الأسد يستقبل ميدفيديف: المنطقة بعيدة عن السلام

11-05-2010

الأسد يستقبل ميدفيديف: المنطقة بعيدة عن السلام

قال الرئيس بشار الاسد في استقبال نظيره الروسي ديميتري ميدفيديف في دمشق امس، خلال زيارة هي الأولى لرئيس روسي الى سوريا، إن المنطقة «بعيدة عن السلام» بسبب الرفض الإسرائيلي، منتقداً منح «الدول المؤثرة الحوافز المجانية» لإسرائيل، فيما أعرب ميدفيديف عن ثقته في قدرة روسيا وسوريا على حل العديد من القضايا الإقليمية والدولية.
وأقام الاسد على شرف ضيفه الروسي الزائر مأدبة عشاء، بعدما حضرا استقبالاً رسمياً في قصر الشعب على ان يجري الجانبان اليوم الثلاثاء محادثات حول العلاقات الثنائية والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، يليها مؤتمر صحافي مشترك. الأسد مستقبلاً ميدفيديف في دمشق أمس
وقال الاسد خلال مأدبة العشاء، إنه «رغم الكثير من الجهود المبذولة والمبادرات العربية، فإن المنطقة ما زالت بعيدة عن السلام بسبب الرفض الإسرائيلي، وهي ما زالت تعاني من الاحتلال الإسرائيلي وتهديداته المستمرة بالعدوان على الدول العربية». واعتبر ان «منح الدول المؤثرة الحوافز المجانية لإسرائيل، جعلها تتهرب من الرضوخ لاستحقاقات السلام، كما أن عدم وقوف المجتمع الدولي موقفاً حازماً تجاه سياستها تلك، دفعها إلى المزيد من الاعتداءات».
ورأى ايضاً ان «السياسات الخاطئة التي انتهجتها دول كبرى في الشرق الأوسط خلال العقد الأخير، أدت إلى ازدياد التوتر على مستوى العالم وأنتجت تربة خصبة لنمو الإرهاب الذي ضرب في مختلف المناطق»، موضحاً ان «إصلاح ما تم تخريبه يتطلب تعاون الجميع وخاصة في مناطق الاضطراب، كالشرق الأوسط والقوقاز».
وأكد الأسد على «ضرورة إيجاد حل دبلوماسي لملف إيران النووي، ورفض أي مغامرة عسكرية ستكون عواقبها كارثية على المنطقة والعالم». كما أعرب عن تأييد سوريا لجهود تقليص الأسلحة الاستراتيجية الهجومية والحدّ من انتشارها، داعياً روسيا إلى الإسهام في جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، وخاصة النووية منها، وصولاً إلى عالم خالٍ من هذه الأسلحة.
وأشار إلى «مكانة روسيا لدى الشعب السوري بحكم مواقفها الداعمة لقضايانا العربية ووجود رابط بشري وأسري بين مواطني البلدين». وقال إن زيارة ميدفيديف «ستشكل محطة تاريخية مهمة على طريق تعزيز وتطوير علاقات البلدين التي تعود إلى مئات السنين والتي أدى التواصل الثقافي دوراً كبيراً في توطيدها».
وتابع ان «سياسة روسيا الداعمة لنضال شعوب العالم الثالث ثبتت مكانتها العالية لدى شعوب منطقة الشرق الأوسط». وأكد ان «السوريين لن ينسوا وقوفها إلى جانب سوريا من أجل تحرير الجولان وجميع الأراضي العربية المحتلة»، معتبراً أن مكانة موسكو الدولية تؤهلها لأن تؤدي دوراً فاعلاً للتوصل إلى السلام. وعبر عن ثقته بأن مكانة البلدين وتفاعلهما سيكون له «أثر إيجابي كبير على مجمل مرتسمات الحياة في الشرق الأوسط والقوقاز والعالم».
من جهته، أعرب ميدفيديف عن ثقته «في قدرة روسيا وسوريا على حل العديد من القضايا الإقليمية والدولية»، مشيراً بشكل خاص إلى «بذل الجهود لاستئناف عملية السلام في الشرق الأوسط وإنهاء النزاع العربي الإسرائيلي». وعبّر عن أمله «في أن تسهم هذه الزيارة في إيجاد الحلول للقضايا المطروحة، والارتقاء بالعلاقات الثنائية بشكل مطرد».
وقال الرئيس الروسي إن «التغيرات الجذرية التي شهدها العالم في الفترة الأخيرة، لم تترك آثاراً سلبية على علاقات البلدين بل زادتها رسوخاً». وأشار إلى «روابط الصداقة والاحترام التي تجمع البلدين منذ قديم الزمان والتي تجدّدت من خلال الدعم الروسي لسوريا على مدى عشرات السنين».
ويرافق ميدفيديف وفد كبير من رجال الاعمال ووزير الطاقة الروسي سيرغي شماتكو. ويتوقع ان يشرف الرئيس الروسي والأسد على توقيع عدد من الاتفاقيات بين البلدين. وقد لخص متحدث باسم السفارة الروسية في دمشق أهداف الزيارة بالقول «نسعى للتعويض عما فات مع أصدقائنا القدامى».
وقبيل بدء الزيارة، قال نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر سلطانوف، إنه «يعود إلى دمشق الدور الرئيسي في مسائل التسوية في المنطقة، وإن المناخ السياسي في هذه المنطقة يتوقف إلى حد كبير على مواقف سوريا». وذكر ان «مستقبل عملية السلام على نطاق كامل، بما في ذلك المسار السوري والمسار اللبناني، يتوقف على مدى النجاح في تقريب مواقف الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وظهور إمكانية لإجراء المفاوضات بينهما في سياق حوار مباشر».
في هذا الوقت، اعلن مسؤول في الكرملين ان شركة الطاقة الروسية العملاقة «غازبروم» تأمل تعزيز مشاركتها في مشاريع للطاقة بالشرق الأوسط من خلال الانضمام إلى خط الأنابيب العربي الذي ينقل الغاز الطبيعي من سوريا إلى لبنان، في وقت قال شماتكو إن روسيا مستعدة للتعاون مع سوريا في مجال الطاقة النووية السلمية.
ووصل ميدفيديف الى سوريا غداة زيارة قام بها الاسد لتركيا حيث أجرى محادثات مع نظيره التركي عبد الله غول ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وبدوره، سيتوجه ميدفيديف بعد زيارته دمشق الى تركيا للقاء اردوغان، وذلك على خلفية طموحات روسيا للعب دور اساسي في الشرق الاوسط، علما بأن مصادر اسرائيلية قالت إن ميدفيديف يحمل رسالة الى الاسد من الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز.
كما تأتي زيارة ميدفيديف بعد ايام على تجديد واشنطن للعقوبات الاميركية على سوريا لمدة عام. وكان ميدفيديف والأسد التقيا للمرة الاولى في آب العام 2008 عندما استقبل الزعيم الروسي نظيره السوري في سوتشي على البحر الاسود بعد الحرب بين روسيا وجورجيا. ويقول محللون إن نفوذ موسكو في الشرق الاوسط سيكون رهناً بعلاقاتها مع سوريا التي تضطلع بدور متزايد.

المصدر: السفير+ وكالات

إقرأ أيضاً:

جدول أعمال زيارة الرئيس الروسي لدمشق وأنقرة
هل يغير الرئيس ميدفديف مواقف موسكو من الصراع الدائر في المنطقة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...