سحور دمشقي للحريري
تفاقمت تداعيات أحداث برج أبي حيدر في لبنان تحت وطأة الاستثمار المتعدد الأوجه، وتحول الإشكال الامني الموضعي الى أزمة سياسية حادة، تبدو مفتوحة على مزيد من التصعيد في الأيام المقبلة، إذا لم يتم تداركها. ولعله سيكون من المفيد في هذا المجال انتظار نتائج الزيارة التي قام بها الرئيس سعد الحريري الى دمشق ليل أمس تلبية لدعوة الرئيس بشار الأسد الى مأدبة سحور، وأجرى معه مباحثات كان الوضع الداخلي اللبناني المتوتر أحد أبرز مواضيعها.
وقد تجلت أبرز مظاهر تطور الأزمة بتصدع العلاقة بين الرئيس الحريري وحزب الله الذي شن أمس هجوما عنيفا على رئيس الحكومة اللبنانية، «بعدما طفح الكيل، ولم يعد بالإمكان السكوت على الحملة المنظمة التي ترمي إلى إثارة الفتنة واستهداف سلاح المقاومة»، كما قالت أوساط الحزب.
وقالت مصادر أن قرار حزب الله بشن هجوم مضاد على رئيس الحكومة سعد الحريري ليس ارتجاليا، وستكون له تتمة خلال الايام القليلة المقبلة، إذا لم يبادر رئيس الحكومة الى تصويب مواقفه، فيما شدد الحريري أمس على أن القانون فوق الجميع وأن الدولة هي المسؤولة، من دون سواها، عن إدارة الشأن العام، رافضا أي شكل من أشكال العبث بأمن البلد وسلامة المواطنين، ومن أي جهة أتى.
ومن المرجح أن ينعكس التوتر السياسي على الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء، في حال لم يتم تطويقه، وسط اتجاه لدى حزب الله للانتقال من حالة الدفاع الى حالة الهجوم داخل الحكومة بعدما شعر أن حرصه على الاحتواء والتهدئة والذي عبر عنه وزيرا الحزب في الجلسة الماضية لم يلق الصدى المطلوب.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد