طفـل كفيـف يصبـح بطـلاً فـي الجـودو
في الخامسة من عمره فقد الطفل البريطاني كيران كلارك بصره جرّاء آثار جانبية نتجت عن تعاطيه دواء «البنسيلين». وفي سن العاشرة أصبح صاحب بطولات في رياضة الجودو أهمها بطولة «Red Belt Rumble، فضلاً عن بطولات محليّة أخرى.
لم يكن الطفل كلارك يمارس الجودو قبل أن يفقد بصره، لكن عزيمته القوية مكّنته في غضون خمس سنوات فقط من التــــدريب أن يقدم أمثولة جديدة عن الإبداع الذي يولد من رحم المعاناة.
يتفرّغ كيران، الذي أتم دراسته في الصف السادس ابتدائي مؤخرا، من أجل التدريب الشاق، أملا في الحصول على الحزام البرتقالي والتأهل للمنافسة الدولية في تموز المقبل من خلال نادي «كريستال بالاس».
ويؤكد كيران، الملقب بـ «الغضب الأعمى»، أن قدرته على التركيز هي مفتاح النجاح الذي مكّنه من التغلب على كل منافسيه في المسابقات الوطنية، فهو يأخذ وقته كاملا في الانتظار والتركيز بشدة قبل القيام بأي حركة، وهذا ما جعله يتألق في هذه الرياضة.
ولكيران فلسفة خاصة يبهر بها من حوله أثناء الكلام عن إصابته إذ يقول «شعرت بألم شديد، لكن لم أكن قلقا بشأن فقدان بصري، بعض الناس كانوا يسألونني هل تريد أن تصبح أعمى فيكون ردي نعم أريد ذلك حتى لا أرى الأشياء البغيضة والمؤلمة التي تحدث في هذا العالم». ويضيف «لقد أحببت هذا المناخ الرياضي، وعندما كنت أشعر بالضيق أثناء تواجدي في المنزل كنت أذهب على الفور لممارسة لعبة الجودو حتى أتغلب على هذا الإحباط».
ولا ينسى كيران الحديث عن «مصدر إلهامه» إيان روز، بطــل العالم السابق في الجودو وصاحب الميدالية الفضية في البطـــولة البـــاراليمبية للمعوقين، الذي شجعه على ممارسة هـــذه الرياضة في نادي «ويكهــام» قبل أن ينتـــقل للعيش في ايليسبيري في شمال بريطانيا.
أما والدته ديبي كلارك فتقول «قبل خمس سنوات أصيب كيران بتقرحات على الجلد والفم منعته من التحدث لأسابيع نتيجة تعرضه لتأثيرات جانبية خطيرة للبنسيلين، المعروفة طبيا باسم متلازمة ستيفنز جونسون، وأعقب ذلك فقدانه للأظافر والرموش، حتى انتهى الأمر بفقدانه البصر بشكل كامل».
وتضيف ديبي «ما أدهشني حقا، وأدهش الممرضات في المستشفى التي تلقى فيها العلاج، هو تأكيده الدائم علــــى أنه لا يكترث لهذا المرض، لكنني أعتقد أن القتال هو طريقــته للتغلب على الإحباط الذي يدعي دائما أنه لا يشعر به».
ثم تردف بفخر «كيران يقول لي دائما إنه يأخذ كل شيء على محمل الجد، وما يقلقني عند متابعته في المسابقات ليس سلامته الشخصية بل سلامة من يقاتلهم».
(عن «ديلي مايل»)
إضافة تعليق جديد