لقاءات نيويورك تكشف التباينات السورية التركية
تشهد أروقة الامم المتحدة نشاطات ملحوظة تركزت في معظمها على الاوضاع في الشرق الاوسط والعالم العربي، وبرز منها في خلال الساعات القليلة الماضية اللقاء الذي جمع الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في نيويورك، حيث رشحت معلومات قليلة عن توافق بين الرجلين على اكثر من ملف شرق اوسطي ليس اولها توحيد وجهة النظر حول البحث في إطاحة الرئيس السوري بشار الاسد، ولا آخرها العلاقات التركية الاسرائيلية في ظل التزام واشنطن امن وسلامة اسرائيل ولو على حساب العلاقات الاميركية التركية، مرورا بالبحث في سبل تحقيق المزيد من التعاون حول الملف السوري بشكل خاص.
وافادت المعلومات التي رشحت عن اللقاء أنّ أوباما أعرب عن اعتقاده أمام أردوغان بأن النظام السوري ليس على وشك السقوط وإن كان قد أصبح أضعف من ذي قبل، وذلك على اعتبار أنّ تفاعلات الداخل السوري لم تكن على قدر التطلعات ولا العقوبات التي فرضتها المحموعة الدولية، إضافة إلى أنّ سقوط النظام السوري اكان عاجلا ام آجلا سيؤدي إلى تهديد مباشر بحصول اضطرابات اقليمية وإلى انهيارات خارج سوريا، وبالتالي فان الاوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة واوروبا قد لا تسمح بالتورط بعمل عسكري على غرار ما حصل في ليبيا. غير ان وجهة النظر التركية اكدت على ان النظام بات في حكم الساقط والمسألة قضية وقت قد يطول او يقصر، ولذلك فمن الضروري ان يعمد المجتمع الدولي إلى تشديد العزلة السياسية والدبلوماسية على سوريا كما مضاعفة العقوبات الاقتصادية التي ستؤدي إلى تفاعلات سلبية على مستوى الشارع.
الا ان الصورة التي ينقلها من التقوا بالمندوب السوري هي مناقضة بالكامل لذلك. ففي وقت يرى فيه الاتراك وبعض الدول الغربية ان نظام الرئيس بشار الاسد بدأ مرحلة بداية النهاية، يعتبر النظام ان المرحلة الراهنة هي في اطار بداية نهاية الاحداث التي تشكل عنوان الازمة. فالقوى الامنية استطاعت بفضل تماسكها تحقيق اكثر من انجاز على صعيد تصفية ما يصفه النظام بالمؤامرة، كما ان السياسة التي انتهجتها الحكومة ادت إلى نتيجة مباشرة عنوانها شرذمة المعارضة الخارجية والحد من اندفاعة معارضة الداخل التي لم تجد اصلا القواسم المشتركة في ما بينها لعدة اعتبارات ابرزها ان منسقيات المعارضة تضم في صفوفها تنظيمات اصولية ومتطرفة إلى جانب المعارضة العلمانية التي تطالب بالمشاركة في الحكم وليس تبديل وجه سوريا وتحويل البلاد إلى يمن او ليبيا جديدة.
يضيف هؤلاء ان العمليات الامنية التي نفذتها قوى النظام اثرت بشكل مباشر على اداء المعارضة العسكري والامني، وذلك بعد القضاء على بعض الرؤوس الكبيرة التي كانت تدير الانتفاضة وتقوم بتسليح الشارع في محاولة مكشوفة لاشعال نار طائفية تأكل النظام ولا توفر المعارضة، وبالتالي فان انتقال النظام من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم يؤكد بان الوقت يلعب إلى جانب النظام وليس كما تعتقد تركيا او واشنطن، خصوصا ان بعض الدول التي تشكل رأس حربة الهجوم السياسي والدبلوماسي على سوريا، مثل فرنسا واميركا، تتحضر لانتخابات رئاسية قد تطيح بالمعادلة الجديدة وتصرف هذه الدول عن الاهتمامات الخارجية لتنصب تحركاتها على تمرير الانتخابات وفق تطلعات شاغلي القصور.
أنطوان الحايك
المصدر: النشرة الالكترونية اللبنانية
التعليقات
من هو اروغان
إضافة تعليق جديد