آخر أشكال التضامن العربي بين دمشق وتونس
قررت الحكومة السورية «منع تداول» النسخة العربية من كتاب «صديقنا الجنرال» لنيكولا بو وجان بيار توكوا وسحب جميع النسخ الموجودة في الاسواق السورية استجابة لـ «الاحتجاج الرسمي» الذي تقدمت به السفارة التونسية في دمشق الى وزارة الإعلام.
وتأتي هذه الخطوة قبل أيام من زيارة رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري الى تونس لترؤس وفد بلاده الى اجتماعات اللجنة العليا السورية - التونسية بين 20 و22 الجاري. ومع ان عطري سيبحث مع نظيره محمد الغنوشي في تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية، إلا ان مصادر ديبلوماسية قالت ان «لا علاقة أبداً بين الزيارة وسحب الكتاب».
وكانت السفارة التونسية تقدمت الاسبوع الماضي الى وزارة الاعلام بطلب رسمي لمنع تداول الكتاب وسحبه من الاسواق باعتبار انه «لا يجوز بين الدول الصديقة نشر كتب مسيئة لأي منها»، فاستجابت الوزارة بسرعة واتخذت «الاجراءات المناسبة».
وصدر «صديقنا الجنرال» قبل سنوات في فرنسا، وترجمه الدكتور زياد منى صاحب دار نشر «قدموس» الى العربية نهاية العام الماضي. وافاد موقع «الجمل» الالكتروني لصاحبه نبيل الصالح امس ان الكتاب يتحدث عن «نظام حكم الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وعن الانتقال من الحبيب بورقيبة الى زين العابدين» مع مقارنة بين الزعيمين من الناحية السياسية والشخصية. وزاد «الجمل» ان «الكتاب يؤكد انه لا يطعن في البلاد وانما في الاشخاص، وان الكاتبين يتحدثان عن حكاية عربية تبدأ بالانحدار المثير للشفقة والمتوقع لقدر خارج عن المألوف». وبعد «الاحتجاج» التونسي، استندت وزارة الاعلام في قرار «منع التداول» الى ان الدكتور منى «لم يحصل على الموافقات المسبقة»، بعدما اسندت السفارة التونسية طلبها الى ان الكتاب «يسيء الى الرموز التونسية ولا ينسجم مع الاتفاقات الثنائية».
وكان رد الفعل السوري السريع بمثابة «رد الجميل» على الاستجابة التونسية السريعة نهاية العام 2004 بمنع عرض فيلم «الطوفان» للمخرج السوري عمر اميرلاي ضمن المسابقة الرسمية في مهرجان قرطاج السينمائي.
واذ عللت الحكومة التونسية قرار منع عرض «الطوفان» بتلقيها «طلبا رسميا من السفارة السورية لانه يسيء الى الرموز»، أوضح اميرلاي لـ «الحياة» أمس ان الاحتجاج تضمن ان الفيلم «مسيء لسورية وسمعتها وانه يسهم في الحملة الشعواء التي تقودها اميركا واسرائيل على سورية الصامدة والمقاومة للغزو الاميركي للعراق». لكن «الضغوط» التي مارسها مخرجون عرب وتهديد يوسف شاهين بالانسحاب من المهرجان الذي كان يتضمن تكريماً له، أدى الى الوصول الى «حل وسط» تمثل بعرض الفيلم خارج اطار المسابقة الرسمية.
ابراهيم حميدي
المصدر : الحياة
إضافة تعليق جديد