(وثائق سورية): بلاغ الأمير فيصل بعد دخوله دمشق
وفي الخامس من تشرين الأول عام 1918م، أذاع الأمير فيصل في دمشق بعد دخولها، بلاغاً رسمياً جاء فيه حرفاً بحرف:
((إلى أهالي سورية المحترمين!
أشكر جميع السوريين على ما أبدوه من العطف والمحبة، وحسن القبول، لجيوشنا المنصورة، والمسارعة للبيعة، باسم مولانا السلطان أمير المؤمنين الشريف حسين نصره الله.
ثم أبلغهم المواد الآتية:
1-تشكلت في سورية حكومة دستورية عربية مستقلة استقلالاً مطلقاً لا شائبة فيه باسم مولانا السلطان حسين شاملة جميع البلاد السورية.
2-قد عهدت إلى السيد رضا الركابي بالقيادة العامة للحكومة المذكورة نظراً لثقتي باقتداره ولياقته.
تتألف حكومة عرفية لرؤية المواد التي يحيلها القائد إليها، وبناءً عليه أرجو من الأهالي الكرام المحافظة على الهدوء والسكون، والطاعة للحكومة الجديدة، والانقياد لأوامرها، والإصغاء لتبليغاتها. وأبلغكم بأني سأكون تجاه جميع الأفراد المنضوين تحت لواء الحكومة العربية كأب شفوق، كما أني سأكون شديد العقاب على من يجرؤ على مخالفة أوامرها، والعبث بقوانينها، وإيقاع العراقيل في سبيل رقيها وسيرها. ولذلك فإني آمل من أهالي سورية الذين برهنوا على محبتهم لنا بترحيبهم بنا أن يكونوا مثالاً حسناً للطاعة والسكون، حتى يثبتوا للعالم أجمع أنهم أمة لائقة بالاستقلال، قادرة على إدارة شؤونها بنفسها. وليعلم جميع الناس أن حكومتنا العربية قد تأسست على قاعدة العدالة والمساواة فهي تنظر إلى جميع الناطقين بالضاد على اختلاف مذاهبهم وأديانهم نظراً واحداً، لا تفرق في الحقوق بين المسلم والمسيحي والموسوي، فهي تسعى بكل ما لديها من الوسائل لتحكيم دعائم هذه الدولة التي قامت باسم العرب، وتستهدف إعلاء شأنهم، وتأسيس مركز سياسي لهم بين الأمم الراقية.
والله نسأل أن يوافقنا جميعاً إلى ما فيه خير العرب وإعلاء كلمتهم والسلام)).
في 27 ذي الحجة سنة 1336هـ
(5 تشرين الأول 1918م)
الشريف فيصل
المصدر: فاجعة ميسلون، محي الدين السفرجلاني،صـ68
الجمل- إعداد:سليمان عبد النبي
إضافة تعليق جديد