بلير وبوش خططا لغزو العراق من دون قرار ثان من الأمم المتحدة

كشفت وثيقة رسمية أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير والرئيس الامريكي السابق جورج دبليو بوش خططا لاتخاذ اجراء عسكري ضد صدام حسين من دون صدور قرر ثان من الأمم المتحدة، قبل خمسة أشهر من غزو العراق في مارس/آذار 2003 .

وقالت صحيفة “الغارديان” الصادرة أمس الثلاثاء إن هذا الكشف جاء في رسالة نشرها حديثاً مكتب بلير، الذي يشغل حالياً منصب مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط، وجاء فيها أن بريطانيا “ستتخذ مع الولايات المتحدة اجراءات من دون قرار جديد من مجلس الأمن الدولي إذا ما أثبت مفتشو الأمم المتحدة أن صدام انتهك بشكل واضح قراراً سابقاً للأمم المتحدة” . أضافت نقلاً عن الرسالة “هذا هو السبيل الوحيد الذي تستطيع من خلاله بريطانيا اقناع إدارة بوش الموافقة على اعطاء دور للأمم المتحدة في العراق، واستمرار عمل مفتشيها هناك” .

وأشارت الصحيفة إلى أن الرسالة كتبها ماثيو رايكروفت بتاريخ 17 أكتوبر 2002 وارسلها إلى مارك سيدويل السكرتير الخاص وقتها لوزير الخارجية البريطاني جاك سترو، وعدد من كبار المسؤولين البريطانيين الآخرين، بمن فيهم جيريمي غرينستوك سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة .

وقالت إن رسالة رايكروفت تطرقت إلى اجتماع حول الأزمة العراقية عقده مكتب رئاسة الحكومة البريطانية (10 داوننغ ستريت) وحضره وقتها سترو، ووزير الدفاع جيفري هون، ورئيس أركان الدفاع الادميرال مايك بويس، وجوناثن باول رئيس موظفي بلير، ومديرة العلاقات الحكومية في داوننغ ستريت سالي مورغان، ومدير الاتصالات في مكتب رئاسة الحكومة ألستير كامبيل، وديفيد مانينغ كبير مستشار بلير للسياسة الخارجية .

ونقلت عن الرسالة “أن السبيل الوحيد لإقناع ادارة بوش بإعطاء دور للأمم المتحدة في أزمة العراق كان ايجاد فهم واضح بأن صدام لن يملك فرصة ثانية في حال أبلغ كبير مفتشي الأسلحة الدوليين هانز بليكس الأمم المتحدة بأنه خرق قرار الأمم المتحدة الأول، وبعبارة اخرى سنتخذ مع الولايات المتحدة اجراءات في حال لم يتم الاتفاق على إصدار قرار ثان من الأمم المتحدة لأسباب مثل الفيتو الفرنسي أو الروسي” .

وأشارت “الغارديان” إلى أن رسالة “داوننغ ستريت” لها أهمية خاصة بالنظر إلى اصرار حكومة بلير وقتها على التأكيد علناً وبصورة متكررة على ضرورة موافقة الأمم المتحدة على أي اجراء لغزو العراق .

المصدر: يو بي آي