سوريا توقع مذكرات واتفاقيات تعاون اقتصادي مع إيران

 تم التوقيع مساء امس على عدة مذكرات واتفاقيات للتعاون الصناعي والاستثماري بين الجانبين السوري والايراني وأبرزها اتفاقية انشاء مدينة صناعية في حمص الى جانب مدينة حسياء وذلك على مساحة 80 الف متر مربع خاصة للمستثمرين الايرانيين ستقام عليها مصانع عديدة للحديد والصلب بطاقة 00 8 الف طن سنوياً ومصانع لتصنيع الآلات والمحولات الكهربائية والزجاج المقسى والسيراميك والمواد والادوات الصحية اضافة الى محطة توليد كهربائية طاقتها 800 ميغا واط. واتفاقية عقد الباصات الاستثماري للنقل الداخلي في دمشق كمرحلة اولى بـ1200 باص ولاحقاً الى المدن السورية الاخرى ليصل عددها 5000 آلاف باص تتبع في نظام ادارتها واستثمارها نظام (BRT) وتمتاز بتقديم خدمات هامة ومريحة للمواطنين، وستبدأ التجربة الاولى العام القادم، وخصصت له محاور عديدة وفق دراسات الجدوى الاقتصادية والاستثمارية  والاجتماعية التي أكدت نجاح المشروع من خلال التعاون بين الجانبين وخاصة المستثمرين ونظام ادارتهم للمشروع الاستثماري الهام والحيوي من حيث مزاياه ونتائجه المتوقعة في حل أزمة النقل الداخلي في المدن السورية من جوانبها كافة. وستستخدم هذه الباصات نظام وقود(CNG) المطابق بيئيا للمواصفات الاوروبية وسيتم تأمين الاراضي اللازمة للمشروع لإقامة محطات الصيانة اللازمة لباصات النقل الجديدة.

كما تم التوقيع على عقد للإسكان يقضي بإنشاء مدينة سكنية في منطقة عدرا تضم 45 ألف وحدة سكنية تتضمن كافة وسائل الراحة والصحة والبيئة اللازمة في خدمة التجمع السكني الذي يتوقع ان تضم نحو 300 ألف مواطن وستتراوح حجم الشقة السكنية من 75 الى100 متر مربع اضافة الى واحة سكنية  تضم 5 آلاف فيلا وفق نظام البناء المطابق للمواصفات والكود الاوروبي ومساحة الواحدة منها ما بين 140 الى150 متر مربع طابقي وهذه المدينة السكانية الجديدة سيتم تخديمها بكافة اساليب الراحة العصرية للمواطنين.
كما تم توقيع اتفاقية اطارية لإنشاء بنك صناعي مشترك رأسماله 200 مليون دولار مبدئيا لتقديم الخدمات المصرفية للمشاريع الاستثمارية متبعا احدث الانظمة والتعاملات الحديثة.
وبعد توقيع الاتفاقيات من قبل مدير مجلس شركة اميران السيد حسن اخوندي وعدد من المستثمرين الايرانيين والمعنيين من الجانب السوري تحدث المهندس عطري معبراً عن عمق علاقات الصداقة القوية بين البلدين والشعبين الصديقين والتي ترتقي الى مستوى استراتيجي يعزز مواقف الدولتين في صمودهم بوجه الضغوطات والتحديات التي تواجههما حيث يواجهان تحديات واحدة تفرض عليهما التعاون في كافة المجالات.
وقال عطري ان هذا التعاون سيتم تجسيده على ارض الواقع من خلال جملة المشاريع التنموية والاستثمارية التي تم توقيعها الآن اضافة الى المشاريع السابقة بما يخدم ويجسد رؤية القيادتين السياسيتين في سورية وايران في الارتقاء بالعلاقات الى مستوى التحديات.
وأشار المهندس عطري ان هذه المشاريع كانت موضوع حوار علمي حول الاولويات التنموية التي تحتاجها سورية فكانت هذه المشاريع الاستثمارية الهامة بأبعادها الاقتصادية والتنموية والاجتماعية والانسانية  والتي ستسهم في حل مشكلات اجتماعية كمشروع النقل الهام الذي سيعيد الى دمشق سمتها الحضارية والتاريخية من حيث التوازن بين الاصالة التاريخية والتمدن الحضاري فكان الحل دراسة واقع النقل وتخليصها من أزمة المرور وكذلك الحال سينسحب على المحافظات الاخرى واضاف انه تمت مراعاة البعد الاجتماعي حيث لاتزيد اعباء مادية على المواطنين في النقل مثلا.
وأشار عطري الى اهمية المدينة السكنية في عدرا التي تحولت الى بؤرة انتاجية حضارية وسيتم من خلال التجمع العمراني دمج القطاعين الخدمي والانتاجي من خلال السكن والعمل في منطقة واحدة.
كما تطرق السيد رئيس مجلس الوزراء الى اهمية اقامة المدينة الصناعية في حسياء بما ستوفره من انتاجية متنوعة في مختلف الصناعات الهامة والاستراتيجية مشيرا الى انه تم لحظ العامل البشري في الانتاج حيث سيقام في المدينة مركز للتأهيل والتدريب. وتحدث السيد عطري عن مشروع للربط بين عدرا والمطار بخط 20 كم ستخلق في المستقبل محورا تنمويا هاما جدا من خلال التجمعات العمرانية الجديدة  التي يتوافر فيها كافة متطلبات السكن.
وفي ختام حديثه أكد السيد عطري ان هذه الاتفاقيات التي ستأخذ طريقها للتنفيذ ستؤدي الى دفع مسيرة  التنمية بما يعزز صمودنا وقوتنا في مواجهة التحديات وأكد ان من يقولون سورية معزولة مخطؤون بل هم المعزولون فالتعاون بين سورية وايران سيعزز المواقف الثابتة للبلدين وسيزيد صمودهما في وجه التحديات المشتركة.
كما تحدث في الاحتفال حسن احمد اخوندي رئيس مجلس ادارة شركة اميران الايرانية فأكد اهمية التعاون بين سورية وايران والرغبة المشتركة في تطويره في المجالات المختلفة بما يعزز امكانات وقدرات البلدين الصديقين مشيراً الى التسهيلات التي تقدمها الحكومة السورية لجذب الاستثمارات وتشجيع المستثمرين لإقامة مشاريعهم الاستثمارية في سورية.
وحضر مراسم التوقيع عبد الله الدردري نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزراء المالية والادارة المحلية والبيئة والري والنقل ورئيس اتحاد غرف التجارة السورية ومحافظا دمشق وريف دمشق وعدد من معاوني الوزراء والمديرين العامين ورجال الاعمال والفعاليات الاقتصادية كما حضر التوقيع السفير الايراني بدمشق محمد حسن اختري.

حامد حوران

المصدر: البعث