حوافز أميركية للخرطوم لضمان انفصال الجنوب

قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس، إن الباب مفتوح امام السودان لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة إذا تعاونت الخرطوم في إجراء الاستفتاء حول انفصال الجنوب في موعده، فيما عيّنت الأمم المتحدة لجنة مكلفة مراقبة الاستفتاء.
وقال مسؤولون اميركيون ان كلينتون قالت لنائب الرئيس السوداني على عثمان طه في نيويورك، ان الاستفتاء المقرر أن يجرى في التاسع من كانون الثاني بشأن انفصال جنوب السودان، قد يكون فرصة امام حكومة الشمال في الخرطوم لتحسين العلاقات مع واشنطن.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية، فيليب كراولي، للصحافيين بعد اجتماع كلينتون وطه، «نعلم ان كل يوم مهم ولدينا توقعات ان يتخذ الشمال والجنوب خطوات محددة من أجل التعاون»، مضيفا «أوضحت الوزيرة ان الباب امام تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة... سيكون مفتوحا وأن ذلك يتوقف على تعاون الخرطوم».
وقال كراولي إن كلينتون ضغطت على طه لدعم اللجنة الانتخابية في البلاد وتحضير بطاقات الاقتراع وتسجيل الناخبين وجميعها خطوات ضرورية لاجراء الاستفتاء. ووصف كراولي الاجتماع بقوله «كان نائب الرئيس طه مباشرا جدا.. ثمة بعض الامور التي يريد السودان ان يحظى بها في علاقاته المستقبلية مع الولايات المتحدة.» وتابع «اعتقد ان هناك فهما جيدا للغاية للفرص وأيضا للعواقب وأهمية ابداء الخرطوم التزامها. اعتقد ان تركيزنا الآن هو ان نبين للخرطوم انه... اذا عملتم بشكل بناء في الفترة السابقة للاستفتاء... ستكون هناك فرص واضحة متاحة لكم».
ومن المقرر ان يحضر الرئيس الاميركي باراك أوباما اجتماع قمة خاصا بشأن السودان غدا على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة. ويقول مسؤولو الامم المتحدة ان القمة تهدف لإرسال إشارة قوية لشمال السودان وجنوبه بأن العالم ملتزم بمساعدة أكبر دولة افريقية من حيث المساحة لضمان اجراء استفتاء حول الانفصال في موعده، فيما اختار الامين العام للامم المتحدة بان كي مون رئيس تنزانيا السابق بنيامين مكابا ليرأس لجنة مراقبة الاستفتاء في الجنوب وفي منطقة أبيي الغنية بالنفط المتنازع عليها.
ويتخوف المجتمع الدولي من ان يؤدي ارجاء الاستفتاء الى دفع حركة جيش تحرير شعب السودان، المتمردة السابقة، الى اعلان استقلال الجنوب من طرف واحد ما قد يؤدي الى تجدد النزاع بين الطرفين. وقال سفير في الامم المتحدة «لقد خرجت من آخر اجتماع لمجلس الامن حول الوضع (في السودان) وأنا اشعر بالقلق الشديد مما سيحصل».
وقال مسؤولون في الامم المتحدة في مجالسهم الخاصة انهم يتوقعون ان يكون الاستفتاء «فوضويا» وأن «يتم تأخيره» لكن هناك مؤشرات على ان الخرطوم سلمت باحتمال خسارة الجنوب، وأن ايا من الطرفين لا يريد حربا جديدة.

المصدر: وكالات