جريمة تكشف عن فضيحة
تقدم ناطور في مزرعة بضاحية قدسيا، ببلاغ إلى قسم شرطة قدسيا، أنه أثناء ذهابه مع ناطور آخر مساء على متن دراجته النارية إلى محلة قدسيا لإحضار بعض أغراضهما الشخصية ، شاهدا في طريق العودة قبل مدخل جسر ضاحية قدسيا سيارة سوداء، قادمة من شارع فرعي ترابي من يمين الطريق، فانحرف الناطور سائق الدراجة نحو اليسار لتفادي الاصطدام بتلك السيارة المريبة، وعندئذ أخبره الناطور الآخر الذي يركب الدراجة خلفه، بأن ركاب السيارة يخرجون شخصاً من داخلها، ويلقونه على الأرض فطلب الناطور سائق الدراجة منه، أن يصور هذه السيارة على جواله، وبالتفات هذا الناطور نحو الخلف لتصوير السيارة، شعر سائقها به، فدور بعرض الطريق بشكل مفاجىء وسار بسرعة جنونية في عكس اتجاه السير، فلم يتمكن الناطور من التقاط أربعة أرقام من نمرة السيارة السوداء فذهب ذلك الناطور إلى المزرعة، وأعلم صاحبها بالأمر، ثم ذهب إلى قسم شرطة قدسيا، لتقديم إفادته بما شاهده مع زميله ناطور المزرعة الأخرى..
في تلك الأثناء ، تم إعلام السيد مدير ناحية قدسيا، ورئيس مركز ضاحية قدسيا، اللذين حضرا إلى مكان وجود الجثة على الفور، حيث شوهدت جثة رجل في عقده الخامس ممددة على الأرض وهو منكب على وجهه. ظهره للأعلى وبطنه للأسفل..
والدماء تغطي رأسه ووجهه وثيابه، وتحت الجثة بقعة دم كبيرة قد تخثرت وبالكشف على الجثة تبين أن الرجل قد فارق الحياة على إثر أكثر من طلق ناري في الرأس والصدر، اثنان نافذان، والثالث مستقر بعد داخل الجثة، وقد حدد الطبيب الشرعي علي حمدان سبب الوفاة الأذية الدماغية والنزفية الصدرية الناتجة عن الطلقات النارية في الرأس والصدر.
وبناء عليه، تم تسيطر كتاب إلى مديرية النقل بدمشق لبيان عائدية السيارات التي تبدأ بالأرقام الأربعة التي تمكن ناطور المزرعة من قراءتها على عجل.. وبعرض السيارات على الشاهدين على الحادثة، لم يتعرفا على واحدة منها، وأكدا أنها غير السيارة التي شاهداها في تلك الليلة التي ألقيت منها الجثة ومن خلال التوسع في التحقيقات، وردت معلومات إلى مركز ضاحية قدسيا ، تفيد بوجود سيارة خاصة نوع كيا ريو سوداء تم تسليمها إلى قسم شرطة برزة، لوجود مقذوف ناري مستقر بالمقعد الأمامي الذي بجانب السائق، وبعرض هذه السيارة على الشاهدين على الحادثة، تعرفا عليها على الفور من بين مجموعة سيارات عرضت عليهما، وبالبحث والتدقيق تبين أن هذه السيارة عائدة للمدعو( ع/ق) وقد تم تأجيرها لمدة خمسة أيام من ضمنها / تاريخ وقوع هذه الحادثة/ للمدعو عابد الذي تم استدعاؤه للتحقيق معه على إثر إعلام مهند/ العامل في مؤسسة ريمزكار/ لتأجير السيارات، قسم شرطة برزة وأنه أثناء قيامه بتفقد السيارة التي أرجعها المستأجر عابد وسلمها إليه بعد أن أعلمه بأنه قام يتغيير الزجاج الأمامي كونه كسر معه، لاحظ / أي العامل/ وجود رائحة كريهة فيها، وآثار دماء على أرض السيارة من الأمام ، كما لاحظ أن فرش السيارة من الداخل مغسول حديثاً كما لفت نظره ثقب بالمقعد الأمامي الذي بجانب السائق موجود به جسم صلب، وقد أحال رئيس القسم هذا الموضوع إلى فرع الأمن الجنائي، الذي استخرج هذا الجسم الصلب، وتبين أنه مقذوف ناري.. جاء ذلك في الوقت الذي كان فيه البحث والتحري قائمين بين أقسام شرطة مدينة دمشق وريفها ، عن وجود أي حادثة طلق ناري خلال خمسة أيام من ضمنها تاريخ اكتشاف أمر الجثة المرمية على مدخل جسر ضاحية قدسيا فتم بناء عليه إحضار الضبط مع الشهود على الحادثة ومستأجر السيارة الذي تم إحالته/ موجوداً/ إلى فرع الشرطة المختص، لاقدامه على استئجار السيارة والاشتباه به بارتكاب جريمة بداخلها، وبالتحقيق معه أفاد أنه قبل ثلاثة أيام من وقوع الحادثة اتصل به عمه، وطلب منه انتظار شخص يدعى أبا عدنان في ساحة شمدين، وأن يأخذ منه السيارة الخاصة نوع كيا ريو ويحضرها له إلى محلة قدسيا حيث كان عمه بانتظاره وبعد مرور أربعة أيام، اتصل عمه وطلب منه إعادة السيارة للمؤسسة الذي استأجرها منها، ولكن بعد تغيير زجاجها الذي لاحظ أنه مكسور، وقال: أنه لم يلاحظ أي شيء غير عادي في السيارة التي كانت بحوزة عمه الذي تم إحضاره للتحقيق معه وبالتحقيق المتكرر والمتعاقب مع المذكور، قدم معلومات غير صحيحة وروايات مختلفة تم دحضها، ليتعرف أخيراً بأنه يعرف المغدور، وكان مراراً ما يحتسي المشروبات الروحية معه في منزله، حيث تعرف على زوجته التي أحبها واستجرها إلى علاقة غير شرعية معه، باغرائها بمبالغ نقدية كان يقدمها لأولادها حينا، ولها في حين آخر، وحين علم المغدور بأمر هذه المبالغ، غضب كثيراً ووضع السكين على عنق زوجته بقصد ذبحها.
ومن ثم طردها إلى بيت ذويها الذين أعادوها إليه رغماً عنها ودون إرادتها، وعندما طلبت منه الطلاق رفض أن يطلقها، فبقيت على ذمته، وراحت تلتقي به في بيت استأجره في قدسيا خلال حصص الفراغ / كونها مدرسة/ حيث اشتد تعلقه بها، وراح يفكر بطريقة للتخلص من زوجها الذي كان قد تورط باستدانة مبلغ 250 ألف ليرة سورية منه. لإجراء عمل جراحي لوالده وأعاد له بعدها مبلغ مائة ألف ليرة من المبلغ المقترض وعجز عن سداد الباقي ، فاتخذ الآخر هذا الأمر ذريعة لاستجراره من مكتبه الذي يعمل فيه بتأجير سيارات/ التكسي/ حسب الطلب، وراح يلح عليه بعد أن استقل معه السيارة السوداء المفيمة التي استأجرها له ابن شقيقه الذي كان يقود بهما السيارة المستأجرة نحو مزارع ضاحية قدسيا، حيث فوجىء ابن شقيقه كما يقول بإطلاق عمه النار من الخلف على المغدور الذي كان يجلس على يمينه في المقعد الأمامي، وذلك بواسطة مسدس كاتم للصوت، وقد نفذت الطلقة من رأسه من الخلف ونحو الأمام حيث كسرت الطلقة زجاج السيارة الأمامي، ومن ثم ترجل عمه وفتح الباب الخلفي للسيارة ،أطلق النار مجدداً أيضاً على صدر ورأس المغدور بعد أن شاغله بأن طلب منه النزول وفتح صندوق السيارة.. ومن ثم أشار له أن يستمر في قيادة السيارة للتخلص من الجثة برميها في طريق ترابي فرعي قبل مدخل جسر ضاحية قدسيا عند المجبل القديم هذا وقد طلب منه عمه بعد ذلك إزالة الفيميه الذي كان قد وضعه بنفسه على السيارة، وإبدال زجاجها المكسور، وغسيل فرشها بشكل جيد، وإعادتها إلى المؤسسة التي استأجرها منها، في حين حاول هو التخلص من الملابس الملوثة بالدم، وإحفاء المسدس - أداة الجريمة- داخل قاعدة قازان الحمام في بيته بركن الدين- ومن ثم اتصل بزوجة المغدور ليعلمها بأنه قتل زوجها، فقالت له بالحرف/ الله لا يعيطيك العافية/ وأخبرته أن أشقاءه يبحثون عنه... يذكر أنه بالتحقيق مع زوجة المغدور نفت أن يكون لها علاقة بمقتل زوجها، ونصبت من نفسها مدعية شخصية بحق عشيقها لإدعائه الكاذب باتفاقها معه بقتل زوجها، كما عللت تسترها على القاتل لحين إلقاء القبض عليه واعترافه، رغم إعلامه لها على الهاتف بقتل زوجها، بأنها لم تعلم أحد حينئذ لخوفها من الفضيحة.
ومن المفارقة أن ترى المسدس داخل خزانته، وتطلب منه إبعاده لخوفها من الأسلحة، دون أن تعلم أنه قد اقتناه لقتل زوجها بالذات.. كما أفاد شقيق المغدور أن زوجة المغدور غيورة لدرجة عالية على زوجها، في الوقت الذي كانت فيه قد التقت ظهراً عند الساعة الثانية عشرة ظهراً قبيل مساء ارتكاب هذه الحادثة، مع عشيقها الذي داعبها، دون أن يفصح لها عن نواياه، ولكنه أعلمها فقط بأنه قد استأجر سيارة من زميله دون أن يخبرها لأي غرض بالذات هو قد استأجرها..
يذكر أخيراً أن زوجة المقبوض عليه نفت علمها بمقتل زوج غريمتها، وأضافت بأنها لم تشاهد زوجها منذ ثمانية أشهر، كونهما منفصلين بلا طلاق على إثر خلاف زوجي بينهما بسبب سهره المتكرر خارج البيت واحتسائه المشروبات الروحية، حيث كان قد استأجر لها مسكنآً منفصلاً مع طفليها اللذين كانت تقيم معهما في هذا المنزل وقالت أن زوجها لا يحضر إلى ذلك المنزل هذا وبانتهاء التحقيقات الأولية في هذه الجريمة تم توقيف المدعى عليه فيها وابن شقيقه وزوجة المغدور بجرم القتل قصداً المرتكب عمداً للأول والثاني والتدخل بالقتل قصداً المرتكب عمداً للثالثة.
وإحالة كافة التحقيقات إلى القضاء..
ملك خدام
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد