قمة دمشق: دعم سوري لرئاسة الجمهورية اللبنانية
تكمن أهمية القمة السورية اللبنانية، أنها نقلت الحوار بين قيادتي البلدين من الاتصال الهاتفي، ولو كان شبه اسبوعي، الى الحوار المباشر، خاصة أن رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان، سيقع عليه بشكل خاص، عبء ادارة الملف السياسي، تبعا لتوزيع الأعمال الحاصل بينه وبين رئيس الحكومة، ولذلك، فإن انعقاد طاولة الحوار، يحتاج أولا الى تفاهم لبناني سوري حول طبيعة جدول الأعمال والدور الذي يفترض أن تلعبه دمشق، في عدد من المواضيع التي تملك قدرة على التأثير فيها، فضلا عن المعايير الجديدة التي سيتبعها رئيس الجمهورية والتي ستعيد قوى حليفة لسوريا إلى طاولة الحوار. وتردد أن عقد أول جلسة لمجلس الوزراء يوم الثلاثاء الماضي، تعارض مع زيارة رئاسية كانت مقررة إلى دمشق، وتم خلال الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيسين اللبناني والسوري بشار الأسد التوافق على الموعد الجديد (أمس) قبيل توجه الأخير إلى فرنسا، وأكد الرئيسان خلال القمة «تطابق وجهات النظر بينهما حيال التحديات والملفات المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية، إضافة إلى استمرار التنسيق والتعاون بين البلدين على كافة المستويات وفي شتى المجالات».
وقالت مصادر أن البحث تناول عموما الوضع اللبناني بعد تشكيل الحكومة، وسبل حفظ الاستقرار السياسي والأمني، وتمت مراجعة العلاقات الثنائية، انطلاقا مما تم التفاهم والاتفاق عليه في زيارة سليمان لدمشق في آب 2008، لا سيما لجهة تنفيذ وتفعيل البنود الباقية من البيان المشترك.
وجدد الأسد دعمه الشخصي لسليمان «ولموقع رئاسة الجمهورية، وتأييده للخطوات التي يقوم بها من أجل تحقيق الوفاق والاستقرار السياسي والامني في لبنان». وكرر الأسد تهنئته بتشكيل الحكومة الجديدة، مبدياً أمله في أن تنجز البيان الوزاري قريباً، وتنال ثقة المجلس النيابي لتبدأ ورشة العمل.
وشدد الاسد على أهمية أن تقوم المؤسسات اللبنانية بمهماتها الوطنية، مؤكداً حرص سوريا على استمرار التنسيق والتعاون لتفعيل العلاقات الثنائية بعد تشكيل الحكومة الجديدة، على قاعدة ما تمّ البحث فيه سابقاً بينهما.
وأكد سليمان لنظيره السوري أن تعزيز العلاقات هو ثابتة من ثوابت السياسة اللبنانية، مشيراً الى أن لبنان، ومن خلال انتخابه عضواً غير دائم في مجلس الامن، سيكون صوت المجموعة العربية والمدافع الاول عن قضايا العرب والقضايا الانسانية وهو لن يألو جهداً في هذا السبيل.
وذكرت وكالة «سانا» أنه تم استعراض التطورات الإيجابية التي شهدها لبنان مؤخراً، ولا سيما تشكيل حكومة الوحدة الوطنية اللبنانية، حيث أكد الرئيس الأسد ضرورة استثمار هذه الأجواء ومتابعة الحوار لتعزيز التوافق بين اللبنانيين، بما يساهم في تقوية الوحدة الوطنية التي تشكل أساساً لاستقرار لبنان وأمنه.
وبعد عودته الى بيروت، أطلع سليمان رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة سعد الحريري على نتائج القمة، حيث عبر عن ارتياحه الكبير لما تم التوافق عليه وخاصة لجهة استكمال بنود تم تثبيتها في القمة الأولى، بعدما تم إنجاز البند الأهم وهو اقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين على مستوى السفراء وتم استئناف عمل لجنة ترسيم الحدود، حيث تم الاتفاق على تفعيل عمل اللجنة في المرحلة المقبلة.
وتم تقييم التعاون الأمني والعسكري بين البلدين بصورة ايجابية، على أن يصار الى اتخاذ المزيد من الخطوات التنسيقية خاصة في مجال مكافحة الارهاب ومنع أعمال التهريب غير الشرعية عبر الحدود.
ومن المقرر أن يصار في ضوء زيارة رئيس الحكومة الى وضع البند المتعلق بمراجعة الاتفاقيات الثنائية بين البلدين موضع التنفيذ، من خلال تشكيل لجنة حكومية مشتركة تتولى هذا الملف.
وكانت القمة اللبنانية السورية في الثالث عشر والرابع عشر من آب 2008 قد دعت الى العمل على اتخاذ الإجراءات اللازمة بهدف تفعيل التبادل التجاري وتأمين مقومات التكامل الاقتصادي وصولا إلى إقامة سوق اقتصادية مشتركة بين لبنان وسوريا.
وقالت مصادر حكومية لبنانية إن زيارة الحريري إلى دمشق حتمية، إلا أنه من المستبعد أن تتم قبل نيل الحكومة الثقة، وأن ثمة علامة إيجابية تمثلت ببرقية التهنئة التي أرسلها رئيس الحكومة السورية ناجي العطري إلى الحريري وأعرب فيها عن ثقته «في أن تتعزز العلاقات بين لبنان وسوريا بمختلف المجالات لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين».
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد