قضبان الاحتلال تحول بين الأمهات الفلسطينيات وأطفالهن
بشكل مختلف عن الأمهات في أنحاء العالم، أحيت 19 أما فلسطينية يوم الأم وراء القضبان في سجون الاحتلال بعيدا عن 68 من أطفالهن، وتكاد كلمة "ماما" تتحول إلى كلمة غريبة بالنسبة للأمهات اللاتي يعشن في سجون يطلق عليها الفلسطينيون "قبور الأحياء"، وللأطفال الذين يحرمون من رؤية أمهاتهم وزيارته.
وتفيد معطيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بأن الاحتلال ما زال يعتقل 60 فلسطينية في ظروف قاسية، بينهن 19 أما، مشيرا إلى أن المرأة الأسيرة تعاني من إجراءات قمعية، أبرزها، التهديد بالاعتداء الجنسي والاغتصاب، وسوء الطعام وشح الأغطية والملابس، ومصادرة الأموال.
ومن جهتهم يؤكد محامون وجمعيات تعنى بشؤون الأسرى استمرار تردي الأوضاع الإنسانية للأسيرات، وخاصة بعد فشل صفقة تبادل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط التي تعلق عليها الأسيرات آمالا كبيرة.
ويؤكد محمد سليمان الزق، زوج الأسيرة فاطمة الزق من غزة، أنه لم ير زوجته المعتقلة منذ نحو عامين، ولم ير ابنه يوسف المولود داخل السجن إلا عبر ما وصل إليه من صور، مشيرا إلى أنه يرعى أطفاله الثمانية خارج السجن في غياب أمهم.
ويوضح أن أبناءه يشتاقون لوالدتهم ويسألون كثيرا عنها، لكنهم يصبرون ويحتسبون، مشيرا إلى أن سلطات الاحتلال ترفض منذ اعتقالها منح أي من أطفاله تصاريح لزيارة والدتهم.
وذكر زوج الأسيرة فاطمة الزق أنه لا توجد أي وسيلة اتصال مباشرة مع زوجته وأنه يتابع أخبارها فقط عن طريق ذوي الأسيرات الأخريات الذين يزرون بناتهم في الضفة الغربية، موضحا أنه شاهد صورة ابنه لأول مرة بعد شهور من ولادته عن طريق ذوي أسيرات الضفة، فشعر بالحزن والألم الشديدين لاعتقال الطفل الذي بلغ من العمر أكثر من عام.
ورغم الآلام، وتبدد آمال الكثيرين في إفراج قريب عن الأسيرات نتيجة فشل مفاوضات التبادل، توكل عائلة الزق أمرها لله، وتقول إنها على ثقة بأن الله سيجمع شملها ويعيد الأم إلى أطفالها ليعيشوا معا بعد الحرمان الطويل.
ومن جهتها تؤكد محامية نادي الأسير الفلسطيني جاكلين فرارجة، أن الأسيرة فاطمة أنجبت ابنها يوسف بعد اعتقالها ولم تتلق العناية اللازمة لأمثالها قبل وبعد ولادته، مشيرة إلى استمرار الاحتلال في منعها ومنع عدد من الأسيرات من زيارة عائلاتهن وخاصة أطفالهن.
ولفتت إلى أن الأسيرات كن يعلقن آمالا كبيرة على صفقة التبادل التي تشملهن جميعا، لكنها لم تتم بل أقدمت مصلحة السجون على اتخاذ خطوات عقابية ضدهن وسحبت العديد من احتياجاتهن، وتفرض عليهن شراء احتياجاتهن من متجر السجن بمبالغ باهظة.
إلى ذلك تفيد معطيات نشرها نادي الأسير الفلسطيني اليوم أن عدد الأسيرات المحكومات (40) أسيرة، والموقوفات (17) أسيرة، والمحكومات إداريا أسيرتان، بينهن خمس زهرات، ويتوزعن جميعا على ثلاثة سجون إسرائيلية.
وذكر التقرير أن ثلاثا من بين الأسيرات يعتقلن مع أزواجهن، وخمس أخريات يعتقل مع أشقائهن، مؤكدا استمرار منعهن من الزيارة أو جمعهن مع إخوانهن المعتقلين أو أزواجهن رغم الإضراب الذي خضنه لهذا الغرض.
وانتقد نادي الأسير تجاهل العالم الذي يحيي يوم الأم، لمعاناة آلاف الفلسطينيات اللواتي تعرضن للاعتقال والتعذيب الجسدي والنفسي والمعاملة القاسية داخل سجون الاحتلال وعلى حواجز التفتيش المذلة، مطالبا المجتمع الدولي بالتحرك الفعال لإنقاذهن "من سياسة القتل البطيء.. ومن سجون الظلم الإسرائيلي".
عوض الرجوب
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد