العلمانية في مواجهة مظاهر التدين: حظر الحجاب والنقاب مثالاً

04-10-2010

العلمانية في مواجهة مظاهر التدين: حظر الحجاب والنقاب مثالاً

ثلاثة معطيات غير مترابطة في شكل مباشر لكنها تؤشر الى نوع من المواجهة بين تيارات «علمانية» أو ليبرالية وأخرى متدينة تتخذ أيضاً من قيم الليبرالية ركيزة لها في الدفاع عن حقها في حرية اختيار المظهر. وإذ تذرعت فرنسا بالتهديدات الإرهابية التي تتربص بها، وعدم إمكان ضبط الأمن إذا لم يسمح للشرطة بالنظر الى وجه المارة، رأت سورية أن النقاب يحول دون حسن سير العملية التربوية ويعيق الحياة الأكاديمية الطبيعية التي تتطلب تفاعلاً بين المدرّس وطلابه.

أما تركيا التي وقفت بعلمانيتها عقداً كاملاً عند عتبة أوروبا ولم يسمح لها بالدخول، فالتفت حول حزب يعيد اليها شيئاً من هويتها الدينية والثقافية ويأمل شبانها بتقوية عودهم مع الوقت ليغيروا قوانين تحرمهم اليوم من ارتداء الحجاب او التوظيف في منصب حكومي أو غير ذلك. وعند بوابة أخرى لأوروبا، تعتبر محطة ترانزيت للمهاجرين تبدو اليونان الأكثر تقبلاً لمسلميها وتسامحاً مع لباسهم الديني لا لتمسك متشدد بقيم العلمانية وإنما لسبب ديني أيضاً هو الكنيسة الارثوذوكسية نفسها التي ترتدي راهباتها لباساً لا يختلف عن اللباس الشرعي الإسلامي. ويضاف إلى ذلك عنصر آخر هو وجود تيار يساري قوي وعميق الجذور يتعاطف مع المهاجرين وقضاياهم ويحمي حرية اختيارهم لمظهرهم.

لكن الحجاب النقاب لا يؤشران فقط الى منسوب التدين وإنما الى شعور المرأة بالأمن والاستقرار اضافة الى التقاليد الاجتماعية. ففي العراق ارتفعت نسبة المحجبات في شكل ملحوظ بعد الغزو الأميركي فيما خلعت كثيرات غطاء الرأس بعد استتباب الوضع الأمني. فيما العباءة السوداء والنقاب يختلفان في السعودية بحسب المناطق والوضع الاجتماعي للمرأة في وقت ترتفع اصوات تطالب بمنحها حرية الاختيار.

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...