اشتباك بين الصحة والاقتصاد على علب الأدوية المستوردة
رفضت وزارة الصحة تعليمات الاقتصاد حول قواعد الاستيراد التي تنص على أن يسجل على المادة المستوردة اسم المستورد الذي تم الاستيراد لمصلحته.
وترفض وزارة الصحة امتثال موردي الأدوية لتعليمات الاقتصاد بشأن المستوردات التي تصل إلى البلاد بشكل نظامي في محاولة من وزارة الاقتصاد لوضع معايير لجميع المستوردين تتطابق مع أنظمة التجارة العالمية بشأن تحديد المصنع وكل مكونات الإفصاح والبيان على السلعة وتحديد الطرف الذي يستورد السلعة أياً كان فإن وزارة الصحة رفضت ذلك في كتابها للاقتصاد في 28– 9 مطالبة وزارة الاقتصاد بأن يتم ختم الدواء في مستودعات الأدوية على الأراضي السورية وليس في بلد المنشأ.
محللون اقتصاديون يرون أن ختم الدواء في بلد المنشأ وضع اسم المستورد له سيضمن إمكانية كشف أي تزوير للدواء ومعرفة من المسؤول عن الدواء وهي طريقة مستخدمة في معظم دول العالم، وكمثال عليها فإن عبوة معجون الأسنان يوضع عليها اسم المستورد في البلد الذي يستورده, كما يرى المحللون أن ختم الدواء في المستودعات على الأراضي السورية سيفتح الباب لتزوير الدواء والصفقات المشبوهة كما هو حاصل الآن إذ تنتشر كميات من الأدوية المهربة من دول الجوار خارج الحد الأدنى من الرقابة على المحتوى وتاريخ الصلاحية.
وزارة الصحة ردت على وزارة الاقتصاد في كتاب لها تؤكد فيه أن وزارة الصحة لا تقبل استيراد أي مستحضر مصنع للجمهورية العربية السورية وإنما تسمح باستيراد المستحضرات ذاتها التي تسوق في بلد المنشأ وبالتالي فإن ختم العبوات في بلد المنشأ يستدعي تخصيص كمية مخصصة لسورية وهو ما لا يمكن قبوله ضمن شروط الاستيراد.
وتخوفت مصادر في وزارة الصحة من أن تخصيص تلك الكمية يمكن أن يؤدي إلى أن تقوم الشركات بإنتاج وتصدير دواء أقل جودة من الدواء الذي يسوق في بلدها.
كما تضمن كتاب الصحة إلى الاقتصاد التأكيد على أن تعاميم عدة صدرت من قبل الوزارة إلى مستودعات الدواء لختم الأدوية والمستحضرات المستوردة بختمها بالعبارة المطلوبة وذلك لضمان مراقبتها والتأكد من دخول تلك المستحضرات بشكل نظامي وكشف أي مستحضر غير نظامي أو مزور, ولكن يمكن ختم المستحضرات في المستودع قبل طرحها في الأسواق ما يسمح بتوريد الدواء المسوق من بلد المصدر وأيضا يضمن الرقابة ومعرفة الجهة المستوردة وذلك بالتعهد بعدم طرح أي مستحضر لم يختم بالعبارة المطلوبة, وأضافت وزارة الصحة إنها تقوم بعد ذلك عن طريق مديرية الرقابة الدوائية ودوائر الرقابة الدوائية في مديريات الصحة في المحافظات بالرقابة العشوائية المستمرة على الصيدليات والمستودعات ويمكن جمع وإتلاف أي عبوة لم يذكر عليها مصدر خصيصاً للجمهورية العربية السورية ولحساب مستودع كذا وبالتالي تتحقق الغاية المطلوبة.
فادي مطلق
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد