الدول الست تتريث وتطلب اجتماعاً عاجلاً مع إيران

12-09-2009

الدول الست تتريث وتطلب اجتماعاً عاجلاً مع إيران

قررت الدول الست المعنية بالتفاوض مع إيران، دعوة طهران الى «اجتماع عاجل»، والتريث قبل اتخاذ موقف حاسم من رزمة المقترحات الإيرانية الأخيرة، التي بدا وكأنها تقرع باب التفاوض حول نظام عالمي جديد من دون التركيز على المسألة النووية، وهو استبقه مرشد الجمهورية الايرانية آية الله السيد علي خامنئي بالتأكيد على عدم التنازل عن «الحق» النووي، في وقت تجددت بوادر الخلاف بين الدول الكبرى، حول إمكانية فرض عقوبات جديدة على طهران، وموعد البحث في خطوة مماثلة.
وفي خطبة صلاة الجمعة في طهران، قال خامنئي إنه يجب على إيران ألا تتخلى عن «حقوقها النووية»، و»أن نبقي على الحزم للدفاع عن هذه الحقوق». واعتبر ان «التخلي عن الحقوق، سواء في المجال النووي او غيره، يعني انهيار» النظام، موضحاً «سنسلك طريق الانهيار اذا.. أظهرنا ضعفنا امام المستكبرين وتراجعنا بدلاً من مقاومتهم». ووجه تحذيرات الى المعارضة في الداخل ايضاً، قائلاً إن النظام «سيتحرك» ضد الذين «يستلون سيوفهم» ضده.
من جهته، أشاد مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، علي أصغر سلطانية، بمضمون المقترحات التي سلمتها بلاده إلى الدول الست، ووصفها بأنها «سلة جامعة» وتتناول سبل إيجاد تسويات شاملة لكافة المشاكل والأزمات الإقليمية والدولية التي يعاني منها العالم، وخاصة في ما يتعلق بالطاقة والتنمية والبيئة وسائر القضايا المتعلقة بنزع السلاح.
وقال سلطانية إنه «في حال الاتفاق على بدء الحوار والمفاوضات الشاملة، سيكون من حق أي دولة من دول العالم تشارك في تلك المباحثات أن تطرح وجهة نظرها أو مقترحاتها أو تصوراتها لمعالجة أي مشكلة من المشاكل المطروحة». وأكد مجدداً استعداد بلاده لمناقشة أي مسألة نووية مثيرة لقلق المجتمع الدولي، ولكن ليس فقط التركيز على المسألة النووية الإيرانية.
في مقابل ذلك، اتفقت مجموعة الدول الست في ختام مؤتمر عبر الدائرة المغلقة، على ان «تطلب من الإيرانيين عقد اجتماع في أسرع وقت». وقالت متحدثة باسم منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، إن هذه الدول «تواصل دراسة» المقترحات الإيرانية ولا يزال هدفها التوصل «الى إجراء مفاوضات جوهرية.. ونحن على اتصال مع (أمين عام مجلس الامن القومي الإيراني) سعيد جليلي». لكنها رأت ايضاً ان الاقتراح الايراني الاخير الذي تسلمته «لا يرد على الأسئلة النووية.. ويتمحور حول امور اخرى».
وقال دبلوماسي أوروبي إن الأوروبيين لا يزالون حتى الساعة يريدون دراسة رغبة ايران او عدمها في الحوار قبل التفكير في اتخاذ إجراءات اكثر حزماً بحقها. وأوضح «نريد إبقاء إمكانية لقاء مع إيران مفتوحة، على مستوى خبراء تقنيين على سبيل المثال، من الآن وحتى انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة» في 23 أيلول الحالي، حيث ستلتقي الدول الست على مستوى وزراء خارجيتها.
وأعرب دبلوماسي آخر من دولة عضو في مجموعة الدول الست، عن أسفه «لأن الإشارات الى البرنامج النووي غائبة تقريباً» في الوثيقة الإيرانية. وأضاف «بعد ذلك ينبغي ان نرى ما اذا كنا لا نزال نحاول الحوار، او ما اذا كنا نعتبر انه لاغ وغير موجود». ورأى «ان التفاهم يتعمق» بين دول الاتحاد الأوروبي للتفكير في ان تمضي اوروبا قدماً بطريقة أحادية نحو فرض عقوبات جديدة في حال الوصول الى الطريق المسدود مع طهران، وفي حال لم يتم التوصل الى اتفاق بشأن العقوبات داخل مجلس الامن الدولي.
غير ان مسؤولاً مطلعاً على محادثات القوى الكبرى، اكد انه لا يمكن التفكير في العقوبات «الا بمشاركة الجميع. لا نبحث عن إجراءات نصفية». وأضاف ان اجتماعات الجمعية العامة ومجموعة العشرين فرصة كي تبحث القوى الكبرى المسألة النووية الايرانية. لكنه شكك «في اتخاذ قرار بالتحرك في الوقت الحالي.. سيكون على الأرجح قراراً بشأن الخطوة التالية». وقد أكد مسؤول أميركي هذه المسألة، قائلا انه «استناداً إلى ما ستؤول اليه في نهاية الامر مقترحات ايران من أجل الحوار، سيقيم الزعماء الموقف ويتخذون قراراً بشأن الإجراءات المناسبة كخطوة تالية».
وبينما أكدت فرنسا ان ايران لم تستجب للمطالب التي حضتها على الالتزام بالتفاوض حول ملفها النووي، اكد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ان مشروع شن هجوم على إيران سيكون «غير مقبول»، وأن أي عقوبات جديدة تفرض على طهران لن «تؤتي ثمارها»، وذلك بعد يوم من قول وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، إن العقوبات النفطية ضد ايران، وخاصة فرض حظر على وارداتها من البنزين، «لن تمر» في مجلس الامن الدولي.
وأوضح بوتين خلال لقاء مع خبراء، ان «مشروع شن هجوم على ايران غير مقبول ومن شأنه ان يقود الى موجة من الارهاب ويقوي شوكة المتطرفين، وأشك كثيرا في قدرة مثل هذه الضربات على تحقيق هدفها المعلن». وشدد على ان بلاده مستعدة للانضمام الى الجهود الدبلوماسية التي يبذلها المجتمع الدولي من اجل وقف الانتشار النووي. وقال «هذا الامر ليس وقفاً على ايران»، في إشارة واضحة الى كوريا الشمالية خصوصاً.
وذكر رئيس الوزراء الروسي انه اذا كان لإيران الحق في برنامج نووي سلمي، فإن «عليها ايضا ان تعي في اية منطقة من العالم هي موجودة». وأضاف «هذه منطقة خطرة ويجب على ايران ان تبرهن عن حس بالمسؤولية، ولاسيما عبر الأخذ في الحسبان مخاوف إسرائيل وخصوصاً بعد التصريحات المرفوضة تماماً بشأن القضاء على دولة اسرائيل».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...