محاولة اغتيال صالح دُبِّرت من داخل نظامه والتظاهرات اليمنية تفرز صنعاء مجدداً

11-06-2011

محاولة اغتيال صالح دُبِّرت من داخل نظامه والتظاهرات اليمنية تفرز صنعاء مجدداً

تظاهر معارضون للرئيس اليمني علي عبد الله صالح وموالون له في صنعاء، بعد اسبوع من إصابته بجروح أبعدته حتى اللحظة عن السلطة، في خطوة أعادت لغة الانقسام الى شوارع العاصمة. وفيما تصدّر مطلب «تشكيل مجلس انتقالي» الاعداد لنظام «جديد» بعيدا عن صالح الذي لا يزال يخضع للعلاج في السعودية الساحات المعارضة، احتشد انصار الرئيس تعبيراً عن «الوفاء» له مطالبين بعودته. معارضون لصالح يتظاهرون في صنعاء أمس (رويترز)
وأتت التجمعات المضادة في وقت تنقسم المعارضة اليمنية بشأن مطلب تشكيل مجلس انتقالي في غياب صالح، فيما يصرّ الحزب الحاكم على رفض الفكرة وانتظار عودة الرئيس للبت بخطط المستقبل.
وكانت صحيفة «واشنطن بوست» نقلت في وقت سابق عن الناطق باسم «اللقاء المشترك» (المعارضة البرلمانية) محمد قحطان ان «مطلب اقامة مجلس انتقالي ليس الحل»، مشيرا إلى ضرورة الالتزام بنص المبادرة الخليجية «اذ ان السياسة هي فن الممكن». في المقابل، ذكرت الصحيفة نقلا عن قيادي في حزب المؤتمر الحاكم ان مطلب الشباب بتشكيل المجلس مجرد «مزحة سياسية»، مشيرة الى ان موقف واشنطن، هو الاصرار على تطبيق بنود المبادرة والاستفادة من غياب صالح لدعم تولي نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي السلطة.
وفي وقت يسود الغموض حول حالة صالح الصحية اثر عدم ظهوره إعلاميا منذ اكثر من اسبوع، نقلت الصحف الصادرة امس عن نائب وزير الاعلام عبده الجندي قوله «لا يمكن الحديث عن انتقال للسلطة قبل عودة الرئيس»، وذلك ردا
على مطالب المعارضة، فيما قال في مؤتمر صحافي إن الأطباء قالوا إن «صالح تعافى وتجاوز مرحلة الخطر وهو بصحة ممتازة» ونقل إلى جناحه.
كذلك، نفى مصدر يمني مسؤول ما ذكرته صحيفة «القدس العربي» الصادرة في لندن حول انتقال أفراد من أسرة صالح إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، واصفاً ما نشر بأنه «مزاعم كاذبة وافتراءات باطلة لا أساس لها من الصحة». وقال المصدر في بيان نقله المركز الإعلامي لوزارة الدفاع اليمنية «إن أياً من أفراد أسرة الرئيس صالح لم يغادر إلى خارج اليمن سواء كانوا من أبنائه أو من أحفاده أو غيرهم».
في غضون ذلك، اكد مكتب ستراتفور للشؤون الاستخباراتية ان الانفجار الذي استهدف صالح في مسجد القصر الرئاسي كان محاولة اغتيال دبرها على الأرجح أشخاص من داخل نظامه. وتابع ان الانفجار سببه قنبلة وضعت في المسجد وليس قصفاً بقذيفة هاون او صاروخ. وبنى الخبراء الاميركيون استنتاجهم بناء على تحليلهم لصور التقطت لمكان الانفجار من الداخل والخارج وصلتهم الثلاثاء الماضي. وقال نائب رئيس المكتب سكوت ستيوارت «بعدما نظرنا الى هذه الصور عن كثب تمكنا من تحديد ان الانفجار ناجم بالفعل عن عبوة ناسفة وليس عن ذخيرة عسكرية». وتظهر الصور بشكل خاص ان حجارة المسجد دفعها عصف الانفجار الى الخارج اكثر منها الى الداخل وكذلك الامر بالنسبة الى إطارات النوافذ. وتمكن المكتب ايضا من تحديد فجوة صغيرة يحتمل ان تكون مكان العبوة الناسفة، فيما استنتج خبراء المكتب ان القنبلة زرعها اشخاص يلمون بتحركات الرئيس. وبحسب الخبراء فإن طبيعة الحطام تدعو الى الاعتقاد بأن الشحنة الناسفة كانت من الطراز العسكري، مرجحين ان تكون من نوع «تي ان تي» او «سيمتكس».
من جهته، اعتبر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علاء الدين بروجردي أن صالح «مات سياسياً» وإذا ما عاد إلى البلاد سيكون شكلا خارجياً لا قيمة له. ونسبت وكالة أنباء فارس إلى بروجردي قوله إن» الشعب اليمني أظهر جدية حقيقية لأهداف سعى لها قبل الثورة، وإن اليمنيين يدركون أن ثورتهم تصب في خانة الحفاظ على المصالح الوطنية».
في هذه الأثناء، سار عشرات الآلاف فور انتهاء صلاة الجمعة في شارع الستين في صنعاء، بقيادة «شباب الثورة» مرددين هتافات بينها «الشعب يريد نظاماً جديداً» و«الشعب يريد مجلساً رئاسياً انتقالياً». وأدى زعيم تكتل قبائل حاشد الشيخ صادق الاحمر صلاة الجنازة امام نعوش 41 من أنصاره المسلحين الذين لقوا مصرعهم خلال اشتباكات مع قوات الامن حول مقره السكني الاسبوع الماضي في حي الحصبة شمال صنعاء. ولم يلق الشيخ الأحمر، الذي فرض مرافقوه حوله طوقاً أمنياً لمنع الاقتراب منه، كلمة أمام المتظاهرين.
وعلى بعد كيلومترات عدة، تجمع أنصار صالح في ميدان السبعين، وهتف المشاركون بشعارات تؤيده ولوحوا بلافتات وملصقات تحمل صوره مطالبين بعودته الى البلاد.
وفي محافظة أبين الجنوبية، اعلنت مصادر امنية مقتل ثلاثة من افراد عائلة احد عناصر تنظيم «القاعدة» خلال قصف جوي استهدفهم. وقال مسؤول محلي ان «والد ووالدة وشقيقة عنصر القاعدة نادر الشدادي قتلوا في القصف» الجوي، مضيفاً ان الحادث وقع قرب جعار احدى بلدات ابين حيث تتمتع «القاعدة» بوجود قوي. وسيطر مسلحو التنظيم في 29 أيار الماضي على زنجبار، كبرى مدن المحافظة ولا يزالون يصدون هجمات الجيش.
الى ذلك، أعلن المدير الحالي لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية ليون بانيتا امام مجلس الشيوخ الذي يدرس تثبيته وزيرا للدفاع، انه بالرغم من عدم الاستقرار في اليمن فإن العمليات ضد «القاعدة» متواصلة، مضيفاً «حتى وإن كان الوضع مخيفاً وغامضاً فإننا سنواصل فعلاً عملياتنا» ضد «تنظيم الجهاد في شبه جزيرة العرب».
من جهة اخرى، قالت مصادر أمنية إن خمسة اشخاص بينهم ثلاثة جنود قتلوا خلال هجوم نسبته السلطات المحلية الى مسلحين جنوبيين في محافظة لحج الجنوبية. وأشارت المصادر الى أن «ثلاثة جنود واثنين من المسلحين قتلوا خلال هجوم تلاه اشتباك قرب الحبيلين الواقعة في لحج».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...