فرنسا تسعى لاكتساب ثقل إقليمي عبر التوسط بين سوريا وإسرائيل
تسعى فرنسا المحبطة من جراء تهميش الاتحاد الأوروبي في استئناف المسار الإسرائيلي - الفلسطيني الذي احتكرت رعايته الولايات المتحدة، إلى اكتساب ثقل في عملية السلام في الشرق الأوسط عبر التوسط بين سوريا وإسرائيل حول السلام.
وأنهى السفير ورئيس الاستخبارات الفرنسية سابقا جان كلود كوسران جولة شملت إسرائيل وسوريا بعد تعيينه مبعوثا خاصا إلى الشرق الأوسط. وبالنسبة إلى فرنسا ينبغي عدم تناسي الشق الإسرائيلي - السوري بعد استئناف المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وباتت الساحة خالية أمام مبادرة جديدة بعد إخراج تركيا من اللعبة في أعقاب العدوان الإسرائيلي على «أسطول الحرية» بعد أن كانت تؤدي دور الوسيط في المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل، على ما أفيد في باريس.
واعتبر مسؤول فرنسي انه من خلال تلك الوساطة «سنستعيد زمام الحوار المباشر حيث ينبغي معرفة ما إذا كان بإمكاننا إعادة إنشاء مناخ الثقة والمضي قدما». وتقر السلطات الفرنسية بضرورة إجراء الوساطة «بالتشاور التام» مع تركيا والولايات المتحدة اللتين رعتا بشكل شبه حصري الحوار الإسرائيلي الفلسطيني.
ولدى استقباله كوسران، أمس الأول، كرر الرئيس بشار الأسد «أهمية التنسيق مع تركيا في هذا الشأن من اجل البناء على ما تم التوصل إليه في المفاوضات غير المباشرة عبر الوسيط التركي». وبدأت سوريا وإسرائيل في أيار العام 2008 مفاوضات غير مباشرة بوساطة تركيا، انقطعت في أواخر 2008 بعد شن إسرائيل هجومها الدامي على غزة.
واعتبر دوني بوشار، من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، أن «دخول تركيا في مرحلة ما قبل الانتخابات سيحول دون اندفاعها إلى أداء دور مباشر» في استئناف الحوار بين الفرقاء. وأضاف أن الوساطة الفرنسية قد تلقى دفعا نظرا إلى أن «جان كلود كوسران دبلوماسي ذو خبرة في شؤون سوريا والشرق الأوسط».
وتشير السلطات الفرنسية إلى أن ملف الجولان السوري المحتل سبق أن تم «بحثه مطولا». ولم يكن التوصل إلى توافق يحتاج الكثير في هذا الملف عام 2000 حيث إن «العناصر التي يمكن أن تشكل اتفاقا، موجودة».
وتذكر الصحافية دنيز عمون «بالأجواء الايجابية والمرونة» التي تحلى بها السوريون في المفاوضات التي رعاها آنذاك الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون. لكن في تلك الفترة «لم تكن (إسرائيل) تريد السلام» فاقترحت إعادة الجولان من دون بحيرة طبريا.
بالإضافة إلى ذلك، تبدو خدمة كوسران على رأس الاستخبارات الفرنسية بين العامين 2000 و2002 مكسبا لا يستهان به في منطقة تؤدي فيها الاستخبارات دورا رائدا. وأكد مسؤول فرنسي أن «هذا الأمر يؤدي إلى التآلف معه في عدد من دول» المنطقة.
المصدر: أ ف ب
إضافة تعليق جديد