جولة ماكين-ليبرمان إلى المنطقة: الخلفيات والأهداف

10-01-2010

جولة ماكين-ليبرمان إلى المنطقة: الخلفيات والأهداف

الجمل: رصدت التقارير الإعلامية, تحركات السيناتور الجمهوري جون ماكين, والسيناتور الديموقراطي جو ليبرمان, وذلك ضمن جولة تقول المعلومات بأنها سوف تغطي ثمانية بلدان شرق أوسطية, فما هي حصيلة هذه التحركات, وأين تندرج مكانتها في خارطة السياسة الأميركية؟
الثنائي ماكين-ليبرمان: الخلفيات والأهداف؟
ينتمي السيناتور جون ماكين إلى الجناح المتشدد داخل الحزب الجمهوري الأميركي, وقد سعت دوائر اللوبي الإسرائيلي إلى الوقوف بجانبه ومساندة حملاته الانتخابية الحزبية والرئاسية, وفي هذا الخصوص, فقد وجد جون ماكين دعم اللوبي الإسرائيلي بما أتاح له تحقيق الفوز المبكر كمرشح الحزب الرئاسي على كل منافسيه داخل الحزب الجمهوري, وبرغم ذلك فقد خسر جون ماكين منافسة الوصول للبيت الأبيض الأميركي أمام المرشح الديموقراطي باراك أوباما, أما السيناتور الديموقراطي جو ليبرمان, فقصته أكثر تعقيدا, فهو يجمع بين الانتماء الشديد للوبي الإسرائيلي والحزب الديموقراطي الأميركي, إضافة إلى نفوذه كزعيم من زعماء الجماعات اليهودية الأميركية.John Mccain
خلال فترة إدارة بوش, وقف الديموقراطيون في الكونغرس الأميركي كمعارضين لمشروع الحرب ضد الإرهاب, وعلى وجه الخصوص حرب العراق وأفغانستان, وكان الديموقراطي الوحيد الذي وقف إلى جانب الجمهوريين في الكونغرس هو السيناتور جو ليبرمان.
شعر الديموقراطيون داخل وخارج الكونغرس بالكثير من خيبة الأمل إزاء أداء السيناتور الديموقراطي جو ليبرمان داخل الكونغرس, وهو يقف إلى جانب الجمهوريين معارضا للديموقراطيين.
في انتخابات الكونغرس الأخيرة التي تزامنت مع الانتخابات الرئاسية الأميركية, جاءت الفرص للديموقراطيين لإسقاط ليبرمان وإخراجه من الكونغرس, وبالفعل رفضت لجنة الحزب الديموقراطي ترشيح ليبرمان لعضوية الكونغرس, ولكن ليبرمان قرر ترشيح نفسه كديموقراطي مستقل, وبالفعل, فقد حصل على القليل من أصوات الديموقراطيين, وكان من المتوقع عدم نجاحه ولكنه استطاع الفوز بمقعده في الكونغرس لأن الجمهوريين قرروا التصويت له في اللحظات الأخيرة, طالما أنه جمهوري بثياب ديموقراطية, إضافة إلى حصوله على أصوات كل اليهود الموجودين بالأساس بكثافة في ولاية كينتكي الأميركية.
ماذا وراء تحالف ماكين-ليبرمان:Joe Lieberman
تبدو جولة ماكين-ليبرمان في منطقة الشرق الأوسط وكأنها ترتبط بمسارات السياسة الخارجية الأميركية, ودبلوماسيتها العامة الشرق أوسطية, ولكن, ما هو أهم في هذه الجولة يكمن تحت سطح الأحداث والوقائع, وتحديدا داخل الساحة السياسية الأميركية:
•يسعى السيناتور جون ماكين إلى إبراز نفسه كزعيم جمهوري نافذ يتميز بالقدرة في مجال السياسة الخارجية الأميركية.
•يسعى السيناتور جو ليبرمان إلى تعزيز موقفه داخل الحزب الديموقراطي الأميركي تمهيدا لخوض الصراع القادم.
تقول المعلومات, بأن جون ماكين يخوض صراعا مريرا داخل الحزب الجمهوري الأميركي, في مواجهة السيناتورة سارة بالين, والتي رشحها الجمهوريون لتولي منصب نائب الرئيس الأميركي, في حالة فوز جون ماكين, ولكن سارة بالين, سعت بعد خسارة ماكين إلى بناء موقفها كزعيمة للحزب الجمهوري الأميركي, والقضاء على نفوذ وقيادة جون ماكين الذي سبق أن اختارها لتكون نائبته في حالة فوزه بمنصب الرئيس الأميركي, والآن, وكما تقول استطلاعات الرأي الأميركية, تتقارب شعبية جون ماكين وسارة بالين في أوساط الجمهوريين, وبالتالي فإن قيام جون ماكين بالجولات الدبلوماسية الخارجية سوف يتيح له تحقيق التفوق داخل الحزب على سارة بالين, والتي مازالت أكثر انكفاء ضمن ملفات السياسة الداخلية الأميركية.
أما بالنسبة للسيناتور الديموقراطي جو ليبرمان, فتقول المعلومات والتقارير بأنه سوف يسعى إلى الآتي:
•إضعاف نفوذ أوباما وبقدر أقل هيلاري كلينتون داخل الحزب الديموقراطي.
•إعداد نفسه لجهة الحصول على ترشيح الحزب في الانتخابات الرئاسية القادمة.
•تصعيد المعارضة داخل الحزب الديموقراطي في مواجهة توجهات إدارة أوباما إزاء ملف الانسحاب من العراق.
تكشف خلفيات الثنائي السيناتور الجمهوري جون ماكين-السيناتور الديموقراطي جو ليبرمان, بأنهما في نهاية الأمر يمثلان زعامة تيار اللوبي الإسرائيلي داخل الحزب الديموقراطي.
وتأسيسا على ذلك, فإن مشروع جون ماكين-جو ليبرمان, هو مشروع نفوذ اللوبي الإسرائيلي على السياسة الأميركية الشرق أوسطية, وهو ما تكشفه بوضوح بنود جدول أعمال الجولة الشرق أوسطية التي يقوم بها السيناتوران حاليا, وعلى وجه الخصوص مفردات الخطاب السياسي المتشدد الذي ظلا يطرحانه في وجه كل البلدان التي استضافتهم, مثل: ضرورة قيام القوات الأميركية بتنفيذ المزيد من الغارات الجوية, وضرورة فرض العقوبات ضد القنوات الإعلامية والفضائيات المعارضة لأميركا, وضرورة نزع أسلحة حزب الله اللبناني, وضرورة استهداف إيران, وهلم جرا من مفردات الخطاب السياسي الإسرائيلي.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...