السودان يسمح لوكالات الأمم المتحدة بدخول جنوب كردفان
وصفت الخرطوم قراراً أمريكياً بتجديد تصنيف السودان كدولة داعمة للإرهاب بأنه “ليس مفاجئاً”، وهددت بسحب تفويض “يونميد”، إذا تجاوزت صلاحياتها، وسمحت للأمم المتحدة بدخول ولاية جنوب كردفان التي تشهد مواجهات عنيفة بين الجيش ومتمردين قريبين من دولة جنوب السودان .
وقال مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع في مؤتمر صحفي “لا نبالي بإبقائنا على لائحة أمريكا للدول التي تزعم أنها راعية للإرهاب وإن تجديد وصم بلادنا بالإرهاب أمر متوقع من أمريكا” . وانتقد اتهامات واشنطن لبلاده بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في ولاية “جنوب كردفان”، وقال إن “أمريكا غير مؤهلة للحديث عن حقوق الإنسان بسبب الفظائع التي ارتكبتها في سجن غوانتنامو وسجونها السرية في أوروبا وتغطيتها على جرائم الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين” .
وكانت واشنطن جددت تصنيف السودان على أنه إحدى الدول التى تدعم الإرهاب في العالم في أحدث تقرير للكونغرس الأمريكي، لأسباب منها إصرار الخرطوم على استقبال قيادات من حركة “حماس” الفلسطينية ووجود شخصيات في السودان ذات علاقة بتنظيم القاعدة، وأخرى شاركت في العمليات الجهادية في العراق . وشكك في علاقة ما بين السودان وجيش الرب للمقاومة في أوغندا المصنف كإحدى المنظمات الإرهابية .
في الوقت نفسه، أشار التقرير إلى أن السودان الذي وضع اسمه على لائحة الدول التي تدعم الإرهاب في عام 1993 ظل شريكاً متعاوناً في جهود مكافحة الإرهاب العالمي ضد تنظيم القاعدة خلال عام 2010 وأن حكومة السودان عملت بنشاط لمواجهة عمليات القاعدة التي تشكل تهديداً محتملاً للمصالح الأمريكية والعاملين في السودان . وكشف التقرير عن أن مسؤولين سودانيين ينظرون إلى استمرار التعاون مع الولايات المتحدة في هذا الجانب بأنه مهم وبه الكثير من الفوائد مثل التدريب وتقاسم المعلومات .
وانتقد نافع، حديث الولايات المتحدة عن حقوق الإنسان في السودان، ووصف حقوق الإنسان في البلاد بالكتاب الأبيض الناصع مقارنة بما تقوم به أمريكا في سجون غونتنامو والسجون السرية والعدوان على العراق . وقال نافع، إن أمريكا غير مؤهلة أخلاقياً للحديث عن حقوق الإنسان، وأوضح أن حكومته تتعامل مع حقوق الإنسان كعقيدة .
في سياق آخر، هدد نافع بعثة ال”يونميد” من تجاوز التفويض الممنوح لها، وقال: موقفنا من تفويض البعثة محدد، وإن خطت خطوة واحدة خارج التفويض الممنوح لها ستفقد كل التفويض .
وكان بروفيسور إبراهيم قمباري رئيس عملية الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة المشتركة في دارفور (يونميد)، أكد أن البعثة تنفذ مهمتها بطريقة تحافظ على وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه . وقال في كلمة قصيرة عقب إفطار رمضاني إن البعثة تعمل على تحقيق الاستقرار والتنمية والسلام، وأضاف: “السودان هو يونميد ويونميد هي السودان” .
ويشار إلى أن مئات المصلين خرجوا عقب صلاة الجمعة أمس الأول، في مسيرة غضب بساحة ميدان أبو جنزير وسط الخرطوم، استنكاراً لقرار مجلس الأمن الدولي بتمديد أجل بعثة “يونميد” بالسودان لعام آخر، ورددوا شعارات تندد ببقائها وتطالب برحيلها مثل “الشعب يريد رحيل يونميد” و”لا لا للتمديد” .
إلى ذلك، سمح السودان للأمم المتحدة بدخول ولاية جنوب كردفان التي تشهد مواجهات عنيفة بين الجيش ومتمردين قريبين من دولة جنوب السودان .
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق لوكالة الصحافة الفرنسية إن بعثة تقييم لمخزون المواد الغذائية ووسائل الإغاثة تستمر مهمتها أربعة أيام، ستصل إلى كادقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان . وأوضح أن مسؤولاً سودانياً سيترأس الفريق وهو مفوض الحكومة للمساعدة الإنسانية، على أن يضم العديد من وكالات الأمم المتحدة . كما أعلن السفير السوداني لدى الأمم المتحدة دفع الله الحاج على عثمان أن ست وكالات دولية ستشارك في البعثة .
على صعيد آخر، كشف مجلس أحزاب الوحدة الوطنية عن اجتماعات مع القوى السياسية لمناقشة مسودة الدستور الجديدة والخروج برؤى وأفكار موحدة تصب في مصلحة وضع دستور دائم لحكم البلاد أفضت إلى 15 رؤية حول الدستور الجديد والملاحظات كذلك حول الدستور الانتقالي لعام 2005 الذي انتهى بنهاية اتفاقية السلام الشامل .
وقال الأمين عبد القادر، الأمين العام للمجلس إن هناك منظمات وهيئات وأحزابا معارضة لديها مواقفها من الدستور وبرؤى مختلفة عن أحزاب الوحدة الوطنية، الأمر الذي سيجعل الدولة في نهاية الأمر تسعى نحو قيام استفتاء عام يسهم في حسم الخلافات بين الأحزاب . وحول المصدر الرئيس للتشريع، قال الأمين إن الشريعة الإسلامية ستكون مصدر التشريع وأساس الدستور، فضلا عن الأعراف والتقاليد السودانية .
من جهة اخرى أعلن متحدث باسم الأمم المتحدة في جوبا، أمس، أن 58 شخصاً على الأقل قتلوا في اشتباكات بين قبائل بسبب الماشية بجنوب السودان، في علامة جديدة لعدم الاستقرار بعد أسابيع فقط من حصول جنوب السودان على استقلاله .
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة إن الاشتباكات بين قبيلتي المورولي واللو نوير اندلعت يوم الخميس، وأضاف “كان هناك نحو 28 قتيلاً في موقع واحد و30 في موقع آخر، وشهدنا أيضاً عدداً من الأكواخ المحترقة، كانت هناك مواقع عدة لم تستطع الأمم المتحدة الوصول إليها، نشعر بالارتياح لأن الهدوء يبدو سائداً” .
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد