التلوث في الساحل السوري: لاتوجد عينة من مياه سطحية إلا وفيها بكتيريا
كي لا تبقى الدراسات والمسوح عبارة عن أوراق أو ملفات منسية في الحواسيب، ولأن النتائج ربما تفيد صاحب القرار الذي اعتاد على الارتجال والابتعاد عن الدقة، فإننا سنطرح دراسة لمشكلة ربما معطياتها كبيرة ولكن بوادر الاستفادة منها قليلة جداً..
وقد يكون للنتائج الجوبيئية والجيوهندسية أقلها ذكراً في الاستفادة العملية، رغم أهميتها وقدرتها على لحظ الكثير من السلبيات قبل أن تظهر للعيان، وفي فترة إمكانية تلافي المشكلة، واتخاذ القرار المناسب.
ولكن ربما بالمنطق العام اعتدنا وقوع المشكلة والبقاء عليها سنوات وسنوات، إلى حين أن يأتي الحل الذي بدوره قد يأتي ناقصاً أو مبتوراً أو غير مناسب، لتضيف عليها الجهة المسؤولة سنوات وسنوات، إلى حين الفرج، مع الإشارة إلى أن هذا الحل بالتأكيد سيكون أكثر كلفة وأكثر صعوبة منه في حال كشف ومعالجة المشكلة مسبقاً..
علم الجيوبيئية..
علم جيولوجيا البيئة هو من العلوم المستحدثة وفق ما أكد جمال الدين الديري مدير المؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية، والذي برزت الحاجة له لربط القضايا البيئية بعلوم الجيولوجيا، ولاسيما منها فرع الجيولوجيا الهندسية، حيث أصبح مهماً تحديد كيفية تفاعل البشر مع البيئة الجيولوجية في المحيط الحيوي ودراسة المخاطر الجيولوجية في الغلاف الصخري وكذلك الغلاف المائي، وإلى حد ما في الغلاف الجوي.
وأشار الديري إلى أن الأبحاث الجيوبيئية توجهت للعناية بإمدادات المياه السطحية منها والجوفية، ولتحديد كيفية استثمار الموارد الطبيعية والمعدنية، وللحظ وسائل درء مخاطر الفيضانات والزلازل، وتعميق دراسات النشاطات البركانية والتخفيف من مخاطرها، إضافة لضبط معايير البيئة النظيفة وكيفية التخلص من النفايات، وتسهيل تنفيذ الخطط التنموية..
لافتاً إلى أن ترابطه مع علم الجيولوجيا الهندسية يؤدي لتنظيم العلاقة بين المنشآت الهندسية والقشرة الأرضية كلازمة لإنشاء السدود والأنفاق وسائر المنشآت الحيوية ومعالجة الانزلاقات، ويبحث في توفر الحماية لشواطئ البحار ومصادر المياه ودرء مخاطر الفيضانات والحد من آثار البراكين، بحيث يعمل على تهيئة المواقع المناسبة لحياة السكان ولإقامة المنشآت الاقتصادية الحيوية.
المهندس الجيولوجي في المؤسسة العامة للجيولوجيا باسل الخطيب أشار إلى أنه لا يوجد أي تفاعل جماهيري أو رسمي مع هذا العلم ودراساته، علماً أن الأخيرة يمكن أن تقدم معلومات أساسية لكافة الجهات الرسمية تكون كالبوصلة، ولكن لا تفاعل مع الجيولوجيا بالمطلق..
فدراسته تتناول رصد مصادر التلوث في السلسلة الساحلية من خلال معطيات المسح الجيوبيئي وتأثيراتها على المياه الجوفية.. بحيث يشير لمصادر تلوث المياه الجوفية من خلال مسح علمي دقيق.. لافتاً إلى أن هذا العلم حديث بالقطر وبدأ تطبيقه في محافظة طرطوس..
وبأن التلوث أغلبه من النشاط البشري الذي لا يجب توقيفه وإنما إدارته بشكل صحيح وطريقة التخلص من نواتجه..
تلوث المياه سطحية..جوفية..تلوث كيميائي
التلوث ناتج عن المواد الكيماوية وهو من أشد أنواع التلوث الذي أصاب المياه في المناطق المدروسة في عدة أشكال.. ويشير الدارس باسل الخطيب إلى أن التلوث الكيميائي ينعكس بعد فترة معينة أي بعد تراكمه في جسم الإنسان ليصيبه بأمراض معينة أقلها السرطان..
أسمدة زراعية..
هنا أكد الخطيب أن الساحل حيث الزراعة الكثيفة المياه ملوثة بالمطلق ولا جدل بذلك، ولا يمكن أن تستخدم كمياه للشرب مطلقاً نتيجة تلوثها بالأسمدة العضوية والكيماوية..
فوفق الدراسة التلوث الأبرز والأكثر انتشاراً هو التلوث الناتج عن الاستعمال المفرط وغير المنظم للأسمدة الزراعية في طرطوس، حيث تتواجد مركبات الآزوت بكميات قليلة جداً، وهو أحد المؤشرات الأهم والأساسي للتلوث، إضافة إلى دخول الأسمدة إلى المياه الجوفية من خلال رشح الأمطار والري اللذين يجرفان معهما المواد غير المحللة إلى الأسفل باتجاه خزانات المياه الجوفية المتنوعة، لاسيما أن المستوى الحر لمنسوب المياه في أغلب توضعات الرقع المدروسة هو قريب من السطح بشكل عام بالأخص المناطق السهلية (السهل الساحلي في رقع بانياس وطرطوس وسهول عكار وزاهد والدكيكة إضافة للاذقية وجبلة).
وتقول الدراسة أنه من خلال الملاحظات الحقلية والميدانية لوحظ أن المياه الجوفية حيث تنتشر البيوت البلاستيكية ملوثة بشكل مطلق وكامل بسبب الأسمدة المستعملة (سواء كانت أسمدة كيميائية أو عضوية أو مخلفات حيوانية)، ويلاحظ هذا على طول مساحة السهل الساحلي في كل الرقع وسهل عكار وسهول زاهد والدكيكة، لذا ينصح بعدم استعمال المياه المستخرجة من التوضعات السابقة للشرب مطلقاً..
وينوه الخطيب أن التلوث أصاب بشاردة النترات الفوسفات والنتريت الناتج عن الأسمدة المياه القريبة من السطح بشكل أساسي ولم يتعداها إلى المياه العميقة، ولكن إقامة بعض المنشآت المائية (السدود إجمالاً في محافظتي طرطوس واللاذقية وسد الأبرش تحديداً) رفع من منسوب المياه الجوفية فأدى لاختلاطها وامتزاجها مع المياه السطحية الملوثة مما أصابها بالتلوث..
كما يتعداه إلى أعماق أكبر إذا أخذنا في الاعتبار النفوذية العالية لهذه التشكيلات نتيجة تشققها الكبير بفعل العوامل التكتونية أو نتيجة عمليات الكرستة..
النفايات الصلبة..
أحد أشكال تلوث المياه كيميائي هو التلوث بالنترات والنتريت الناتج عن النفايات الصلبة من مكبات القمامة، والتي هي عبارة عن حفر طبيعية (كارست سطحي أو تكهفات كارستية مفتوحة من الأعلى) أو أن هذه المكبات تقع فوق صخور مشققة كثيراً ومخلعة بشدة، وبالتالي نفوذة بشكل كبير، أضف لذلك أن أغلب هذه الحفر متصلة بطريقة أو بأخرى بشبكة الجريان الجوفي للمياه ضمن الأقنية الكارستية ما يساهم في وصول الملوثات الناتجة عن تفسخ وتخمر القمامة بأشكالها المختلفة بعد غسلها بالأمطار إلى المياه الجوفية بسرعة أكبر.
وهنا يشير الخطيب إلى أننا حولنا إيجابية مياه الأمطار إلى حالة سلبية من خلال غسل النفايات ونفوذها من خلال الصخور النفوذة إلى المياه الجوفية، وتلوث الأخيرة..
معاصر الزيتون..
وهنا التلوث بالنتريت والفوسفات الناتجة عن مخلفات معاصر الزيتون (مياه الجفت) وهذا التلوث شديد الخطورة لسببين، أولهما توافق عمل معاصر الزيتون المنتشرة في الرقعة مع بدايات موسم هطول الأمطار، ما يجعل الملوثات الناتجة عن فضلات هذه المعاصر تتسرب إلى الطبقات الجوفية بسرعة، وخاصة في مثل الظروف الجيولوجية للمناطق المدروسة (انتشار الكارست والصخور المشققة والمجواة بشدة).
أما السبب الثاني يعود لطبيعة هذه الفضلات، فالمواد الزيتية تشكل طبقة عازلة حول الفضلات والمخلفات الأخرى، هذه الطبقة تمنع تنقية المياه الحاملة لهذه الملوثات من قبل الصخور التي تخترقها في طريقها نحو المياه الجوفية، كما أن التلوث يؤدي إلى تكوين طبقة رقيقة عازلة فوق سطح المياه السطحية تمنع اختراق الأوكسجين وثاني أكسيد الكربون، والضوء إلى الماء ما يؤدي إلى تخريب الدورة البيئية في المسطحات المائية.
الصرف الصحي..
لهذا النوع من التلوث والتي تعتبر شاردة الأمونيا دلالته الأساسية، تعتبر الملوثات الكيميائية الناتجة عن الصرف الصحي أخطر أنواع الملوثات الكيميائية بطرطوس وأكثرها انتشاراً في المناطق المدروسة، وقد لوحظت في الكثير من مواقع المنطقة.
ويؤكد الخطيب إذا حلت مشكلة الصرف الصحي حلت معها مشاكل وملوثات كبيرة، فالمصبات تتجه نحو الينابيع والأنهار والمسيلات وهي أضعف نقاط القشرة الأرضية أي تتجه مباشرة نحو المياه الجوفية.. في الوقت الذي لا يشرف أحداً على تنفيذ الجور الفنية التي غالباً لا تكون كتيمة..
المعادن الثقيلة..
التلوث بالمعادن الثقيلة ناتج أساساً عن النفايات الصلبة في مكبات القمامة، وتعتبر هذه الملوثات من أكثر الملوثات الكيميائية خطورة على صحة الإنسان، وتتميز باستمرارها فترة طويلة الأمد في الوسط المائي، إضافة لذلك فإن عملية الحرق الجزئية للقمامة تسبب تلوث الهواء بالغازات السامة وتؤدي لتطاير بعض المعادن الثقيلة كالرصاص، الذي ينتقل مع التيارات الهوائية ثم يستقر على سطح الأرض والمسطحات المائية ومن ثم ينتقل إلى المياه الجوفية، حيث يطلق الدارس على الحرق الجزئي «غباء»..
وفي طرطوس تتوزع المكبات في جميع البلديات، وعلى جبال قريبة جداً من السكن ومن الناس..
تلوث المياه الجوفية..تلوث جرثومي..
تعتبر أشد أنواع التلوث خطورة لما لها من تأثيرات سلبية جداً على صحة الإنسان، ويحدث التلوث الجرثومي للمياه بفعل أنواع الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض مثل البكتيريا والفيروسات والطحالب أو بفعل الكائنات الحية المائية النباتية والحيوانية التي تتواجد بالمياه، وتشير الدراسة إلى أن هذا التلوث يتحدد بتواجد نسب قليلة جداً، والتي تبين وجود مجموعة الكولوفورم التي تنتج عن أي عملية تخمر (مزابل، بقايا حيوانية أو بشرية، جيف، نباتات، مياه آسنة)، حيث تتواجد هذه البكتيريا في الأغلبية العظمى للعينات المأخوذة من أعماق كبيرة، وهنا مكمن الخطورة الكبيرة جداً.
ويشير الخطيب إلى أن مؤسسة المياه تسمح بتواجد 10 عصيات في /100/ملل، علماً أنه لا يصح ذلك أبداً..
كما تبين – وفق ما أشار الدارس- إلى تواجد الإيشيريشياكولي وهي تنتج أساساً من الصرف الصحي وتصيب المياه السطحية بالتلوث، علماً أنه لا توجد عينة تقريباً من مياه سطحية إلا وتوجد فيها هذه البكتيريا..
ويلفت النظر هنا الدارس إلى أن الإيشيريشياكولي ممنوع تواجدها بالمطلق في المياه وضررها هائل، وخاصة على الأجسام قليلة المناعة (الأطفال، الحوامل، المرضى).
المقترحات..
وضعت الدراسة مجموعة من المقترحات والحلول، قد يساعد تطبيقها في إسعاف ما يمكن إسعافه بمحافظة طرطوس..
- نقترح إنجاز خارطة جيوبيئية – طبية، تربط هذه الخارطة بين توزع الأمراض من حيث النوع والانتشار والخطورة، وما بين نوعية المياه والملوثات المؤثرة عليها، بغية التعرف بشكل دقيق وعملي وقريب على أبعاد مشكلة التلوث وتأثيراتها الآنية أو المستقبلية.
بحيث تنجز هذه الخارطة بالتعاون مع المحافظة والتنسيق مع الجهات المختصة لتكون التجربة الأولى من نوعها بالقطر، علها تكون ذات فائدة في معالجة المشكلات والتخطيط المستقبلي، ليصار إلى تعميمها..
وهنا يؤكد الخطيب للثورة قائلاً: لو تتعاون المحافظة وجهات أخرى وتنجز الخارطة، فسيكون عملاً عظيماً بحق المحافظة، كونها خارطة تفيد في تحديد أسباب الأمراض ومن ثم تفاديها، ولاسيما بوجود كادر ممتاز في فرع جيولوجيا طرطوس أنجز في وقت سابق /10/رقع في المحافظة تتضمن /50/خريطة وحوالي /40/تقريراً، إضافة لأرشيف رائع عن المحافظة، ولكن كلها في الأدراج.
- إجراء دراسة مسبقة لتحديد قابلية المستويات والطبقات المائية في المنطقة للتلوث، وقد توصلت الدراسة من خلال عملها الطويل وتراكم الخبرات التي تم تحصيلها خلال فترة العمل إلى وضع طريقة أو آلية دراسية علمية لبحث قابلية المستويات والطبقات المائية للتلوث وتحديد آلية تطورها، ويبين الدارس أن هذه الطريقة تفيد في وضع تصور مسبق لأكثر الأماكن قابلية للتلوث وعن آلية تطور هذا التلوث في حال كان موجوداً، وبالتالي يفيد في وضع الاستراتيجيات المستقبلية لتحديد مناطق التوسع العمراني والزراعي والصناعي والخدمي.
ويعود الفضل في استنباط هذه الطريقة واستنتاجها إلى المؤسسة العامة للجيولوجيا والقائمين على المشروع وبشكل خاص إلى عناصر فرع المؤسسة في طرطوس الذين عملوا فترة لا بأس بها في هذا المجال، ويبين الدارس أن المؤسسة مستعدة أو كفرع لتنفيذ الدراسة العلمية لصالح أي جهة وبالتعاون مع الجهات المختصة..
واستغرب الجيولوجي الخطيب عدم الرجوع إلى المؤسسة بخصوص مواقع السدود والمنشآت، علماً أن الأمر بغاية الأهمية، ويمكن الإشارة اليوم إلى سدود تم لفت النظر إلى مواقعها ولم يستجب أحد لهم.. مؤكداً أنه العلم الوحيد الذي يمكن أن يحدد نوعية المنشأة والدراسة المسبقة لأي منطقة..
- إجراء دراسات لوضع نطاقات حماية حول الينابيع المستثمرة للشرب والري من قبل الأهالي في القرى أو حول الآبار المحفورة من قبل الدولة للشرب لمنع وصول كافة أشكال الملوثات إلى مياه هذه الينابيع والآبار..
وهنا توصلت المؤسسة وكفرع إلى طريقة عملية مدروسة لتحديد حرم أو نطاقات حماية أي نبع أو منشأة مائية تأخذ في الاعتبار كل الجوانب، وهذه الطريقة تقسم حرم الحماية إلى عدة نطاقات حماية متمايزة عن بعضها تؤمن من ناحية سلامة الطبقة أو المناطق المغذية أو الداخلة في التغذية، وتؤمن من ناحية أخرى استمرارية النشاط البشري ضمن ضوابط وأنظمة محددة في سبيل عدم الإضرار بمصادر عيش السكان قدر الإمكان إنما تنظيمه.
- تحديد مناطق حماية بيئية حول مناطق التغذية الرئيسة للحوامل المائية، وذلك فوق سطوح المرتفعات الواقعة شرقاً.
- إن التلوث الناتج عن مياه الصرف الصحي هو أخطر مصادر التلوث وأكثرها انتشاراً، لذا يعتبر التخلص من هذه المشكلة حل لجزء كبير من التلوث، إذ يشكل التلوث بالصرف الصحي أكثر من 70% من مشكلة التلوث في المناطق المدروسة.
فقد أدى الإضرار بقسم كبير جداً من المصادر المائية المهمة في طرطوس وخروجها من الخدمة (كنبع الحصين)، وهذا التلوث يدفع ثمنه بالدرجة الأولى المواطن، إلى جانب الخسائر الاقتصادية، فقد أصيبت العديد من بحيرات السدود المنشأة لغرض الشرب قبل الزراعة بهذا التلوث (كسدي الصوراني والأبرش)، والأراضي الزراعية والمزروعات التي تروى من مياه هذه البحيرات تضررت وتلوثت بشكل كامل.
ومن هنا يطالب الدارس بتطبيق كافة الإجراءات ولو كانت مكلفة كثيراً لأن عدم حلها سيكلف أكثر بكثير، وهذه الإجراءات –وفق ما أشار- هي تغيير أو ترميم شبكة الصرف الصحي، وألا تكون مصباته في مجاري الأنهار والمسيلات، فقد بينت التحاليل المأخوذة من الأنهار وجود بكتيريا (الإيشيريشياكولي) بكميات كبيرة جداً في (نهر الحصين،نهر قيس، نهر الغمقة، نهر مرقية، نهر الصنوبر، نهر المضيق..)، ولما كانت المجاري والمسيلات والأودية تعتبر نقاط ضعف في القشرة الأرضية بحكم منشأها، ولاسيما إن كان منشأ تكتونياً كحال كثير من أودية المنطقة ( وخاصة في رقع القدموس والقرداحة، وصافيتا)، إضافة لوجود اتصال هيدرولوكي بين مياه هذه الأنهار والمياه الجوفية، كما طالب الدارس بضرورة حل مشكلة الحفر الفنية.
- يجب إيجاد حل لمشكلة مواقع مكبات القمامة، بحيث يجب إلغاء كل المكبات المقامة على صخور متشققة أو نفوذة واختيار مواقع جديدة، وتحقيق الشروط البيئية لتجميع ومعالجة النفايات الصلبة، وإنشاء محطات معالجة للنفايات، والتوقف عن عمليات الحرق الجزئية للنفايات لأنها تسهم في نقل الملوثات الكيميائية والغازات السامة من الحالة الصلبة إلى الحالة الغازية أي زيادة انتشار التلوث.
- ترشيد استخدام الأسمدة الكيميائية والعضوية.
- إلزام جميع الفعاليات الاقتصادية كبيرة أو صغيرة، سياحية أو صناعية أو زراعية، استثمارية أو إنتاجية أو خدمية، التخلص من فضلاتها بطريقة صحيحة لا تضر بالمياه الجوفية.
- إصدار تشريعات تقنن وتحدد طريقة استجرار المياه من المناطق المتاخمة للبحر حتى مسافة 3كم، ووضع ضوابط صارمة لهذا الأمر.
- تفعيل دور البلديات في متابعة عمل المصانع والحد من النفايات الضارة بالمياه.
وبالنهاية يؤكد الجيولوجي الخطيب أن مؤسسة المياه بطرطوس تختار أفضل الموجود من مصادر المياه، والكلور الحل الوحيد الذي تستخدمه، علماً أن ضرره هائل، وبعض الدول منعته، وهو أحد أشكال التلوث الكيميائي الذي يتراكم في الجسد..
تعميم رئاسة مجلس الوزراء..
وهنا لا بد من الإشارة إلى وجود تعميم من قبل رئاسة مجلس الوزراء حاملاً رقم 4810/15 بتاريخ 15/8/2007، والذي ينص على: «نظراً لأهمية المسوح والدراسات الجيولوجية والجيوهندسية والجيوفيزيائية في خدمة المشاريع الإنشائية والعمرانية والبنى التحتية والتخطيط الإقليمي، ودورها الهام في اختيار المواقع الأنسب لإشادة المدن والمنشآت الحيوية للتخفيف من آثار المخاطر الجيولوجية الطبيعية على السكان والمنشآت.
ونظراً لكون المؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية تمتلك إمكانات وخبرات علمية وتطبيقية ومخبرية متميزة في مجال المسوح والدراسات الجيولوجية وتطبيقاتها، وتستخدم لهذه الغاية حفارات لبابية حديثة مع مجموعة متكاملة من الأجهزة الجيوفيزيائية المتطورة والبرامج الحاسوبية الحديثة لتفسير المعطيات التي تنتج عن تلك الدراسات للحصول على نتائج ذات موثوقية عالية وخاصة في مجال الدراسات الجيوهندسية المتعلقة بالانزلاقات والانهيارات والتكهفات تحت المنشأة وغيرها.
فإننا نطلب من جميع الجهات العامة إيلاء الدراسات الجيولوجية الأهمية التي تستحق قبل تنفيذ المشاريع، ونهيب هذه الجهات التي تتطلب مشاريعها إجراء مسوح ودراسات (جيولوجية، جيوفيزيائية، جيوهندسية، جيوبيئية، دراسات وتحاليل للترب والصخور، أعمال حفر آلي لبابي) العودة إلى المؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية باعتبارها الجهة المختصة بتنفيذ هذه الدراسات، وذلك بموجب عقود بالتراضي تبرم مع المؤسسة المذكورة»...
ربا أحمد
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد