بوش يتهم سوريا وعون ويدعم جماعة 14 آذار
جدد الرئيس الاميركي جورج بوش التزامه دعم الحكومة اللبنانية، وطالب ايران وسوريا بوقف تدخلهما السلبي في لبنان، مؤكدا ان نجاح الديموقراطية في لبنان بقيادة حكومة فؤاد السنيورة من "أولويات" واشنطن في المنطقة. وتزامن ذلك مع تأكيد مسؤول أميركي بارز بـ"النهار" "معلومات موثوقة بها" وصلت الى واشنطن من مصادر مستقلة مفادها ان سوريا بدأت التحضير "لتصعيد سياسي ضد حكومة السنيورة في بيروت" واشاعة حال من انعدام اليقين وربما الفوضى من طريق استخدام قوى سياسية لبنانية متحالفة معها، مع ترك المجال مفتوحا لتصعيد سياسي وأمني لاحقاً.
وكان بوش اجاب خلال مؤتمره الصحافي أمس عن سؤال يتعلق باحتمال ان تتضمن توصيات لجنة بايكر-هاميلتون المستقلة التي يرأسها وزير الخارجية السابق جيمس بايكر والتي تدرس مستقبل الوجود الاميركي في العراق، اجراء اتصالات مع ايران وسوريا لاشراكهما في الحل السياسي في العراق. وقال: "ايران وسوريا تدركان ان العالم يتوقع منهما ان تساعدا العراق، ونحن اوضحنا لهما ذلك". وتطرق الى القضايا الكثيرة العالقة بين واشنطن وطهران، واولها ما اذا كانت (ايران) ستساعد او لا تساعد هذه الديموقراطية الفتية (في العراق) على النجاح. والمسألة الثانية طبعاً هي ما اذا كانت ستساعد أو لن تساعد الديموقراطية اللبنانية على النجاح، حكومة السنيورة. ومساعدة حكومة السنيورة، هي من اولويات هذه الحكومة (الاميركية)، والمسألة الكبرى في هذا الوقت هي ما اذا كانت ايران ستتوصل الى تطوير سلاح نووي". وكرر ان هناك طريقاً آخر امام ايران لا يوصل الى العزلة الدولية، وان حكومته ستواصل تأكيد اهمية هذه القضايا الثلاث، كما ان رعاية الارهاب ستؤدي الى مزيد من العزلة.
واضاف ان الايرانيين "يعرفون موقف واشنطن في شأن العراق ويعرفونه بوضوح... والاهم من ذلك انهم يعرفون موقف العراق من ايران. نحن نساعد حكومة ذات سيادة على النجاح، والعراقيون بعثوا برسائل الى الايرانيين تقول: ساعدونا على النجاح ولا تتدخلوا في شؤوننا الداخلية".
وعن سوريا قال بوش: "اما بالنسبة الى سوريا، فان رسالتنا ثابتة: لاتقوضوا حكومة السنيورة في لبنان، وساعدونا، وساعدوا اسرائيل في استعادة الجندي الذي اسرته حماس، ولا تسمحوا لحماس ولحزب الله بالتآمر وشن هجمات على الديموقراطيات في الشرق الاوسط، وساعدوا في الداخل العراقي".
وعن احتمال التعاون مع ايران في حال رفضها التفاوض مع اميركا وحلفائها الاوروبيين في الملف النووي، قال: "ان امام ايران فرصة للجلوس الى الطاولة مع الولايات المتحدة لمناقشة عدد من القضايا، وهناك طريق واحد لتحقيق ذلك اوضحته في مؤتمرات صحافية سابقة، هو اذا اوقفوا يف شكل مؤكد عمليات تخصيب الأورانيوم فان الولايات المتحدة ستتفاوض معهم".
وكان مسؤول أميركي بارز يراقب الوضع السياسي في لبنان عن كثب ويجري اتصالات دورية مع اقطاب لبنانيين، تحدث الى "النهار" عن "مشاعر قلق عميقة في الحكومة الاميركية مما تعتزم سوريا القيام به في لبنان". وقال هذا المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه، ان "السوريين، الذين يدركون ربما أكثر من أي وقت مضى مدى ضعفهم الاقليمي ويسعون الى تأكيد نفوذهم في لبنان، بدأوا التحضير لحملة سياسية ترهيبية ضد حكومة السنيورة" هدفها النهائي التخلص منها.
وأوضح ان دمشق تدرك "ان المجتمع الدولي يراقب عن كثب تحركاتها في لبنان"، وكذلك تحركات حليفها "حزب الله"، وتريد "في هذا الوقت ابقاء الحملة على المستوى السياسي. ولدينا معلومات من مصادر مستقلة، وليس من مصادر لبنانية فحسب، تقول ان طموح سوريا الآن هو الى استخدام بعض وكلائها السياسيين في لبنان لاشاعة البلبلة والفوضى" في البلاد ووضع حكومة السنيورة في أزمة خانقة.
ولدى سؤال المسؤول الاميركي البارز عن هوية هذه القوى اللبنانية، أجاب: "التيار العوني وحلفاؤه بمن فيهم شخصيات مارونية وسنية" في شمال البلاد.
وتحدث عن حال "انفصام" في القيادة السورية حيال حكومة السنيورة، ذلك ان ثمة رغبة عارمة في التخلص من هذه الحكومة وما تمثّله، يقابلها قلق من ردود الفعل علىس مثل هذا التصعيد ومضاعفاته، على الحكم السوري ووكلائه في لبنان، في الوقت الذي يستمر التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، ويبقى لبنان في دائرة الاضواء الدولية بعد حرب الصيف ونشر القوة الدولية في الجنوب.
وكان هذا المسؤول وغيره من المسؤولين الاميركيين قد أبدوا في الاسابيع الأخيرة استياءهم البالغ من مواقف النائب العماد ميشال عون وتصريحاته التي رأوا فيها محاولة لتوفير غطاء مسيحي لحزب الله ولسوريا.
وأكدوا انه على رغم الدعوات من شخصيات اميركية كانت مسؤولة في السابق مثل وزير الخارجية السابق جيمس بايكر ونائب وزير الخارجية السابق ريتشارد ارميتاج للتحاور مع سوريا في شأن الوضع في لبنان، فان "التحاور مع الحكومة السورية غير وارد الان لا بالنسبة الى البنان ولا بالنسبة الى العراق". واضاف المسؤول ان واشنطن تتلقى باستمرار "رسائل" سورية تصل من شخصيات غير حكومية سورية ولبنانية واميركية تدّعي رغبة دمشق في التحاور مع واشنطن، وان حكومته تتجاهلها "لاننا تحاورنا في السابق مع الرئيس بشار الاسد ومساعديه ووصلنا الى طريق مسدود".
ويقول المسؤولون الاميركيون ان انعدام الثقة بالحكم في دمشق يجعل أي حوار في المستقبل المنظور عديم الجدوى.
هشام ملحم
المصدر: النهار
إضافة تعليق جديد