الأمم المتحدة تدعو لمساعدة سورية لمواجهة الجفاف
لفت المقرر الخاص لدى الأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء اوليفيه دشوتر أمس إلى أن سورية تواجه «وضعاً خطيراً» بسبب موجة الجفاف التي تعاني منها منذ أربع سنوات والآثار المترتبة عليها، داعياً إلى اهتمام أكبر من قبل المجتمع الدولي لمواجهة هذا الوضع.
وأوضح دشوتر خلال مؤتمر صحافي عقده في ختام زيارة يقوم بها لسورية أن الخسائر الناجمة عن الجفاف كانت قاسية «طالت 1.3 مليون يقطن 95 في المئة منهم في المنطقة الشمالية الشرقية من البلاد» التي قام بزيارتها.
وكشف أن «الرعاة الرحل كانوا أكثر الناس تضرراً، إذ فقدوا نحو 80 إلى 85 في المئة من مواشيهم»، مشيراً إلى أن سورية «استطاعت دعم قطاعها الزراعي كي تحقق الاكتفاء الذاتي ودعم بعض المنتجات الغذائية إلا أن فعالية هذا النظام لم تكن متساوية في جميع المناطق». وتسبب الجفاف في تراجع مخزون المياه والإنتاج الزراعي وتسريع وتيرة حركة النزوح من الأرياف.
وأشار بيان وُزع على الصحافيين إلى أن «عائلات كثيرة هاجرت إلى المناطق الحضرية نتيجة التغيير المناخي على أمل الحصول على وظائف موسمية أو دائمة». واضاف أن «التقديرات المتداولة تتحدث عن هجرة 29 إلى 30 ألف عائلة في العام 2009، وان الأعداد في العام 2010 قد تكون أعلى من ذلك أي ما يقارب 50 ألف عائلة».
وقال دشوتر إن «الامم المتحدة قدرت في العام 2004 وجود مليوني نسمة في سورية في فقر مدقع ويعانون من انعدام الأمن الغذائي لكن هذا العدد ازداد خلال السنوات الست الماضية ليراوح ما بين 2 و3 ملايين نسمة».
ويزور دشوتر سورية بدعوة من وزارة الخارجية السورية «للمساعدة في تحديد التدابير المتعلقة بحقوق الإنسان لتحقيق الأمن الغذائي»، بحسب بيان صادر عن المفوضية السامية لحقوق الإنسان.
وتأتي أهمية زيارة دشوتر كونها أول مهمة يقوم بها شخص مستقل تم تعيينه من قبل مجلس حقوق الإنسان كمقرر خاص مسؤول عن الحق في الغذاء إلى سورية، وهذا «مؤشر مشجع للانفتاح والشفافية للتعاون الذي تقيمه سورية مع مجلس حقوق الانسان»، بحسب دشوتر.
واعتبر دشوتر أن تجاوب المجتمع الدولي مع الجفاف «كان متدنياً بدرجة غير مقبولة»، لافتاً إلى ضرورة التنسيق بين الوكالات وتوفير «موارد تحت تصرف الهيئات التي تجابه حاجات إنسانية تسمح لها باستخدامها على وجه السرعة في مواجهة الأزمات». وأضاف: «اننا نواجه وضعاً خطيراً لم يحظ بالاهتمام الكامل من قبل المجتمع الدولي والإعلام». واقترح «إصلاح مؤتمر المساعدة الإنسانية وضرورة تحويل المساعدات الغذائية من أساسها الحالي الكامن في رغبة المانحين إلى أساس جديد يعتمد على الحاجات».
المصدر: أ ف ب
التعليقات
نتمنى من
إضافة تعليق جديد