إيران تستبق المحادثات بكشف نووي
أعلن رئيس البرنامج النووي الإيراني علي أكبر صالحي أن إيران أنتجت أول دفعة من مسحوق اليورانيوم المكثف أو ما يسمى الكعكة الصفراء، وذلك قبل يوم من بدء جولة جديدة من المحادثات مع الدول الغربية الكبرى في جنيف.
وقال صالحي في مؤتمر صحافي نقله التلفزيون الإيراني مباشرة إن "الغربيين كانوا يأملون حصول مشاكل لدى إيران فيما يتعلق بالتزود بهذه المادة الأولية، لكننا تلقينا اليوم الدفعة الأولى من الكعكة الصفراء من منجم غاشين القريب من بندر عباس جنوب البلاد".
وقال التلفزيون الإيراني إن خبراء إيرانيين سيستخدمون اليوم مسحوق مركزات اليورانيوم المنتج بالبلاد في محطة أصفهان، التي كانت في السابق تستخدم مسحوقا اشترته من جنوب أفريقيا في السبعينيات من القرن الماضي.
وتستخدم الكعكة الصفراء، أو مسحوق اليورانيوم المكثف، لإنتاج الغاز السداسي فلور اليورانيوم، الذي يضخ بعد ذلك في أجهزة الطرد المركزي لإنتاج اليورانيوم المخصب.
وتتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون إيران بالسعي لامتلاك سلاح نووي، غير أن إيران تنفي هذه التهمة وتقول إن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية منها إنتاج الطاقة الكهربائية.
وفي السياق ذاته دعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد دول مجموعة 5+1، المكونة من ألمانيا والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين) إلى "الاستفادة بشكل جيد" من جولة المحادثات التي ستعقد في جنيف.
وقال أحمدي نجاد "من صالحهم أن يقبلوا بإيران النووية لأنهم إذا لم يفعلوا سيفرضون على أنفسهم العزلة في العالم"، مضيفا "إذا أردتم التفاوض من موقع العداء فإن الشعب يعرف كيف سيرد عليكم، وإذا أردتم التفاوض من موقع الصداقة فيجب في البداية أن تهيئوا الظروف لذلك".
واعتبر أن إعلان طهران بشأن تخصيب اليورانيوم، والذي وقعته كل من إيران وتركيا والبرازيل يوم 17 مايو/أيار الماضي، ركيزة جيدة للتعاون والمفاوضات.
وطبقا لهذا الإعلان، وافقت إيران على إيداع 1200 كيلوغرام من اليورانيوم المنخفض التخصيب لدى تركيا، على أن تبقى هذه الكمية ملكا لإيران، مقابل أن تسلمها الدول الغربية 120 كيلوغراما من الوقود النووي الذي تحتاجه لتشغيل مفاعل طهران للأبحاث.
وحسب الاتفاق نفسه، يمكن لإيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية وضع مراقبين لمراقبة حسن الحفاظ على اليورانيوم المنخفض التخصيب.
ومن جهته قال كبير المفاوضين في الملف النووي الإيراني سعيد جليلي للتلفزيون الرسمي اليوم إن بلاده لن تقدم أي تنازلات تتعلق بما أسماها "حقوقها النووية"، غير أنه أبدى استعداد طهران للتعاون مع القوى العالمية لمواجهة التحديات السياسية العالمية.
وانتقد جليلي مجموعة التفاوض مع بلاده قائلا إنها "اتبعت الطريق الخاطئ" مع إيران بعد الاجتماع المشترك الذي عقد في أكتوبر/تشرين الأول 2009 بجنيف، في إشارة إلى العقوبات الاقتصادية المفروضة على بلاده.
وأكد أن تلك العقوبات فشلت في تحقيق النتائج التي كانت مرجوة منها، ودعا الدول الغربية إلى وقف الضغوط على بلاده والتخلي عن "المعايير المزدوجة"، حيث تفرض عقوبات وفي الوقت نفسه تبذل الجهود للانخراط في المفاوضات.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد