بايدن يتدخل ويرفض التدخلات: تأخّرالحكومة العراقية سيؤدي لكارثة

05-07-2010

بايدن يتدخل ويرفض التدخلات: تأخّرالحكومة العراقية سيؤدي لكارثة

حذر نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، في بغداد أمس، قادة العراق من «كارثة» إذا تأخرت عملية تشكيل الحكومة، معبرا عن قلق الإدارة الأميركية من «التدخلات الخارجية في العراق»، في الوقت الذي كانت أحزاب وشخصيات عراقية بارزة تدين تدخل بايدن في جهود تشكيل الحكومة. بايدن خلال الاحتفال بعيد الاستقلال الأميركي في السفارة الأميركية في بغداد أمس
يشار إلى أن بايدن، الذي كلفه الرئيس الأميركي باراك أوباما الملف العراقي، يزور بغداد عادة عندما تبلغ الأزمة مرحلة الخطر، كما حدث قبيل إقرار قانون الانتخابات التي جرت في 7 آذار الماضي. وتزامن وصول بايدن إلى بغداد أمس الأول مع لقاءات أجراها وفد من الكونغرس الأميركي يضم جون ماكين وجو ليبرمان وليندسي غراهام ومارك اودال مع الرئيس جلال الطالباني ورئيس الحكومة نوري المالكي ورئيس القائمة العراقية اياد علاوي. وأعرب ماكين عن خيبة أمل بلاده لتأخر تشكيل الحكومة العراقية، لكنه استبعد أن يؤثر ذلك على مواعيد انسحاب قوات الاحتلال.
وكان لافتا اجتماع بايدن مع زعيم «القائمة العراقية» إياد علاوي، لمدة ساعة في منزل القيادي في القائمة رافع العيساوي في المنطقة الخضراء بحضور وفد كبير من «العراقية» يضم حوالى 10 أشخاص، قبل أن يلتقي بعد ذلك بساعات رئيس «ائتلاف دولة القانون» رئيس الحكومة نوري المالكي.
وأدان زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر والقيادي في «المجلس الأعلى الإسلامي العراقي» برئاسة عمار الحكيم، صدر الدين القبانجي الضغوط الأميركية بشأن تشكيل الحكومة. وتعكس تصريحاتهما خشيتهما من حصول اتفاق بين المالكي وعلاوي على تشكيل الحكومة بضغط من واشنطن ما قد يؤدي إلى إقصائهما عنها.
وقال بايدن، خلال حفل لمناسبة عيد الاستقلال الأميركي في بغداد حضره الطالباني ونائبه طارق الهاشمي ووزيرا الخارجية هوشيار زيباري والنفط حسين الشهرستاني، «برأيي المتواضع، لكي تتمكنوا من تحقيق أهدافكم، يجب أن تكون أصوات الجماعات كافة ممثلة في الحكومة الجديدة وبشكل نسبي».
وأضاف بايدن، الذي يلتقي اليوم الطالباني وزعيم «المجلس الأعلى» عمار الحكيم، إن «العراقية وائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني والتحالف الكردستاني سيلعبون دورا مهما في هذه الحكومة الجديدة لكي تنجح». وأكد أن ليس لواشنطن «أجندة خفية» في العراق.
وكان مسؤول رفيع المستوى يرافق بايدن قال إن نائب الرئيس يزور بغداد «للإصغاء إلى العراقيين ليفهم منهم إلى أين وصلوا وإلى أين يعتقدون أن الأمور سائرة». وأضاف «ليست لدينا لائحة من المرشحين، كما انه لا يوجد من نفضله على غيره فهذا أمر يعود للعراقيين».
وقال علاوي، بعد اجتماعه ببايدن، «لم تكن هناك أي مقترحات محددة من نائب الرئيس الأميركي، بل كان هناك اهتمام باستقرار العراق وأن لا تطول مسألة تشكيل الحكومة حتى لا تستغل من قبل بعض الأوساط التي تحاول إلحاق الضرر بالعراق». وأضاف «كانت أحاديث صريحة وبناءة، وأحاديث تشير إلى دعم الديموقراطية، ودعم نتائج الانتخابات وضرورة أن تكون الحكومة المستقبلية حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع».
وقال النائب عن «العراقية» حسين الشعلان إن «اللقاء كان واضحا جدا وصريحا جدا، لقد تفهم بايدن موقف العراقية من حقها الدستوري» في تشكيل الحكومة.
ونقل بيان صادر عن مكتب المالكي عن بايدن تعبيره عن «الأمل في الاتفاق على المناصب السيادية قبل 14 تموز الحالي» موعد انتهاء المهلة الدستورية التي بدأت بعد انعقاد الجلسة الأولى للبرلمان، فيما شدد المالكي «على ضرورة تشكيل حكومة يشارك فيها الجميع لضمان استقرار العملية السياسية وقطع الطريق أمام الأجندات الخارجية».
وقال المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ، الذي شارك في جزء من اللقاء، إن بايدن حذر المالكي من أن تأخر تشكيل الحكومة «سيؤدي إلى كارثة، وإن على الكتل السياسية بذل الجهود لتجنبها». وعبر عن قلق الإدارة الأميركية من «التدخلات الخارجية في العراق». وأضاف «رسالة بايدن واضحة وهي ان الحكومة يجب أن يشكلها العراقيون من دون ضغوط إقليمية، ولا يقصد بالإقليمية دولة محددة بعينها أو دولة واحدة».
ونصح الصدر، في بيان، المالكي وعلاوي «بتطبيق الأجندة العراقية لا الأميركية». وقال «أدعو المرشحين لرئاسة الوزراء ممن تمسكوا بهذا المنصب أو الترشيح بأن يقدموا مصلحة العراق ويتنازلوا لمن هو الصالح أو الأصلح، فإن إطالة تنصيب هذا المركز فيه مفسدة»، في إشارة إلى رفضه تولي المالكي المنصب مرة ثانية.
وطالب الصدر، فيما كان أتباعه يتظاهرون في الكوفة ضد بايدن، البرلمان بـ«السعي لإيصال كل من لا يكون دكتاتوريا ولا متحزبا ولا أميركيا ولا بعثيا ولا عدوا للشعب العراقي، وإلا كان مقصرا أمام الشعب».
من جهته، قال القبانجي، أمام وفد من العشائر في النجف، إن حضور بايدن إلى العراق «يجب ألا يشكل أي مساس بالإرادة العراقية بشأن تشكيل الحكومة وعبور الأزمة». وأضاف إن «تشكيل الحكومة يجب أن يكون بعيدا عن الضغوط الأجنبية الدولية والإقليمية في وقت يؤمن العراق فيه بسياسة التعايش الايجابي مع الجميع».
وقال بايدن، خلال مراسم منح الجنسية الأميركية لنحو 150 جنديا في قصر الفاو قرب مطار بغداد، «قبل وقت ليس بالبعيد كان العراق بلدا على شفا الحرب الأهلية. وفي كل مرة آتي فيها إلى هنا تتحسن الأمور».
وكان بايدن، الذي التقى لدى وصوله فجأة إلى بغداد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق آد ميلكرت، قال «أعتقد أن البلد بات في وضع يبدو من الصعب جدا بموجبه تشكيل الحكومة من جهة، لكن هذه هي السياسة المحلية من جهة أخرى». وأضاف إن «الأمر لا يختلف كثيرا عن أي حكومة أخرى، فالأطراف تجري محادثات. ما أزال متفائلا بشدة بالنسبة لتشكيل حكومة تتمتع بصفة تمثيلية».
وفي القاهرة، أعلن «رئيس» إقليم كردستان مسعود البرزاني، في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، بعد يوم من اجتماعه بالملك الأردني عبد الله الثاني، استعداد الإقليم لاستضافة القمة العربية إذا تعذر استضافتها في بغداد، قائلا «نحن تحت تصرف الجامعة العربية والقمة العربية». وشدد على اهتمام «حكومة» الإقليم بالاستثمارات المصرية.
وقتل أربعة أشخاص، وأصيب 39، في هجومين احدهما انتحاري نفذته امرأة عند مدخل مبنى محافظة الانبار وسط الرمادي، وانفجار سيارة في كركوك. كما قتلت الشرطة انتحاريا في الموصل.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...