صفاء سلطان تتحدث للجمل: أحب في الرجل الغيرة !!
فترة وجيزة فقط احتاجتها الفنانة الشابة صفاء سلطان لتحقق مكانة متميزة على الساحة الفنية وتواجداً لافتاً.
فإلى جانب مشاركتها الفنان ياسر العظمة في مرايا 2003، و 2004 تميزت بدور ميس في مسلسل صراع الأشاوس، وهذا العام عملت مع المخرج نجدت أنزور في مسلسل الحور العين، ومع الفنانين أيمن زيدان وسوزان نجم الدين في جوز الست، عدا عن دور البطولة في حاجز الصمت.
صفاء ذات خمس وعشرين ربيعأً على كتفيها، خَبِرت الحياة وعاركت الزمن، لتخرج بتجارب قد تحتاج قريناتها إلى عشرات السنين كي تحصلن على مثلها.
مثقفة، جريئة، ذكية، وجميلة، والأهم أنها تعرف ما تريد وكيف تصل إليه.
ناقدة لاذعة، إلا أنها بعد أن تجرح ... تداوي.
السنوات الخمس التي أمضتها في الولايات المتحدة أتاحت لها الفرصة لتطلع على تفاصيل المجتمع الغربي، وتحدد إيجابياته وسلبياته، إلى جانب معرفتها بمجتمعها الشرقي الذي تعيش.
وفيما تبدو بعض أحكامها قاسية على الرجل الشرقي، إلا أن الفنانة صفاء سلطان ما تلبث أن تلتمس له الأعذار، غير فاقدة الأمل من أن يبدأ بإصلاح السلبيات، ويستمر في ترسيخ الإيجابيات.
** في التمثيل، هل من فارق بين الرجل الفنان والمرأة الفنانة من حيث الحظ؟
لا، لكن من الممكن القول: إن الفنانة محظوظة بفرص العمل أكثر من الفنان، ذلك أن نصوصنا تعتمد على الشخصيات النسائية أكثر.
** كفتاة شرقية عشت في الغرب سنوات خمس، كيف وجدت المجتمع هناك ؟
خلال فترة إقامتي في أمريكا، وجدت أن الأميركان في تعاملهم أقرب إلى ديننا منَّا نحن.
ديننا يحث على الصدق، والبعد عن الغش والنميمة والخداع، وهم ملتزمون بذلك.
بينما للأسف تجد أن لدينا أسلوب في التعامل مُنافٍ لقيمنا وثقافتنا وبعيد عن جوهر ديننا.
هناك فرق شاسع بين الغرب والشرق.
لديهم انضباط شديد بحياتهم .... لا يتدخل أحدهم بشؤونك الخاصة على عكسنا تماماً حيث يعتقد بعض الطفيليين أن حياة الفنان الشخصية مثلاً ليست خاصة به بل هي ملك للمجتمع.
** هل تشعرين أن الرجل الشرقي يخاف من نجاح المرأة؟
بكل تأكيد، فنحن ما زلنا نعيش ضمن عادات وتقاليد بالية لم يستطع مجتمعنا حتى اللحظة التخلص منها.
لا أنكر أن هناك انفتاحاً في بعض الجوانب، لكن إذا وصلنا إلى ما يخص المرأة فإن أغلب الرجال سيقفون ضدها بكل حزم وقوة، والمجتمع للأسف سيساندهم في ذلك دعماً لرجولتهم.
** قد تكون خشية الرجل أن يؤدي نجاح المرأة إلى فقدانه السيطرة عليها؟
هذا هو تفكير أغلب الرجال، وهنا تكمن المشكلة.حتى الأهل يخافوا خروج ابنتهم عن طاعتهم،. يجب أن يعرف الجميع أن قيم المرأة وثقافتها الشرقية وأخلاقها يمنعونها من ذلك ... حتى أخواتنا المصريات يقلن: ظل رجل ولا ظل حائط. (ضِلِ راجِل ولا ضِلِ حيطة)
** إذاً أنت مع القول: إن المجتمع الشرقي مجتمع ذكوري؟
نعم، فحتى الآن نعيش عصر(سي السيد)، وغالباً، فإن الرجل في شرقنا تلازمه فكرة أنه هو أولاً وهو المسيطر، والمرأة ثانياً و يجب أن تبقى خاضعة له..
** رغم ذلك، فإن الوضع الآن في الشرق أفضل بكثير إذا ما قيس بأوائل القرن العشرين مثلاً؟
بكل تأكيد، أنا لا أنكر أن المرأة نالت الكثير من حقوقها لكن ما زال ينقصها الكثير والطريق أمامها طويلة ولو أنها حققت فيها قفزات ملحوظة.
المرأة الآن تتعلم وتعمل وتخرج من بيت زوجها، على عكس السابق حينما كانت لا تخرج من البيت إلا مرتين: الأولى من بين أبيها إلى بيت زوجها، والثانية إلى القبر. لكن ألاحظ أن المرأة عندما تصل إلى مستوى معين من النجاح فإن الرجل يقف في وجهها ويمنعها من المتابعة.
يجب أن لا ننسى أن الدين الإسلامي الحنيف منح المرأة كامل حقوقها، فهي منذ أربعة عشر قرناً في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وخلفائه الراشدين نالت حقوقها ولعبت دورها على أكمل وجه، فلماذا يريد البعض أن يسلبها ما منحها إياه الله عز وجل؟.
في عالمنا العربي والإسلامي هناك تفاوت بين مناطقه المختلفة بما يخص هذا الموضوع، ومن الظلم جعلها كلها في مستوى واحد.
** من يتحمل المسؤولية في ذلك، الرجل نفسه، أم جو المجتمع الذي وٌُجِد فيه؟
الرجل في الشرق دائماً يحسب ألف حساب لمجتمعه وبدون مبرر، ويتساءل خائفاً: ماذا سيقول الناس عني؟؟
مجتمعنا مسيطِرٌ علينا أكثر مما نحن مسيطرون عليه، وهنا نكمن مسؤوليتنا في أن نحسنه ونجعله جيداً، وإلا بقي على حاله، بل وساء
لنكن منصفين .... الخطأ ليس خطأ الرجل فقط، ويجب أن لا نحمله المسؤولية كاملة.
ولكن .... إذا كان الرجل محاصَر بهذا الشكل من قبل مجتمعه، فما بالك بالذي تتعرض له المرأة إذاً.
للأسف نحن ما يعجبنا نقيَّمه على أساس أنه جيد، وما لا يعجبنا فهو سيء
** ماذا عن نظرة الغرب لنجاح المرأة ؟
الرجل الغربي ينظر إلى نجاح المرأة كما لو أنه نجاحه، حتى لو انفصل الزوجان عن بعضهما يبقيان أصدقاء لأن الزوج يوماً ما قد ساعد زوجته على النجاح في حياتها العملية.
** ما الصفات التي تعجبك في الرجل الشرقي؟
تحليه بالغيرة، غيرة الرجل على المرأة مهمة جداً في حياتها
أنا شخصياً أحب الرجل أن يغار، فذلك دليل اهتمامه وخوفه على المرأة.
في الغرب لا يوجد شيء اسمه غيرة، وإذا وجدت فهي من منطلق مرض نفسي. ليس إلآ.
الغيرة هناك مرض بينما هنا حب ورعاية، وهذا ما يميزنا.
يعجبني كرم الرجل الشرقي، في الغرب يذهب الرجل وزوجته إلى المطعم، ويدفع كل منهما عن نفسه!!!.
** وفاء الرجل الشرقي لعائلته ألا يلفت انتباهك؟؟
بلى، فهو ما زال ملتزم بذلك، صحيح أن هذا الالتزام تخلخل نوعاً ما لكن الأمور ما زلت ـ إلى حد ما ـ بخير حتى الآن.
** ما هي سلبيات الرجل الغربي؟
عدم مبالاته تجاه أسرته، عدم تحمله للمسؤولية ....
الرجل الغربي بكل معنى الكلمة جبان، ويخاف من أي شيء يستجد على حياته حتى لو كان هذا الجديد هو زوجته.
لقد صادفت الكثير من الشبان الأمريكيين الذين أصيبوا بأمراض نفسية فقط لأنهم تزوجوا ودخلت امرأة جديدة في تفاصيل حياتهم.
** إلى حد استطاع الشرقي في الغرب أن يندمج مع مجتمعه الجديد؟
الكثير من شباب الشرق سافروا إلى الجهة المقابلة بقصد العلم أو العمل، لكنهم تاهوا بين روحهم الشرقية وبين واقع الغرب.
لا هم حافظوا على أصالتهم، ولا استطاعوا الاندماج في مجتمعاتهم الجديدة.
أحياناً كثيرة كنت ألاحظ المزاج الغريب الذي يحكم تصرفات الشرقي هناك... يوماً يتحلى بأصوله ويفاخر بها، ويوماً يتجه بكليته نحو مجتمعه الغربي الجديد.
الشرقي في الغرب تجده يوم السبت سهراناً في البار بينما زوجته الشرقية حبيسة المنزل. وهنا قمة الازدواجية في التعامل.
شبابنا يذهبون إلى هناك فيخسرون أنفسهم ويعكسون للغرب صورة سلبية عن مجتمعاتهم.
من الصعب تماماً على الشرقي المقيم في الغرب أن يعيش بشروطه هو، لا بد من تنازلات صعبة يفرضها عليه الجو المحيط به.
** في الشرق: ماذا تريد الأنثى الأم والزوجة والابنة والأخت و.... من الرجل الأب والزوج والابن والأخ و....؟؟
تريد وتتمنى الوقوف بجانبها والحنوَّ عليها، نحن النساء بطبيعتنا ضعيفات، والرسول عليه الصلاة والسلام قال: اتقوا الله في الضعيفين المرأة واليتيم.
كلمة حلوة وصادقة من الرجل تجعل المرأة تبكي.
نحن بحاجة لصدر قوي حنون يستوعبنا، ويحمينا، ولا بديل عن صدر الرجل وحضنه.
** إجمالاً .... هل استطاعت المرأة العربية أن تثبت وجودها وما السبب ؟؟
طبعاً وبقوة، المرأة صبرت على الوضع الذي كانت تعيشه، وآمنت بضرورة تغييره.... لقد قبلت التحدي وكسبته
لدي إيمان عميق أننا نستطيع أن نصل إلى أكثر مما نحن فيه الآن.
** نصيحة قدمها لك رجل ولا تنسيها؟
قال لي المخرج الأستاذ نجدت أنزور: صفاء... لا تنظري إلى الوراء، بل دائماً إلى الأمام وإلى الأعلى.
وقال لي الفنان الأستاذ ياسر العظمة: اشتغلي على موهبتك الفنية ونميَّها.
أنا ألتزم هاتين النصيحتين ليس فقط على مستوى العمل بل أيضاً في حياتي اليومية.
الجمل / راضـي محسـن
إضافة تعليق جديد