دير مارموسى يفوز بجائزة أورو متوسطية

أعلنت مؤسسة "أنا ليند الأورومتوسطية للحوار بين الثقافات" ان الدير السوري مار موسى الحبشي الواقع على جبال شرق مدينة النبق على بعد 80 كيلومتراً من شمال جبال شرق مدينة دمشق، فاز بأول جائزة أورومتوسطية للحوار بين الثقافات. وتم الاتفاق بين مؤسسة "أنا ليند الأورومتوسطية للحوار بين الثقافات" في الاسكندية و"المؤسسة المتوسطية في نابولي" بصفتها رئيسة الشبكة الوطنية الايطالية لمؤسسة "أنا ليند" على منح جائزة خاصة بـ"الاحترام المتبادل بين الشعوب التي بها اختلاف في الديانات او العقائد".
وتتألف لجنة التحكيم للجائزة الأورومتوسطية للحوار بين الثقافات من رؤساء الشبكات الوطنية الـ 35 لمؤسسة "أنا ليند" والتي تمثل اكثر من 1000 مؤسسة ومنظمة ذات دور فاعل في مجال التفاهم والاحترام بين الثقافات المختلفة، وسوف يتم منح الجائزة سنوياً تقديراً لانجازات الأفراد والمنظمات التي تسعى الى تعزيز الحوار في المنطقة الأورومتوسطية.
وفي البيان ان "الفضل يعود الى الجهد الروحي الكبير الذي بذله الأب باولو دال أوجليو في المكانة التي بلغها دير مار موسى كمركز للحوار الديني بين المسيحيين والمسلمين. وساهم الدير من خلال نشاطه في تعزيز التفاهم بين الاقلية المسيحية وأغلبية مواطني الدولة السورية من الطوائف الاسلامية.
يرجع انشاء الدير الى ستة قرون وكان قد أهمل أواخر القرن التاسع عشر لكن تمت اعادة اكتشافه في عام 1982 من طريق الأب دال أوجيلو. ويعود الفضل في ترميم هذا الدير الى التعاون بين ايطاليا وسوريا في الفترة بين عامي 1984 و1994. ومنذ عام 1991 أسس الأب دال أوجيلو مجتمعاً رهبانياً مكوناً من المسيحيين والمسلمين، موظفين وضيوفاً ملتزمين مبادئ الحياة الروحية والتكيف الأخلاقي النابعة من المسيحية واليهودية والاسلام. ويتعاون أعضاء هذه الجماعة على العمل معاً مسلمين ومسيحيين لتكوين مجتمع متجانس.
ويجتهد الدير في تطوير الحوار والفهم بين مختلف الجماعات الدينية، ويشارك أيضاً في الاعداد لمبادرة طريق ابرهيم وهو مشروع بدأته جامعة هارفرد، يركز على الحج من تركيا من طريق سوريا عبر الاردن الى القدس والحجاج هم من اليهود والمسيحيين والمسلمين. وينظم الدير ايضاً حلقات دراسية ثقافية ودينية. وفي حزيران 2005 تحولت الحلقات الدراسية منابر للحوار بين الحضارات ومن هذا المنطلق تم عقد مؤتمر تحت عنوان "سوريا والأوروبيون في البحث عن قاسم مشترك" جمع أعضاء من البرلمان الأوروبي وممثلين لسوريا من مختلف العقائد والثقافات لمناقشة موضوع "هل نحن نواجه صداماً حضارياً أو حواراً دينياً؟".