ارتفاع في أسعار الأعلاف وانخفاض الفروج والبيض والحديد

بدأ العالم يستعد لفصل جديد من المصاعب والأزمات فقد دقت ناقوس الخطر الجديد وزارة الزراعة الأمريكية وشاركتها في ذلك منظمة الأغذية والزراعة الدولية الفاو إذ أشار آخر تقرير لوزارة الزراعة الأمريكية أن مخزونات الحبوب في الولايات المتحدة وصلت إلى أدنى مستوى لها ذرة- قمح- فول صويا. وقد أدى الإعلان الحكومي الأمريكي عن نقص مخزونات الحبوب إلى رفع الأسعار في سوق الحبوب الأمريكية على الفور. وفي الوقت نفسه حذر المسؤولون في منظمة الفاو أن العالم قد يواجه أزمة تفوق بآثارها وحدتها وقساوتها ما حصل في العالم 2008 ووفقاً لتقرير الفاو الذي تتبع حال سوق الحبوب الدولية: فإن أسعار المواد الغذائية سترتفع بشكل كبير إذا استمر وتواصل النقص في الإنتاج والمعروض في الأسواق العالمية وقد نبهت منظمة «الفاو» من أن آثار الأزمة المتوقعة ستكون بالغة التأثير على الدول النامية لأن معظم دول العالم الثالث تعتمد في تغذية مواطنيها ومالديها من ثروات حيوانية ودواجن على الحبوب المستوردة التي سيؤدي ارتفاع أسعارها إلى صعوبات وصدمات كبيرة على القطاعات الاقتصادية وزيادة إنفاق الأسرة على الغذاء وبالتالي خفض مستوى المعيشة وارتفاع معدلات الفقر من جديد.

‏ ارتفاع الصويا ‏
ساهمت الأخبار الصادرة عن الولايات المتحدة ومنظمة الفاو حول النقص في مخزونات الحبوب برفع أسعار فول الصويا المادة الغذائية الأساسية وذات الاستخدامات المتعددة في صنع الخبز والأجبان والحلويات وسواها وكذلك في تغذية المواشي والدواجن.. ففي السوق السورية ارتفع سعر الطن بحوالى ألف ليرة سورية. ‏

أما مادتا الذرة والشعير فلم يطرأ على أسعارهما أي ارتفاع خلال الأسبوع الماضي.. لكن يذكر أن نسبة ارتفاع أسعارهما خلال العام الماضي تراوحت بين 25-30% ما زاد في كلف إنتاج البيض والفروج والتسبب في تواصل شكوى مربي الدواجن من ضريبة الضميمة على الأعلاف والمطالبة بإلغائها كما أن الجفاف وقلة أمطار الموسم الحالي أصبحت سبباً إضافياً يعزز المطالبة بإلغاء ضريبة الضميمة. ‏

وفي هذا الإطار ذكر مربو الدواجن أن ارتفاع أسعار الأعلاف جعلهم يتحولون إلى الخسارة حالياً فكلفة إنتاج صحن البيض تقدر بـ 120 ليرة يبيعه المربي بـ 100 ليرة كما أن المربين يواجهون منافسة كبيرة في السوق العراقية. ‏

وقد أدت الأوضاع الحالية للمربين التي تتميز بتواصل ارتفاع أسعار الأعلاف إلى لجوء الكثير من المربين إلى خفض حجم القطيع لديهم إن كان بالنسبة لتربية الدجاج البياض أو الفروج ونتيجة لهذا الواقع وكذلك ضعف تصريف المنتج بسبب الركود فقد انخفضت أسعار صوص الفروج إلى 20-25 ليرة بينما كانت قبل شهر حوالى 40 ليرة أما صوص البياض فقد هبط سعره إلى عشر ليرات. ‏

الألبسة ‏
زاد خلال الأسبوع الماضي عدد محلات الألبسة التي أعلنت عن بدء موسم التنزيلات بشكل حقيقي ولموديلات الموسم الشتوي وتجاوزت نسبة التنزيلات الـ 50 % ويعزى السبب أيضاً إلى ضعف القوة الشرائية للمستهلكين كما أن صناعة الألبسة الوطنية تواجه منافسة حادة من مثيلاتها المستوردة لجهة السعر والجودة... لكن يتوقع أن تشهد صناعة الألبسة المحلية والصناعة الوطنية بشكل عام انتعاشاً كبيراً وقدرة جيدة على المنافسة محلياً وخارجياً بعد نية الحكومة في إنشاء صندوق دعم الصناعة وإلغاء الرسوم على المواد الداخلة في الصناعة الوطنية ومنها الرسم الجمركي والقنصلي وغيرها.. ‏

العقارات ‏
ينتظر الجميع تلمس الآثار الإيجابية لانتعاش سوق العقارات وذلك من خلال ازدياد معدلات الطلب على الأراضي والمحلات التجارية والشقق التي على الهيكل أو الجاهزة... لكن في الوقت نفسه يفترض أن نشير إلى أن حركة البناء والتشييد لا تزال في أدنى مستوياتها ولعل انخفاض أسعار الاسمنت المستورد والمصنع محلياً وانتفاء السوق السوداء للمادة أكبر مؤشر على ذلك. ‏

‏ انتعاش جديد ‏
يتوقع المتابعون لواقع الأسواق أنه مع بداية شباط القادم ستشهد الأسواق زيادة كبيرة في معدلات التداول ومرد ذلك إلى بدء صرف صندوق المساعدة الاجتماعية لمبالغ مالية كبيرة تم تخصيصها لـ 415 ألف أسرة وسيبلغ إجمالي ما سينفقه الصندوق حتى نهاية العام الحالي بحدود 12 مليار ليرة أي مليار ليرة شهرياً. ‏

وستمنح كل أسرة وفقاً للشرائح ما بين 3500ليرة إلى 500 ليرة شهرياً تبعاً لحالة الأسرة واحتياجاتها والأسس التي تم تحديدها خلال عمليات البحث الاجتماعي. ‏

أخيراً يمكن الإشارة إلى أن انخفاض أسعار الذهب في السوق العالمية يمكن أن يكون عاملاً مساعداً في مزيد من الانتعاش للاقتصاد العالمي... ‏

فقد بلغ سعر الأونصة في البورصات العالمية يوم أمس 1342 دولاراً وبيع غرام الذهب عيار 21 في السوق السورية بـ 1785 وصرف الدولار بـ 46.80 ‏

واليورو بـ62.75 ‏

محمد الرفاعي

المصدر: تشرين