مقتل سيدة وجرح زوجها عند تحويلة طرقية «بدائية»
قتلت سيدة وجرح زوجها نتيجة تدهور سيارتهما واصطدامها بشاحنة عند تحويلة ليلية يومية تقوم بها (محافظة دمشق) عند مشروع توسيع مدخل دمشق الشمالي (البانوراما) فجر أمس الأحد. وقالت مصادر أن سيارة خاصة «كيا» قادمة من أوتوستراد حمص باتجاه دمشق تدهورت بمنعطف «البانوراما» عند تحويلة طرقية تقوم بها (مديرية هندسة النقل والمرور بمحافظة دمشق)، وتفاجئ السائق (أكرم 47 عاماً) بعدد كبير من عمال الورشة عند (المنعطف) وسط الطريق السريع الذي أغلق معظمه بشكل مباشر (دون تحذير مسبق!!) فانحرف السائق بسيارته لأقصى اليمين تفادياً لدهس العمال، ما أدى لاصطدام سيارته بالجزيرة الجانبية ثم اصطدم بشاحنة كبيرة «كرفان» مخصصة لمبيت العمال».
- ونتيجة للاصطدام كانت الزوجة (أسيمة 40 عاماً)، تنزف الدماء ومحصورة وسط المعدن، فتم طلب فوج الإطفاء هــ(113) فهرعت للمكان زمرة إنقاذ القابون، وقال حسين ياسين من فوج إطفاء دمشق: «إنهم قاموا بقص السيارة بالمعدات الهيدروليكية لانتشال زوجة السائق حيث أعلن موتها بالمكان من قبل طواقم الإسعاف».
وتعود أسباب موت الزوجة بحسب تقرير الطبيب الشرعي للكسور بالجمجمة والنزيف الدماغي، في حين أصيب الزوج (أكرم 47 عاماً) بجروح ونقل بسيارة إسعاف لتلقي العلاج، واستغرب المواطنون ورجال الإطفاء والإسعاف والشرطة من ادعاء بعض عمال ورشة (مديرية هندسة النقل والمرور بمحافظة دمشق) أن السيارة كانت تسير بطريق فرعي وتدهورت وحدها، لكن الحقيقة انكشفت للجميع ولمحققي الشرطة لاحقاً، وهي أن السيارة كانت تسير على الطريق السريع حيث تقوم الورشة بإغلاقه (عند المنعطف مباشرة!!) دون منارات وامضة قوية، ودون تحذير مسبق، حسب بديهيات السلامة المتعارف عليها، حيث فوجئ السائق بالورشة وقد أغلقوا (ثلثي الطريق السريع!!) بشكل خاطئ ومباشر بوساطة أقمعة غير عاكسة وضعت قبل أمتار فقط من العمال، وبعد الاصطدام بقليل توارت ورشة المحافظة عن الأنظار وغادرت المكان. الجدير بالذكر أن ورشات مديرية هندسة النقل والمرور التابعة لمحافظة دمشق وأشغالها التي تسببت بالاصطدام، تعمل باستخدام أقمعة تحذيرية (أغلبيتها مخالفة) وغير نظامية، وهذا يشكل خطراً قاتلاً يهدد أرواح العمال ومستخدمي الطريق.
أخطاء وكوارث
وكانت تحويلة مرورية مفاجئة (بلا تحذير!!) وتجري منذ أشهر طويلة تسببت باصطدام سيارتين شبت النيران بإحداهما ما أدى لسقوط (5) جرحى بينهم أم وزوجها وطفلاهما، وذلك قرب جسر داريا على المحلق الجنوبي بدمشق الأسبوع الماضي، الأب «كيوان كيوان» سائق سيارة العائلة قال : إنه تابع سيره للأمام بشكل طبيعي عبر فتحة رغم انتهاء التحويلة الخفية، لأنه لم يشاهد أي (لافتات وإنارة وامضة!!) تكشف انتهاء التحويلة ما أدى لاصطدامه بسيارة قادمة من الاتجاه المعاكس وتحطم المركبتين وسقوط الأب والأم وطفلين جرحى، وطالب مصدر في شرطة المرور طلب عدم ذكر اسمه محافظة دمشق بوضع لافتات تحذير عاكسة وأسهم وامضة ولافتات توضيح وإرشاد قبل بداية ونهاية التحويلات الطرقية، لتكون واضحة (للسيارات المسرعة والسائقين المرهقين ليلاً)، إضافة لتحسين الإنارة العامة على الطرق الرئيسية في محاور السومرية وابن عساكر وشارع بيروت وبغداد وبرزة، حيث تكثر الاصطدامات وحالات دعس المشاة، وتخفض المحافظ شدة الإنارة وتطفئ نصف الفوانيس بحجة التقنين!
وبين سائقون أنهم يفاجؤون على الطرق داخل وخارج المدن بالتحويلات فجأة، ما يحدث بلبلة تواجه السائقين بآخر لحظة وخصوصاً ليلاً!! والمؤسف غياب أدنى وأبسط بديهيات سلامة النقل والمرور عند أغلب أماكن الأشغال والتحويلات، ومجدداً نكشف نقاطاً سوداء تنتظر موت الأبرياء ما لم يصح ضمير المعنيين، ومن أهمها أعمال توسيع وصيانة المحلق الجنوبي وسط ظلام دامس ومريب من (حرستا باتجاه عقدة القزاز)، وعند معمل الزيت تحديداً باتجاه المزة هناك أشغال وتوسعة وسط الظلام!! ويضيق الطريق فجأة من (4) مسارب لمسربين فقط دون أنوار وعواكس، بل كتل إسمنتية صماء يسار الطريق وسط الظلام، وهذه كفيلة بتحطيم المركبات وقتل من فيها، الأمر الذي لم نكن نشاهده بهذا الشكل السافر بالأعوام الماضية، ومعظم التحويلات تجري (بلا أنوار وبلا أسهم وامضة تحذيرية!!) والأسهم الوامضة البرتقالية القوية والمبهرة من أهم متطلبات التحذير والتنبيه (ليلاً!!)، وهذه غير موجودة بمحافظة دمشق وعند متعهديها. الغريب أن محافظة دمشق ومديرية هندسة النقل والمرور، لم تقم بأي تحرك لتخفيف الخطر وتفادي الخلل، رغم حصول عدة اصطدامات ليلاً عند بداية ونهاية التحويلات بسبب غياب التحذير المسبق.
محمد الكسم
المصدر: الوطن السورية
التعليقات
شكرا للعبرة
إضافة تعليق جديد