استمرارالخلافات في الاتحادالمتوسطي:احتلال الجولان يفشل مؤتمرالسياحة

خلال يومين من مناقشات مؤتمر وزراء السياحة في دول الاتحاد من اجل المتوسط، الذي اختتم امس في مدينة برشلونة الاسبانية، كان الجانب الاسرائيلي والاوروبي يصران على صيغة: تعالوا نتفق على السياحة اولا، ونعلن بيانا عن أحوالها ومشاغلها، ولنترك مسألة الاحتلال جانبا الان! وكان الرد العربي انه لا يمكن التعامل مع الصراع العربي الاسرائيلي من دون الانطلاق من واقع الاحتلال.
وقالت مصادر دبلوماسية عربية في بروكسل ان مؤتمر وزراء السياحة الاورو ـ متوسطية «انتهى بالفشل». وتوضح المصادر ان «فشل المؤتمر» جاء بعد تعذّر اعتماد بيان ختامي له، وذلك على خلفية استمرار الخلاف العربي الاسرائيلي حول موضوع «عدم الاستثمار والترويج السياحي في الاراضي المحتلة».
وجاء اعتماد الجانب العربي لهذا البند بناء على اقتراح سوري، وبقي متمسكا به «رغم محاولات التدخل والالتفاف على هذا الموضوع»، كما تقول المصادر، مشيرة الى ان الجانب الاسرائيلي رفض بأي شكل كان أن يتضمن البيان اية إشارة الى موضوع الاراضي المحتلة.
ويرفض الجانب السوري قيام اسرائيل بالترويج للجولان المحتل على انه واحد من المواقع السياحية الاسرائيلية، وتبنى الجانب العربي تضمين ذلك في بيان المؤتمر السياحي، لكن الجانب الاسرائيلي رفض ذلك واعتبره «محاولة لتسييس المؤتمر».
واثر فشل المؤتمر، اكتفت الرئاسة المشتركة، الفرنسية والمصرية، باصدار اعلان رئاسي غير ملزم يوضح عدم توصل وزراء السياحة لحل هذه المشكلة ويشير الى ان معالجتها ستؤجل الى اجتماعات قادمة. ويأتي فشل مؤتمر السياحة هذا بعد فشل مؤتمر المياه، الذي عقد في برشلونة خلال نيسان الماضي، وكان الخلاف فيه ايضا حول تضمين بيانه صيغة «الاراضي المحتلة».
واوضحت المصادر ان موقف الجانب الاوروبي «يتناغم» مع الموقف الاسرائيلي، عبر محاولة الحديث عن التعاون بمعزل عن الوضع السياسي، اذ يفضل الاوروبيون «تجنب اية اشارة سياسية في المجالات القطاعية» من سياحة ومياه وغيرها.
وأما التعويل الاوروبي على حل هذه المشاكل فيأتي، حسب المصادر، من محاولة «الضغط لتغيير مواقف بعض الدول العربية ولاحداث خرق في الموقف العربي»، في وقت لا يقوم فيه الاوروبيون بمثل هذه الجهود والمحاولات لتغيير الموقف الاسرائيلي.

المصدر: السفير