دمشق: تاريخها في شوارعها
في سوريا آثار هوية تفتقدها بيروت. سيراً على الأقدام أو في جولة سيارة، ترمق دمشق زائرها بنظرة الانتماء: عربية اصيلة تحتفظ بذكريات الابطال ومعارك التحرير، عيدها الاول عيد الجلاء، وساحتها الأكبر ساحة الامويين. تشرب بيرة إسمها «بردى» وتحج في الزمن الذي لا تزال آثاره واقفة وسط العواصف. تغار العين البيروتية العابرة في شوارع دمشق القديمة. لو أن بيروت احتفظت بثوب زمانها! تؤلمها سوليدير إذ تمر تحت باب شرقي او باب السلام أو القوس الروماني في الشام العتيقة.
ما تفتقده عين زائر بيروت من تراث لوقفات العز، يتناثر فوق لافتات شوارع الشام. هنا شارع ميسلون وهناك شارع أبو العلاء المعري وخلفه ساحة العباسيين وبقربه جادة الشرف الاعلى. هنا في دمشق، للصحافي الشهيد الاول شارع، وللقيادات المقاومة البطلة ساحات: سلطان باشا الاطرش، ويوسف العظمة والتغلبي وعلي الأرمنازي وكثر كثر. ساحة للعباسيين، وشارع باسم بغداد وملعب لذكرى جلاء الفرنسيين. اما بيروتنا، فتنام في بعض شوارعها على اسماء ضباط استعمارها الفرنسي: شارع لغورو في الجميزة، وشارع لسبيرز قرب الصنائع وشارع لكاترو وشارع لكليمنصو في قلب رأس بيروت. ينقصنا شارع بلفور او سايكس بيكو لتكتمل خريطة المحتل فوق اسماء شوارعنا!
هنا بعض صور، تتجلى فيها الهوية التي تحتاجها بيروت والتي تزخر بها مفارق دمشق. لافتات بأسماء الشوارع التي تروي بعض حكاية سوريا وتاريخها.
غدي فرنسيس
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد