل العملات الأخرى، وعكس الجزء الأكبر من التحركات العالمية على سعر صرف الليرة مقابل الدولار الأمريكي.
وأشار مصرف سورية المركزي في تقريره أيضاً ولمرات عديدة مضت أيضاً إلى قيامه منذ منتصف أيلول الماضي بإدراج العملة الصينية (اليوان) والعملة الروسية (الروبل) بنشرة أسعار العملات اليومية الصادرة عن المصرف لتسهيل التعاملات التجارية نظراً للتوجه نحو دول الشرق وفي مقدمتها الصين، واستمر مصرف سورية المركزي –حسب التقرير– باتخاذ خطوات جديدة تتماشى مع احتياجات السوق المحلية، حيث سمح للمصارف وشركات الصرافة بإصدار نشرات خاصة بها ضمن هامش 1% بين سعري الشراء والبيع مع استمرار رقابة مصرف سورية المركزي على هذه النشرات بناء على قرار لرئاسة مجلس الوزراء بهذا الشأن وذلك حتى تتمكّن السوق المحلية من استعادة عافيتها حسب قوانين قوى العرض والطلب.
كما عمد مصرف سورية المركزي إلى التدخل المباشر بائعاً وشارياً للقطع الأجنبي مع المصارف ومؤسسات الصرافة وفق سعر التدخل الذي يتم تحديده بعد الاطلاع على السعر الرائج في السوق وحركة العرض والطلب في اليوم السابق وبحيث يشكل السعر سعراً مرجعياً للمصارف ومؤسسات الصرافة لوضع نشرات سعر الصرف الخاصة بها، ما أسهم بصورة فعالة في استقرار السوق المحلية وعودة سعر الصرف إلى الانخفاض بشكل تدريجي ومدروس، ومن الجدير ذكره أن تدخل مصرف سورية المركزي في السوق مستمر لإبقاء سعر الصرف عند مستويات توازنية عادلة.
وبالنسبة لسعر صرف الليرة السورية مقابل العملات الرئيسية، أشار المركزي إلى أنَّ الدولار الأمريكي قد افتتح تداولاته الأسبوعية تجاه الليرة السورية عند مستوى 64.25 ليرة وأنهاها عند مستوى 64.39 مسجلاً، ارتفاعاً قدره 14 قرشاً بمعدل 0.22 %، في حين افتتح اليورو تداولاته الأسبوعية تجاه الليرة السورية عند مستوى 81.38 ليرة، وأنهاها عند مستوى 80.74 ليرة، مسجلاً انخفاضاً قدره 64 قرشاً بمعدل 0.8 % .
وأشار المركزي في تقريره إلى أنَّ تحليل مراكز القطع الأجنبي للمصارف المرخصة أظهرَ ارتفاعاً في نسبة المراكز المدينة بالدولار الأمريكي إلى إجمالي المراكز المدينة بالعملات الأجنبية مقيمة بالدولار الأمريكي إلى مستوى 93.65 % مقارنةً ب 87.67 % للأسبوع السابق، كما سجلت نسبة المراكز الدائنة بالدولار الأمريكي إلى إجمالي المراكز الدائنة من جميع العملات الأجنبية مقيمة بالدولار الأمريكي انخفاضاً إلى مستوى 14.33 % مقارنةً بـ 17.70 في الأسبوع السابق، وتجدر الإشارة هنا إلى تركز بقية مراكز القطع الأجنبي الدائنة لدى المصارف المحلية المرخصة بشكل رئيسي في العملات العربية.
هذا وتشهد السوق المحلية تحسناً ملحوظاً في تعاملات اليورو بالعمليات التجارية، حيث لوحظ ذلك من ارتفاع المراكز الدائنة باليورو لدى المصارف العاملة في السوق السورية بعد إعلان مصرف سورية المركزي وقف تعاملاته بالدولار الأمريكي والتحول نحو العملات الأخرى.
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد