توتر علني بين إيران وروسيا
توترت الأجواء بشكل غير مسبوق بين إيران وروسيا بعد تصريحات متبادلة بشأن تأييد موسكو لفرض عقوبات دولية جديدة على طهران. واعتبر الرئيس الإيراني أن الاتفاق الثلاثي الذي وقعته بلاده مع تركيا والبرازيل فرصة تاريخية للرئيس الأميركي، ليظهر من خلالها رغبته في التغيير واحترام الشعوب.
وطلب كبير مستشاري السياسة الخارجية في الكرملين سيرغي بريخودكو من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد التوقف عما وصفه بالديماغوجية السياسية، بعد أن عاتبت طهران روسيا لتأييدها فرض عقوبات جديدة.
وقال بريخودكو في بيان "لم يتمكن أحد على الإطلاق من المحافظة على سلطته بالديماغوجية السياسية، وأنا مقتنع بأن تاريخ إيران على مدى 1000 سنة دليل على ذلك".
وأضاف أن "الاتحاد الروسي تحكمه مصالح الدولة في المدى الطويل، وموقفنا روسي، فهو يعكس مصالح جميع شعوب روسيا العظمى، وبالتالي لا يمكن أن يميل صوب الأميركيين أو الإيرانيين".
ووجه المسؤول الروسي توبيخا صريحا لطهران بشأن تقاعسها عن تبديد المخاوف بشأن برنامجها النووي، وقال "أي سلوك مناف للمنطق وأي تطرف سياسي وغياب للشفافية أو تضارب في اتخاذ قرارات تؤثر على المجتمع الدولي وتهمه، (أمر) غير مقبول بالنسبة لنا". وأضاف "سيكون من الأفضل أن يتذكر الذين يتحدثون الآن باسم شعب إيران الحكيم ذلك".
وكان أحمدي نجاد قد قال قبل ذلك بساعات إن الموقف الروسي المؤيد للعقوبات على طهران "غير مقبول". ودعا نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف إلى إعادة النظر في دعمه للتحرك الذي تقوده الولايات المتحدة.
وفي انتقاد قوي غير معتاد للحكومة الروسية، استغل أحمدي نجاد كلمة تلفزيونية ليخاطب ميدفيديف مباشرة الذي قال إنه رضخ للضغوط الأميركية لدعم خطوة العقوبات.
وقال أحمدي نجاد "لو كنت مكان الرئيس الروسي عند اتخاذ قرارات بشأن موضوعات لها صلة بأمة عظيمة (إيران)، لتصرفت بشكل أكثر حذرا، ولكنت فكرت أكثر"، وأضاف أن "الشعب الإيراني لا يعرف هل هم (الروس) أصدقاؤنا وجيراننا؟، هل هم معنا أم أنهم يبحثون عن شيء آخر؟".
وأضاف أحمدي نجاد "كان يجب ألا نرى في أوقات حساسة جارتنا (روسيا) تدعم هؤلاء الذين يقفون ضدنا ويناصبوننا العداء منذ 30 عاما، هذا غير مقبول بالنسبة للشعب الإيراني. أتمنى أن يولوا اهتماما ويقوموا بعمل تصحيحي".
وقال "آمل أن يعطي الزعماء والسلطات الروس اهتماما لهذه الكلمات الودية وأن يقوموا بعمل تصحيحي، وألا يتركوا الشعب الإيراني يعتبرهم في صفوف أعدائهم التاريخيين".
كما دعا أحمدي نجاد الرئيس الأميركي باراك أوباما لقبول اتفاق التبادل النووي الذي وقعته إيران مع تركيا والبرازيل، باعتباره فرصة تاريخية لن تتكرر لحل الأزمة القائمة بين الغرب والجمهورية الإسلامية. وطالب أوباما بأن يتذكر جيدا بأنه "إذا رفض هذه الفرصة فإن الإيرانيين على الأرجح لن يقدموا له فرصة أخرى".
وفي طهران شن الأربعاء وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي هجوما حادا على نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون التي قالت إن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن توصلت لاتفاق على مشروع قرار لفرض عقوبات جديدة على إيران.
وكانت كلينتون قد صرحت لوسائل الإعلام -في ختام زيارتها لبكين الثلاثاء- بأن نص اتفاق التبادل النووي الذي سلمته إيران إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية "مليء بالعيوب ولا يستجيب لمخاوف المجتمع الدولي" حيال البرنامج النووي الإيراني.
وعادت إسرائيل إلى ممارسة أسلوب الضغط على الغرب بشأن البرنامج النووي الإيراني عندما وصف الأربعاء رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الاتفاق الموقع أخيرا بين إيران وتركيا والبرازيل بأنه مجرد "حيلة إيرانية لتفادي العقوبات الدولية وعدم وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم".
أما في واشنطن، فقد رجح الثلاثاء كل من رئيس لجنة المصارف في مجلس الشيوخ السيناتور كريس دود وزميله رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب هاورد بريمان، أن يصادق الكونغرس في النصف الثاني من يونيو/حزيران المقبل على قرار فرض عقوبات أميركية جديدة على إيران.
يشار إلى أن العلاقات بين طهران وموسكو تنامت منذ انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، ووصل التبادل التجاري نحو ثلاثة مليارات دولار العام الماضي، وأبرمت روسيا اتفاقات لبناء أول محطة طاقة نووية في إيران، وباعت لطهران أسلحة بمليارات الدولارات.
لكن محللين يرون أن خلاف طهران مع موسكو يمكن أن يضر بخطط بدء تشغيل مفاعل نووي تبنيه روسيا في محطة بوشهر في أغسطس/آب، وأنه من غير المرجح أن تتسلم إيران صواريخ أس300 أرض جو طلبتها من موسكو وتحتاجها في صد أي هجوم مستقبلي على منشآتها النووية.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد